لم تكترث قافلة هذه الدواب التي ليست بفيلة و لا أبقار..هذه البهائم الخفية التي لم تستجب لدعابة كائنات الخرائب و هي كائنات تستشعرها هائمة حولها تلامسها أنفاسها أحيانا، فنكاد نجزم إنها تسمع وشوشاتها إنها لا مرئية ..إنها مسوخ لا مرئية .. لم تلتفت مراكب الفنان لقبضات الإغواء التي لوحت بها أيديهم..مضت تدب بكبرياء لا مثيل له في سلالات الدواب..تتخذ من الوجوم قناعا يماثل أقنعة السحرة و الرسل الغابرين الخالدين الذين استمرأوا المنافي فصار لهم السبيل وطنا أبديا..تسير و هي تهتمل بتمائم مجهولة انقلبت طلاسم عسيرة مع تدفق الأزمان فعجز دهاة السحرة و أهل العلم بالغيوب عن فك لغتها المنسية…
لم تكترث قافلته للذين لم يحتملوا تدفق الماء و تجمعه في مستنقعات و تبدده في الخلاء دون ان يفتشوا عن حيلة تضع حدا لهذا الإثم و هم الذين جربوا الظمأ…تحسروا كثيرا وأصيب المسكونون منهم بالمس المجهول الذي لم يعرفوه إلا في الفئة الغامضة التي توجعها الألحان القديمة و توقظ فيها أغاني الأشجان آلام الحنين..
تحمل قافلة محمد كرور رسالة الريح و الصحراء إلى معشوقهما البحر..الطلاسم التي رسمها الريح فوق هذه الدواب طلاسم ابدعها الريح في قرطاس الرمل …تسير بظمأ الروح إلى النبع حيث يتستر لغز البعد المفقود و حيث تكاد لجاجة الموج تفضح سر البحر القديم..تسير مستكشفة أساطير الصحراء و رموزها و أحجارها المسكونة بروح الأسلاف و تعاويذهم و تمائمهم..خرجت من الواحة بحجابين مختلفي الأحجام معلقة في رقابها بعناية..
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام ونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس مارتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر أعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
التشكيلي مصطفى بوسنة