تأثّره الشّديد بالقرآن الكريم:
من أكثر ما تأثّر به “غوته” {الدّعاء} في الآيات الكريمات – بعد بسم الله الرّحمن الرّحيم-:”قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي،وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي،واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي”(سورة:طه/الآية:25-28).
وكان “غوته” في كثير من مؤلّفاته يدوّن بخَطّ يده آياتٍ كريماتٍ تشير صراحة إلى النّبيِّ محمّدٍ مثل قوله تعالى-بعد بسم الله الرّحمن الرّحيم-:”وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْله الرُّسُلُ….”(سورة:آل عمران/الآية:144).
ومن أكثر ما لفت انتباه “غوته”جوهر الإسلام وحقيقته ب”الإستسلام”لله تعالى،وعقيدة التّوحيد الّتي تدعو إلى الإنقياد لله الواحد،وتحرّر الإنسان من كلّ صنوف العبوديّة.
كما تفاعل وانفعل “غوته” بقصّة إبراهيم *عليه السّلام*بين النّجوم والأقمار(الآيات:75-79من سورة:الأنعام). حيث قال فيها “غوته”:”ارتفع أيّها القلب العامر بالحبّ إلى خالقك،كن أنت مولاي،كن إلاهي أنت يا من تحبّ الخلق أجمعين،يا من خلقتني وخلقت الشّمس والقمر،والنّجوم والأرض والسّماء”.
ويؤكّد “غوته” أنّ النّور والحكمة لم يبدآ إلاّ بالإسلام،وأنّ القرآن الكريم يتّفق مع مضمونه وعرضه:محكم وسام ويثير الدّهشة.
لله المشرق، لله المغرب،الأراضي الشّماليّة والجنوبيّة ترتاح في سكينة يديه،هو العادل الأوحد،يحبّ الخير لكلّ إنسان، فليكن من بين أسمائه المائة هذا الإسم المجيد:”أمين”.
وما يؤكّد عمق فهم “غوته” لأساس الإيمان وتشبّعه بمعاني القرآن الكريم وألفاظه قوله في إحدى قصائده المنشورة في الدّيوان الشّرقي:
لقد جعل الله لكم النّجوم لتهديكم في البرّ والبحر
وزينة تتمتّعون بها عندما تنظرون فوقكم في السّماء،فهو بذلك متأثّر بقوله تعالى:”وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهتَدوا بِهَا فِي ظُلُماتِ البَرِّ والبَحْرِ قَدْ فصَّلنا الآيَاتِ لقومٍ يَعْلَمُون”.
ويقول “غوته”:”يا لحماقة البشر!عندمَا يصِرُّ كلّ منّا ععلى رأيه،وإذا الإسلام كان معناه أنّ لله التّسليم،فإنّنا أجمعين نحيا ونموت مسلمين”.
كانت هذه لمحة من لمحات حياة مفكّر وأديب وشاعر رغم أصوله الغربيّة الألمانيّة إلّا أنّ روحه المحبّة وميله المثير للدّهشة للغتنا وديننا صنعت لنفسها طريقا داخل أسوار العربيّة والقرآن لتتغلغل في ثناياها وتكشف أسرار ربّما غابت حتّى عن أذهان حاملي هذين اللّوائين.
أين نحن من كلّ هذا؟!!!..أمّة كرّمها الله بالإسلام والقرآن المنزّل بلسان عربيّ مبين…لسان أمّة إقرأ….أمّةُ محمّد..أفصح البشر وأبلغهم وأعلاهم منزلة..أصابتني غيرة علميّة شديدة…وما أسر قلبي…وفكري…أمور أُجْمِعها في الآتي:أوّلا:تطلّع “غوته” الكبير وحبّه للعلم والمعرفة إذ انصبّ على علوم وفنون عدّة وعكف على دراستها وما زادني دهشة استغلاله فترة مرضه لدراسة الفلسفة والكيمياء …
ثانيا:رغم انتمائه لأصول غربيّة كانت له نظرة عن العربيّة والإسلام والقرآن ثاقبة وساحرة وغريبة تضع العقل في الكفّ…أنّى لمفكّر غربيّ ألمانيّ بكلّ هذا؟!!!….
ثالثا:وربّما كلّ من يقرأ سيرته يدور في ذهنه نفس الأمر…هل كان غوته مسلما إلى حدّ ما؟؟؟!!…فما قاله وتَرْجَمَتْهُ يداه في مؤلّفاته ورؤاه تلك للقرآن والعربيّة…تفسّر الكثير…فما رأيكم؟…
وأعتذر على الإطالة، أتمنّى أن أكون قد أفدتكم ولو بالقليل…
مقالٍ بموضُوعٍ فكريّ لمفكِّرٍ ألمانيّْ…عشِق اللّغة العربيَّة والإسلام…والتّفاصيل تجدونَها بينَ أسطر هذا المقال…الَّذي لخّصت فيه أهمّ النِّقاط…
يـــتبع
الأستاذة والكاتبة بلياسين نجاة