… عندما نتكلم بأدلة النصوص عن المؤسس
كنا نستفتح الجلسات الغنائية و الفنية بقصيدة الشهدة أحسن ما يقال عندي، للشيخ لخضر بن خلوف -رحمه الله- ويمكن أن نعتبر كل الشعراء الذين عاصروا بن خلوف أو ممن جاءوا بعده تلامذته.
هذا ما صرح به عملاق الملحون في المغرب العري الفنان المغربي الحسن التولالى -رحمه الله- أثناء زيارته لمستغانم فى مهرجان بن خلوف سنة 1992، وأحيا حفلة فنية يوم الخميس 20 أوت بمعية الشيخ معزوز بوعجاج أطال الله فى عمره و ذلك في ضريح الشيخ لخضر بن خلوف و ان هذا التصريح شهادة من عارف بأصول القصيدة الملحونية.
ومهما نقول أو يقال عن الشيخ لخضر بن خلوف يبقى قطرة في محيط ولا نستطيع أن نوفي هذا الرجل حقه الذي تربع على عرش المديح في المغرب العربي فهو سلطان المديح بدون منازع بقصائد لم يعرف عددها إلى اليوم و هو من مؤسس قصائد الجفريات بشهادة باحثين و شعراء من جيله و من جيل ما بعده رحمه الله
هذا الشاعر المجاهد و الولي الزاهد و الفارس القائد و المؤرخ الشاهد الذي كل ما ذكر الشعراء إلا و كان في مقدمتهم وكل ما ذكرت المقاومة كان هو شيخ المقاومين و المدافعين عن عزة هذا الوطن و كل ما نبشنا فى تاريخ التكالب الاسباني على الساحل الجزائر كانت قصيدة “مزغران” الوثيقة الرائدة لمعرفة ما جرى بدقة أكثر مما نجده في كتب التاريخ و فيما يلي نورد بعض الشعراء و الباحثين الذين أنصفوا الشيخ لخضر بن خلوف في مؤلفاتهم.
أثناء تطرقه لموضوع الأوزان و القياسات فى الشعر الملحون و خاصة ثاني أوزان الشعر الملحون ألا و هو وزن مكسور الجناح ذكر الباحث المغربي الأستاذ نورالدين الشماس ان الشيخ بن خلوف أول شاعر أحدث التغيير في القصيدة الملحونية وحررها من عموديتها و كانت هذه بداية تأسيس لوزن جديد الذي سمى فيما بعد بمكسور الجناح…
يقول الاستاذ نور الدين الشماس: و الكل يعلم أن القصيدة الملحونية أول ما امتطت نسق القصيدة العمودية فكانت شبيهة بها من حيث الشكل فتجدهم فى البواكر الاولى لهذا الادب ينساقون من النظام الكلاسيكى بحيث تعتمد القصيدة على الفراش و الغطاء أي الصدر و العجز مع المحافظة على تساوى الأشطار إلى أن وضع شيخ البركة لخضر بن خلوف رحمه الله و هو من شيوخ القرن التاسع الهجرى قياسا جديدا عرف بالعوادى هكذا
محمد الماحي ….صلى الله عليه فالغدو و الاصال
ويقول الاستاذ محمد الفاسى معرفا هذا القياس
العوادي في الحقيقة هو على نوعان
الأول، نوع قديم واضعه سيدى لخضر بن خلوف و هو هكذا 6…..10….
الثاني، نوع آخر جدده الشيخ عبد العزيز المغراوي و عكس التقطيع أي المقاطع الصوتية و جعله 10…..6…. وكتب فيه الجيلالي المثيرد قصيدته المشهورة ..يا ضيف الله.
ملاحظة: المقال منشور يوم 26 ماى 2011..من طرف جمعية هواة الملحون بمراكش، كما يذكر الشيخ محمد الفاسي في معلمة الملحون الشيخ بن خلوف على أنه من أوائل الشعراء في القرن التاسع الهجري.
ونجد عدة شعراء مغاربة و جزائريين يذكرون الشيخ بن خلوف وصنفوه في مرتبة الشيخ و الإمام و من الرعيل الأول فى هذا الفن الأدبي اى الشعر الملحون فنجد الشاعر الحاج البقالي المكناسي رحمه الله في قصيدة، غرايبي نحكيهم يذكر جملة من الشعراء ومن بينهم لخضر بن خلوف يقول:
لخضر و المجدوب و العروسي و بن حمادي.
و نجد الشيخ الغرابلي في قصيدة لشراف الحسنين يقول:
و كذا لخضر مداح النبي بالشوق و هيمان
و اعطف عنه رؤيات شاهده و اشفاه بالاعياني
التسعة و تسعين
يـــتبع
الباحث في التراث الشعبي خالد شهلال