السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة بوداود عميير: هل أخفق ياسمينة خضرا في روايته الأخيرة ؟

مساهمة بوداود عميير: هل أخفق ياسمينة خضرا في روايته الأخيرة ؟

عادة، وحتى وإن لم يحقق ياسمينة خضرا، الإجماع النقدي على العديد من أعماله الروائية، لكن على الأقل تبلغ رواياته المراكز المتقدمة، ضمن الروايات الأكثر مبيعا في فرنسا والبلدان الفرنكفونية؛ غير أن هذه الرواية بالذات، يبدو أنها لم تحقق شيئا ذا بال. “إهانة سارة ايكير” عنوان آخر رواية له، صدرت سنة 2019. رواية مشوّقة، تتناول بتفاصيل عميقة قضية حسّاسة، وهي قضية الفساد المستشري في المجتمع ووسط كبار المسؤولين عبر مختلف المرافق العمومية؛ لا يقتصر الأمر على الفساد المالي بل الأخلاقي أيضا، وكأنّ هناك علاقة جدلية بينهما. لكن لماذا فشلت الرواية، رغم أهمية موضوعها؟ نستطيع أن نقول أن ياسمينة خضرا جنى على الرواية في التخطيط لها، والترويج لها من خلال تصريحاته الإعلامية قبل وغداة صدورها. هكذا مثلا تدور جميع أحداث الرواية في المغرب؛ كان من الممكن للرواية أن تنجح، لو أسقط أحداثها على بلده الجزائر، التي تعيش لحظة فساد حقيقية لم يسبق لها مثيل في تاريخها. كان ممكنا أن يكتفي بنص واحد فقط، لم يكن هناك داع لثلاثية. إعلانه أن هذه الرواية هي الجزء الأول من ثلاثية سيصدرها، أسماها : “ثلاثية مغاربية” كما صرح، تبدأ أجواؤها من المغرب ثم تونس وأخيرا الجزائر، حيث أنهى روايته بـكلمة: يتبع.. À Suivre . ولكنك عندما تنهي قراءتها، ستشعر بأنها قصة مكتملة لا تحتاج إلى جزء ثان أو ثالث، مادمنا قد اكتشفنا هوية المجرم، ومادامت بطلة القصة قد أنهت حياتها تراجيديا.

ياسمينة خضرا يبدو الآن في ورطة، هل سينجز الجزء الثاني من الرواية، بعد أن عاين فشل جزئها الأول، التي على غير العادة لم يسع إلى ترجمتها للغة العربية ولغات أخرى، ولم يعد يتحدّث عنها إلا نادرا؟ وهل سيفكر في كتابة رواية جديدة، مختلفة تماما عن ثيمة هذه الرواية؛ لكن في هذه الحالة، سيفقد ربما مصداقيته أمام قرائه.

بوداود عميير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super