الإثنين , سبتمبر 30 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة الأستاذة والكاتبة بلياسين نجاة: غوته والعربيّة والإسلام                                          

مساهمة الأستاذة والكاتبة بلياسين نجاة: غوته والعربيّة والإسلام                                          

 

*افتتانه باللّغة العربيّة وأشعارها، ومعلّقاتها، وأدبها:

تأثّر “غوته”وانبهر بروعة اللّغة العربيّة، وممّا قاله في وصفها:”ربّما لم يحدث في أيِّ لغةٍ هذا القدر من الانسجام بين الرّوح والكلمة والخطّ مثلما حدث في اللّغة العربيّة، وإنّه تناسق غريبٌ في ظلّ جسدٍ واحدٍ”.فانفتح على إبداعات الشّعر العربيِّ “ديوان العرب”، حيث تعلّق كثيرا بالمعلّقات: “إنّها كنوز طاغية الجمال… ظهرت قبل الرّسالة المحمّديّة،ممّا يعطي الإنطباع بأنّ القُرشيّين كانوا أصحاب ثقافة عالية،وهم القبيلة الّتي خرج منها النّبيّ محمّد”.

وقام بترجمة عدد منها إلى اللّغة الألمانيّة عام 1783م بمساعدة معلّمه”هيردر”،كما قرأ لكثير من شعراء الجاهليّة مثل:(امرئُ القيس،طَرْفَة بن العبد، زُهير بن أبي سُلمَى،عنتره بن شدّاد،وأيضا عَمرو بن كلثوم،ووقف مليّا أمام ما بُثَّ في ثنايا شعرنا العربيّ من قيمٍ،وبخاصّة العزّة والكرامة والحرّية والشّجاعة والشّرف..إلخ.كما قرأ “غوته”لبعض الشّعراء المسلمين فيذكر في قصائد”الدّيوان”أسماء”جميل بثينة”و”مجنون ليلى” و”المتنبّي”،وقام بإدراج بعض من ملامح أشعاره في روايته “فاوست”ولم يكتف”غوته”بهذا كلّه بل قرأ في النّحو والصّرف،حتّى أنّه وُجِدت مخطوطات حاول فيها هذا المفكّر محاكاة وتقليد الخطّ العربيِّ،وجماليّاته.

لقد كانت لحكايات “ألفُ ليلةٍ وليلة”وقعها الخاصّ على المجتمعات الأوروبيّة،وشعرائها وأدبائها، ومنهم”غوته”، فكثيرا ما لجأ إليها متلمّسا فيها العبق العربيّ الأصيل المتمَثَّلِ في العالم العربيِّ غير المتجسّد، بكلّ ما فيه من بساطة ورشاقة ووضوح”.

جذبته أيضا فكرة الرّاوي العربيّ المربِّي،والعرب المغامرون،وبهرته مدينة “بغداد”بثقافتها وعلمها وأدبها، وولع بها لدرجة أن قام بمساواتها بمدينة”فايمر”الألمانيّة في “الدّيوان”.كما استخدم الأسلوب القصصي متأثّرا ب”ألف ليلة وليلة”…والقسم الثّاني من روايته “فاوست”يحمل كثيرا من المؤثّرات تعود أصولها إلى تلك الحكاية. كما ظهر في شعره كثير من التّشبيهات والكلمات العربيّة والغريبة، أيضا الكثير من القرآن لغة ومضمونا.

وما يؤكّد رغبة “غوته” في إضفاء الرّوح العربيّة على أعماله،استخدامه لكلمة “ديوان”وهي كلمة عربيّة ذاتُ أصلٍ فارسيٍّ،وغيرُ شائعةِ الاِستخدامِ في اللّغة الألمانيّةِ.

 

*غوته والإسلام:

إنّ تأثّر “غوته” البالغ بالإسلام والقرآن الكريم،وبسيرة الرّسول *صلّى الله عليه وسلّم*ظاهرة من أكثر الظّواهر مَدعاةً للدّهشة في حياة الشّاعر،فقد وصف القرآن بأنّه:”كتاب الكتب…أيُّها القرآن الكريم،أيَّتها الطّمأنينة الخالدة”.فكانت معرفته به من أوثق معارفه.

كما وصف الرّسول* صلّى الله عليه وسلّم*كونه هاديا للبشر بأنّه:”النّهر العظيم الّذي يتدفّق رفيقا هادئا،تجري معه الجداول والسّواقي في طريقه إلى البحر”.

بل إنّ الدّهشة لتزداد عندما نقرأ العبارة الّتي كتبها في إعلانه عن صدور”الدّيوان الشّرقيّ”(1814م-1820م) وقال فيها إنّه: “لا يُكره أن يقال عنه إنّه مسلم”.

ولقد كانت للقاءات “غوته” مع عديدٍ من المستشرقين والمفكّرين الغربيّين وما صدر عنهم من مؤلّفاتٍ من مثلِ:”التّرجمة الألمانيّة لمعاني القرآن الكريم” ل:*ديفيد فريدريش ميجيرلين*عام 1771م… أمرًا أضاف إلى رصيد محبّته للقرآن…أيضا احتكاكه بالمسلمين إثر تعرّفه على مجموعة من الضّبّاط البكشيك المسلمين الّذين قدِموا إلى “فايمر”عام 1813م،ضاعف من حبّه لما قرأه،حيث وصفهم قائلا:”لديهم هيبة خاصّة” و”هم ضيوف أحبّاء”.

مقالٍ بموضُوعٍ فكريّ لمفكِّرٍ ألمانيّْعشِق اللّغة العربيَّة والإسلاموالتّفاصيل تجدونَها بينَ أسطر هذا المقالالَّذي لخّصت فيه أهمّ النِّقاط

                  

يـــتبع

الأستاذة والكاتبة بلياسين نجاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super