مع اقتراب عيد ميلاد صديقي وأخي وأبتي رحمه الله الفنان التشكيلي المتميز المبدع نور الدين ذراع المصادف لــ 24 ديسمبر من كل سنة هذا الفنان والفيلسوف الذي أكن له كل التقدير والاحترام والمودة والحب حيث تعلمت منه الكثير والكثير من حب الفن وصدق النية وصفاء السريرة وقياس الجمال ولب الكلام والفلسفة والتفكير السديد لأنه كان موسوعة تمشي على الأرض ولوحة روحية إنسانية لا تتكرر وقد عانى التهميش رغم أنه كان من الأوائل الذين رسم السينوغرافيا وملصقة في مسرح سيدي بلعباس بداية الثمانينات في العمل الموسوم ب” علال Danger” وبعدها في العديد من الأعمال الفنية مع فرق وجمعيات من الهواة وهذا على غرار (في اتجاه حفرة شيكاغو، وأربعة في واحد للكاتب الأمريكي راي براد بيري وهذه الأخيرة التي تحصلت على أحسن سينوغرافيا في المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي أقيم بمدينة وهران بحر التسعينيات لمخرجه عز الدين عبار وأداء كوكبة من الشباب المحب للركح أمثال: “نضال الملوحي، عبد القادر بلاحي، يحى بن عمار، العربي شرياف إنتاج جمعية فن الخشبة العمل الذي تبناه المسرح الجهوي في عهدة الفنان المتألق سيد أحمد بن عيسى، ثم مسرحية اللعنة، ونشور من إنتاع فرقة عبد القادر بوعجاج، وهابيل وهابيل لكاتبه الإعلامي احميدة عياشي، نهاية لعبة الذي ترجمه إلى العربية الكاتب المتميز والذي لم يأخذ حقه بعد في حقل الإبداع والمبدعين عبد الله الهامل وانتج من طرف مجموعة من الشباب كلهم شغف وشوق وحب للمسرح وهم (عبد الحليم زريبيع، بلة بومدين، باهاها.. وغيرهم) من أقصى الجنوب تندوف الحفاوة والحب وحسن الضيافة، كما كان لصديقي نوري حضور كبير جدا في العمل المسرحي “مقالب اسكابن “لورشة الهيام الجامعية 2004. وبقي الفيلسوف والمفكر والمبدع ذراع نور الدين مغيبا تماما إلى أن استدعي من طرف شباب لما أعطيت لهم الفرصة لإنتاج عمل مسرحي بمسرح بلعباس الموسوم بــ “حب في زمن الحرب” لكاتبه الأستاذ الدكتور ادريس قرقوة وإخراج دين الهناني محمد جهيد 2012 ورغم معاناته ومرضه فلما وقفنا بباب منزله الذي حول إلى متحف للوحاته والذي ظل مقفل ولم يحظ باهتمام الجهات المعنية ماعدا حرص السيدة الفاضلة زوجته التي لازمته ولا تزال تحافظ على لمساته وبصماته ولوحاته لم يردنا واستجاب لرغبتنا وطلبنا وحظينا بلمسته الإبداعية المتميزة وخلال قرب منه وملازمتي له كان يروي لي قصصا متنوعة ومتعددة وكنا في جلساتنا الحميمية نتناقش في شتى المجالات دائما وتتخلل نقاشاتنا طرائف ونكت لامتناهية وصديقي كان عندما يقص النكتة تصاب بهستريا الضحك.
وفيما يرويه: ( ذات صباح كان نابوليون مازال غاطسا في النوم وإذا بهتافات وصيحات هنا وهناك تملأ اركان القصر صادرة من خارجه فجاءت زوجة نابوليون مهرولة نحوه انهض انهض اسرع حدث مروع فاستيقض نابليون وكان يعرف قيمة شعبه نظر من النافذة العلوية للقصر وإذا بالشعب يهتف ” Du Pain ” ” الشعب يريد الخبز ” وقد انهكه الجوع حتى انه لم يجد خبزا يسد جوعه فرجع إلى زوجته وقال لا تقلقي حبيبتي .. ترد هي ما الخطب ؟؟!!! قال هو : الأمر لا يستدعي القلق فهم يريدون خبزا فقط.. هي: (في دهشة محتارة) ممم لم يجدوا خبزا !!! قال: وهو كذلك يريدون خبزا ليأكلوا.. فقالت : فعلا هم حمقى !! يقولوا نابوليون : ماذا ترينا فاعلون؟ تقول الحبيبة : إذا لم يجدوا خبزا فعليهم ب ” Croissant ” مثلما نفعل نحن دائما إذا لم يكن هناك الخبز فنأخذ Pain au chocolat et Croisant هههه “كرواسون” او ” خبز المحلى بالشكولا” فابتسم صاحب زمام الامر ولم يجد سبيل ليفهمها حقيقة الأمر ../.. فالحياة تختلف من مجتمع لآخر ومن شعب لآخر ومن فرد لآخر كل حسب معيشته فمثلا : هناك من الفنانيين المبدعين من غلقت في وجوههم كل الأبواب وصدت ولا يجدون أين يتدربون على اعمالهم الفنية الجديدة واين يقدمون عروضهم ليسدوا رمقهم وقوت عيالهم ولو بفتاة الخبز وأصحاب القصر يتلذذون بالكرواسون والبان شوكو والحديث قياس اذكر عندما كنت اقرا في كتاتيب القرآن الكريم كانوا سيادنا الفقهاء يعلموننا في البداية أشكال الحروف ثم تنقيطها …إلخ فتعلمنا شكل الهاء (هه) مول كرشين يعني لديها بطنين والهمزة على السطر. فاتقوا ضمائركم وإنسانيتكم في المبدعين .. ومازالنا حشمانين خلونا نحشموا
المسرحي الياس عجاج