جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
في مثل يوم 14 ديسمبر من سنة 2013، رحل الكاتب والمؤرخ أبو القاسم سعد الله، وهو الذي أنجز عملا تاريخيا وثقافيا عظيما، قضى في تأليفه سنوات طويلة من الجهد والبحث والتنقيب، يتعلق الأمر بكتاب: تاريخ الجزائر الثقافي؛ هذا الكتاب الموسوعي العميق الذي يقع في عشرة أجزاء، والممتد تأريخه من سنة 1500 إلى غاية سنة 1962؛ والذي أصبح مرجعا ومصدرا لا مناص منه، لكل دارس أو باحث في تاريخ الثقافة الجزائرية عبر العصور. ورغم ضخامة الكتاب، لكنه حظي بإقبال واسع من طرف القراء والأساتذة والباحثين، وأعيد طبعه في أكثر من دار نشر جزائرية.
ولعلك وأنت تطالع الكتاب في مجموع أجزائه، مندهشا لدقة معلوماته وترتيبها وغزارتها، تكاد لا تصدق أن شخصا واحدا أنجز هذا المشروع الضخم؛ لكن عندما تطالع مسار الرجل العلمي والثقافي والإنساني، سرعان ما تدرك مقتنعا بكفاءته وجديته ومهنيته، وتتأكد من موهبته وعبقريته. فقد كان رحمه الله إلى جانب غزارة علمه ومعارفه، رجلا زاهدا يشتغل بعيدا عن الشهرة والأضواء؛ مما قرأته عنه، أن رئيس الحكومة الأسبق قاصدي مرباح حاول سنة 1988 إقناعه بتقلد منصب وزارة الثقافة، غير أنه رفض العرض رفضا قاطعا، وحين سئل عن سبب رفضه، أجاب: “لو قبلت الوزارة لضاعت الثقافة”.
…
لمحة تعريفية: بوداوود عميير، من مواليد مدينة العين الصفراء/ ولاية النعامة، قاص ومترجم، وباحث في الأدب الكولونيالي وكاتب مقالات في العديد من الصحف والمجلات الجزائرية والعربية. ومن بين ترجماته من الفرنسية إلى اللغة العربية، مجموعة من الكتب التاريخية والأدبية، فمن الكتب ذات الصلة بتاريخ الجنوب الغربي الجزائري. ترجم: لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري عام 2008، كتاب النسب الشريف عام 2009، سيدي الشيخ، الشخصية الخارقة عام 2010. كما ترجم المجموعة القصصية ياسمينة وقصص أخرى لإيزابيل إيبرهارت، والتي صدرت في طبعتها الأولى سنة 2011 عن دار القدس العربي في وهران، وعن كِتاب مجلة الدوحة القطرية في طبعة ثانية ومنقحة سنة 2015. وصوب البحر، مجموعة قصصية صدرت عن دار الكلمة للنشر والتوزيع بالجزائر. وديوان صديقتي القيثارة للراحلة صفية كتو، صدر عام 2017، عن دار الوطن اليوم…
بوداوود عميير