صدرت حديثا، عن دار غاليمار للنشر، الترجمة الفرنسية لمجموعة من الخطب التاريخية التي ألقاها باراك اوباما الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية؛ من بينها الخطاب التاريخي الذي ألقاه في القاهرة سنة 2009.
يعترف الجميع لباراك حسين اوباما (اسمه الكامل) بأنه خطيب مفوّه، ومحاور لبيب، يملك قوة إقناع هائلة؛ كان حسب ما ورد في مقدمة الكتاب، يرتجل غالبا خطبه، ويكتبها بنفسه، لا يعتمد على كاتب خطب، كما هو شأن الرؤساء في العالم. تأثر كثيرا بشخصيتين سياسيتين، وبنصين.
الشخصية الأولى أبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي الأسبق، محرر العبيد كما يوصف، وقد تعرض للاغتيال سنة 1865؛ كان محاميا مثل اوباما.
أما الشخصية الثانية فهو :مارتن لوثر كينغ، كان زعيمًا أمريكيًّا من أصول إفريقية، وناشطا سياسيا، مناضلا ضد التمييز العنصري. تعرض للاغتيال سنة 1968، وهي الحادثة التي فجرت انتفاضة واسعة النطاق، وأعمالا للعنف شملت جميع المدن الأمريكية، مما أدى إلى فرض حالة طوارئ وحظر التجول. هكذا يذكرهما اوباما كثيرا في خطبه، ويذكر أقوالهما ويشيد بمواقفهما التاريخية.
أما عن النصين الذين تأثر بهما، واستلهم منهما أفكاره هما: إعلان الاستقلال سنة 1776، وهي وثيقة تاريخية حددت معالم بناء الدولة الامريكية وتوجهاتها. النص الثاني: الدستور سنة 1787، أقدم دستور في العالم، ومرجع القوانين المؤسسة للولايات المتحدة الأمريكية.
…
قبل رحيله، قال الكاتب الأمريكي الكبير فيليب روث، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: “الكابوس الذي تعيشه أمريكا الآن، وهو كابوس حقيقي، نتيجة انتخاب الأمريكيين لرئيس يتميز بأنانية مفرطة، كذاب آشر، جاهل، ثرثار، كائن خسيس يغذيه فكر الانتقام، إنسان هرم.. ما من يوم يمر، حتى نتأكد من خلال سلوكه وممارساته، قلة خبرته؛ غباوة التصريحات التي يطلقها علنا، تثير غضبنا واستياءنا؛ ليس هناك حدود للوبال التي سيشكله جنون هذا الرجل على أمريكا والعالم كله..” وأضاف: “كيف أمكن للبلد الذي انتخب مرتين باراك أوباما، المثقف الذكي والمحترم، أن ينتخب نقيضه تماما ؟”.
بوداوود عميير