الإثنين , سبتمبر 30 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة بوداوود عميير: الحديث الأخير مع ناظم حكمت

مساهمة بوداوود عميير: الحديث الأخير مع ناظم حكمت

صدر حديثا عن دار المدى العراقية كتاب تحت عنوان: “الحديث الأخير مع ناظم حكمت” من تأليف الروسية فيريا توليا كوفا زوجة الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت. تقول في مقدمة الكتاب: “الكتاب المطروح بين أيديكم ليس ذكريات أدبية؛ بل حديثي الأخير مع ناظم. بدأ الحديث بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة على رحيله؛ لأن التواصل -صدقوني- بين الناس المقربين، أحدهم مع الآخر، أمر لا يمكن لأي شيء أن يحول دونه”، وتضيف أنها “لم تتطرق في هذا الحديث إلى القصص المتعلقة بتاريخ علاقتهما، ولا إلى عديد من لحظات الحياة الحميمة المشتركة، كذلك لم يتضمن الكتاب تفاصيل اشتغال ناظم على أشعاره، ومسرحياته، وسيناريوهاته، ورواياته التي كانت شاهدة عليها. وتجاهلت بعض الأمور “لاعتبارات إنسانية تتعلق بالأشخاص الذين لا يزالون أحياء، والذين -على الأغلب- يشعرون بالندم لما سبّبوه لناظم من أحزان”.

يُعتبر الشاعر التركي ناظم حكمت (1902-1963) أحد أبرز شعراء تركيا وأشهرهم في العالم. تعرض للاعتقال في بلده لأنه عارض سياسة حكامها، واضطر إلى اللجوء السياسي، ومات بعيدا عن وطنه، سرعان ما أعادت له تركيا الاعتبار، وبدأت تحتفي به كرمز من رموز تركيا الكبار. تأثر بشعره كبار الشعراء في العالم. من الوطن العربي تأثر بشعره أبرز الشعراء العرب المعاصرين على غرار: نزار قباني، بلند الحيدري، عبد الوهاب البياتي ومحمود درويش. وهو صاحب المقولة الرائعة: “إذا لم أحترق أنا، وإذا لم تحترق أنت، وإذا نحن لم نحترق، فمن الذي سيبدد الظلمات؟”

اشتهر شاعرا، ولكنه كتب أيضا في المسرح العديد من النصوص المسرحية الرائعة، وكتب في الرواية؛ كما كتب كذلك العديد من الرسائل في السجن، تمّ جمعها في خمسة كتب.

ساند ناظم حكمت، الثورة الجزائرية وكتب عنها، من بينها هذه الرسالة التي كتبها قبل اندلاع ثورة التحرير، باللغة الفرنسية، يتضامن فيها مع الثوار معتقلين، يدعم من خلالها الكفاح المسلح ضد الاستعمار، ويؤيد استقلال الجزائر. نشرت هذه الرسالة جريدة Alger Républicain بتاريخ 30 نوفمبر 1952.

رسالة ناظم حكمت إلى السجناء السياسيين الجزائريين ترجمة: الكاتب والمترجم الجزائري محمّد وليد قرين، نقلا عن مجلة “رمّان” المجلة الالكترونية الفلسطينية.

 إخواني.. لم أر وجوهكم ولم أسمع أصواتكم، لم أصافح أبداً يد أحدكم ، ولا أعرف أسماء معظمكم؛ ولكن أعرفكم كما لو أننا كنا أبناء ذات الشارع، كما لو أننا درسنا في ذات المدرسة، كما لو أننا عملنا في ذات المكان، لأننا ننتمي إلى الكفاح، كتفاً إلى كتف، في سبيل أجمل قضايا الإنسانية، في سبيل الاستقلال الوطني، في سبيل الحرية، في سبيل الغد الجميل وفي سبيل السلم، أنتم مفخرة الشعب الجزائري، مثل عمال موانئكم الأبطال، لقد قلت أنني لا أعرف أسماءكم؛ ولكن، الناس النزهاء في هذا العالم يتحاكون كفاحكم البطولي. كنت سجيناً مثلكم، وأدرك جيداً، فيم يفكر الإنسان أحياناً عندما يكون في السجن. فعوض تحمل هذا التعذيب، وأيدينا موغلة، نتمنى أحياناً أن نتأرجح كراية الحرية فوق منصة الإعدام، أو أن نسقط تحت رصاص العدو. وإن كان للبعض منكم مثل هذه الأفكار، فهم ليسوا على حق. يجب أن نعيش رغم الجلادين. إن الكثير منكم لديهم الإرادة للعيش من أجل الكفاح.

وأذكر اسم عبّان* بودّ وصدق. لا يمكن للسجن أن يوقف تضامن الشعب الجزائري وتضامن العالم كله. أنتم جزء منّا. صدّقوني! إن شعبكم والملايين من الناس، حاضرون معكم في الزنزانات بهتافاتهم المنادية بالكفاح وبأملهم وبنصرهم؛ إن الكفاح من أجل استقلال الجزائر، من أجل حرية الشعب الجزائري، من أجل غد أفضل، من أجل السلم في العالم كله، مستمر خارج السجون وداخلها. أضمكم إلى صدري بكل قوة، أقبّل عيونكم يا إخواني. يحيا السلم والاستقلال بكين 1952.

 

بوداوود عميير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super