ِ
في الذي كتبته من قبل عن الفنان الكاتب المسرحي والسيناريست حسين السلمان نوهنا بكونه ساردا للصورة في أعماله المسرحية، زيادة عن استناده إلى التراث والشعر والأساطير وخلافه، وأعود إلى نصوص الكاتب حسين السلمان والتي قرأتها في مجموعاته الثلاثة، أعود ليس لها كلها ولكن لبعضها دون غيره لما فيها من تميز عن غيرها أو لما لمسته فيها من جدة وغرابة كذلك.
ومن الملاحظات العامة التي يمكن تسجيلها بشان نصوص والأستاذ حسين السلمان استخدام التقطيع السينمائي بشكل ملفت في اغلب نصوصه والحقيقة انه لا غرابة في ذلك بما انه كاتب سيناريو وله الكثير من الأعمال السينمائية وكذا كتب في النقد السينمائي، إلا أن استخدامه لذلك كاد يجعل من بعضها سيناريوهات سينمائية أكثر منها نصوص مسرحية ونقف علي ذلك في نص شظايا الروح بشكل خاص وهو نص يختلف عن بقية نصوص حسين إذ في هذا النص وهو نص طويل نوع ما يأخذنا الأستاذ حسين إلى الأجواء السينمائية، بحيث أن الحدث يدور في السماء بين الآلهة ولذلك نجده يستخدم في تقسيم العمل مصطلح غيمة بدل المشهد واللوحة وهو ما لم يستخدمه احد من قبل وكان ذلك اختيار منه لان الحدث الأساسي في المسرحية تجري أحداثه في السماء إذ تتصارع الآلهة فيما بينها ساعية للحصول على المرأة وتدور الحروب بينها إلى أن تسقط الغيمة التي فيها المرأة وتتحطم وأين في بغداد ونعرف أن المرآة هي مرآة الحقيقة عندما يلتقط السكان أجزاء منها وكل واحد معه جزء يدعي بأنه يملك الحقيقة ولكن ما هي هذه الحقيقة أهي حقيقة الحرب الدائرة رحاها هناك أم هي حقيقة احتلال أمريكا للعراق أم هي حقيقة العصابات الإرهابية التي تقتل في أبناء العراق.. الفصل الأول من هذه المسرحية تجري وقائعه، كما أسلفنا في السماء، وأما الفصل الثاني فقد كتبه الأستاذ حسين بأسلوب التقطيع السينمائي من بدايته إلى نهايته وكأنه يكتب في سيناريو وليس نصا مسرحيا .كله فصل صامت ليس فيه سوي المشاهد المصورة سينمائيا وهي في الحقيقة طريقة تخص الأستاذ حسن وحده فشخصيا لم يسبق لي قراءة نص مسرحي تب بهذه الطريقة إضافة لذلك يكتب الفصل الثالث باللهجة الشعبية العراقية وهذا كذل تزاوج بين الفصحى واللهجة الشعبية نادر ما استخدمه كتاب النصوص المسرحية.
نص آخر جميل من نصوص الأستاذ حسين هو نص احتفالية الخليفة وفيه يستعيد قصة هابيل وقابيل ويلجا إلى تضمينه الكثير من الأساطير ومن التاريخ منذ بداية الخلق ومن مختلف والحضارات الإنسانية.. وهذا الأمر التضمين والإسقاطات التاريخية وكذا الأساطير تقريبا لا يكاد نص من نصوصه يخلو من ذلك إلى جانب لجوئه إلى الاستشهاد بالشعر إما لتوضيح فكرته أو يستخدمه كموعظة قصد التأكيد علي الفكرة أو توضيحها..كما أن استخدامه الأسلوب السينمائي في الكتابة من الأمور الملحوظة في نصوصه، كما أن حواراته تمتاز بالشرعية في غالب رغم طول الجملة عندها إلا انه أحيانا يلجا إلى الجمل القصيرة فيما يعرف بلغة التيك تاك حسب المصطلح الفرنسي الآمر الذي يعطي العمل سرعة في الحركة مثل اللقطات المتتابعة و المتسارعة في الفيلم السينمائي.
اعتقد أن الأستاذ حسين يسعي من وراء ذلك إلى إعطاء نفسه التميز بين أقرانه من كتاب النص المسرحي وفي العراق أولا وفي البلاد العربية ثانيا وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد .هنيئا له بذلك وهنيئا للنص المسرحي العربي به.
علاوة وهبي جروة