تحت شعار بحث استكشاف والمعاينة الميدانية قامت فرقة الراندوس بقيادة الأستاذ الباحث فؤاد بن نڨعوش بدعوتنا للخروج مع الفرقة الإستكشافية، حيث كانت محطتهم اليوم منطقة أرزيوالساحلية التي تقع حوالي 35 كلمتر شرق وهران.
شهدت خرجة اليوم تواجد عدد لا بأس به من رياضيين ومهتمين بالإضافة إلى باحثين أخصائيين على رأسهم الأستاذ عمر وادفل صاحب صفحة بوابة التاريخ الجزائري والأستاذ خوجة زين العابدين.
كما كان في استقبالنا بمنطقة آرزيوالباحث الرحالة والشاعر إبن المنطقة عبد القادر مسكي رفقة شباب رزيويين أقل ما يمكن القول عنهم أنهم أحسنوضيافتنا وكانت فرحتهم عارمة بإستضافتنا وهذا شرف ما بعده شرف بالنسبة لنا مما يكنه لنا شباب المنطقة من محبة واحترام متبادل.
من ساحة آرزيوالرئيسية انطلقت قافلتنا للتعريف بالأماكن التي تزخر بهم المنطقة ولها علاقة مباشرة مع التاريخ كل هذا أخذه على عاتقه الأستاذ مسكي عبد القادر بالتنسيق مع الباحث فؤاد ومن هناك بدأت انطلاقة المشي الرياضي المعروف عن فرقة الراندوس.
حوالي 9 كلمتر مشيا على الأقدام وصولا إلى جهة كاب كاربون الذي يفصل بين بلدية أرزيووبلدية سيدي بن يبقى حيث قمنا بزيارة أهم المعالم منها المدارس القديمة للمنطقة بالإضافة إلى الدائرة القديمة ذات التصميم الجميل المطل على البحر ومحطة القطار بالإضافة إلى بعض الأنفاق التي تؤدي إلى الثكنة العسكرية بجبل سيسيوم المشرف على الميناء، فعلى سفح هذا الجبل يوجد حصن عثماني يعود أصله إلى فترة الباي بوشلاغم فاتح وهران سنة 1708، ثم تم تحصين المنطقة من جديد من طرف الإسبان بعد استرجاعهم لوهران سنة 1732، كما شملت الزيارة الإشارة إلى شاطيء كاب كاربون الذي نزل فيه الأمريكيون شهر نوفمبر من سنة 1942 بعد ان عرفت تلك العملية بعملية torche.
فترة ماقبل التاريخ فترة التاريخ القديم
ورغم ان المصادر التي تتكلم عن تاريخ آرزيومعظمها فرنسية وهناك نقص كبير فالمعلومات والدراسات حول الفترة القديمة إلا أننا نملك من المصادر ما يثبت قدم المنطقة فقد سجلت حضورها في فترة ماقبل التاريخ المعروفة بالحضارة الوهرانية أوالنيوليتية ثم الفترة الفينيقية الرومانية المعروفة باسم Portus Magnus التي تضم كل من آرزيو بطيوة مرسى الحجاج.
الفترة الإسلامية
كما أشارت بعض المصادر ان ميناء آرزيوكان يسمى المرسى ولعب دور كبير فالفترة الإسلامية خاصة فترة المرابطين الموحدين فقد كان الميناء يستعمل لإصلاح السفن الحربية المعطلة خاصة في عهد السلطان الموحدي عبد المومن إبن علي الكومي الندرومي.
وحتى في الفترة الزيانية كانت مركز تجاري جد هام حيث كان يتم نقل مادة الملح من سبخة الملح المعروفة هناك لنقلها إلى الميناء للمتاجرة مع تجار الأندلسيين والإسبان.
الفترة الإسبانية
تم تحصين المنطقة بالعديد من الحصون الإسبانية للتحكم في ميناءها خاصة فالفترة الثانية وأنه كان يعتبر ميناء تجاري معروف بمرسى الزيانيين، فمنطقة آرزيووقت الإسبان تم تهجير أهاليها وجعلها ثكنة عسكرية محصنة.
الفترة العثمانية
ساهمت منطقة آرزيووميناءها الأكبر بشكل كبير فالتحرير الاول لوهران من طرف الباي بوشلاغم سنة 1708، فكانت تعتبر نقطة دعم له ومكان رباط ومن هناك كانت تصله الأسلحة والذخيرة إضافة إلى جيوش الدعم التي شاركت فالجهاد والتحرير، كما قام الباي بوشلاغم ببناء العديد من مخازن الحبوب قرب ميناء آرزيوإضافة إلى الحصن التركي
عند الفتح الثاني لوهران سنة 1792 كانت منطقة آرزيووما جاورها ملكية خاصة لبن يوب مصطفى أحد قيادة المخزن في جيش الباي محمد الكبير، كما اتخذها الباي مكان للإستراحة وجعل بها إقامة ثانوية له إضافة للإقامة الثانوية بمنطقة مسرغين والقصر الرئيسي بوسط مدينة وهران.
الفترة الفرنسية
وجد الإستعمار الفرنسي منطقة آرزيوملكية خاصة لورثة بن يوب مصطفى فقامت بعدة محاولات من أجل شراء المنطقة عن العائلة المالكة بالوثائق كلها باءت بالفشل حتى سنة 1845 أين إشترى قاضي وهران المدعوبلڨايد ثلث الملكية من عند أحفاذ بن يوب لكنه أعاد بيعها مباشرة لدولة فرنسا وفي هذا الثلث قامت فرنسا ببناء بلدية آرزيوالحالية ومباشرة بعد ذلك بدأت في التحكم فالمنطقة والبدأ في سياسة تهجير الأهالي إلى الجبال والشعاب مسيطرين على الأراضي الشخصية والسهول وذلك تمهيدا لقدوم الدفعة الأولى من الكولون القادم من أوروبا إبتداءا من سنة 1849.
الفترة الحالية
تعتبر آرزيومن أغنى البلديات في وهران وكل الجزائر وذلك راجع لامتلاكها المنطقة الصناعية لتكرير البترول بالإضافة إلى استقبالها عددا كبيرا من السياح في فصل الصيف ومعروفة بمطاعمها بطباخيها المشهوريين بأكلتهم الشعبية المحلية ذات الأصول الأندلسية البايلا والباسطا.
فالأخير قامت فرقة الراندوس كعادتها قامت بمنح شهادات شرفية تكريما للشيخ بن عودة بتسليم من طرف الأستاذ خوجة زين العابدين بالإضافة إلى تكريم السيد تيالي منير صاحب نادي hicking club oran من طرف الأستاذ وادفل عمر، فختامها مسك والله ولي التوفيق.
تحرير المقال: بن يوب إسماعيل (أرسام وهران)