السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة دحية صلاح الدين (مستشار ثقافي): اللباس التقليدي النايلي بين الماضي والحاضر

مساهمة دحية صلاح الدين (مستشار ثقافي): اللباس التقليدي النايلي بين الماضي والحاضر

 

لباس عرش أولاد نايل أكبر قبيلة في إفريقيا، اللباس النايلي الذي يعتبر قديما وحديثا ذو سمعة عالمية و ذلك لتفاصيل صناعته المعقدة، و اعتبرت المرأة النايلية شكل مثالي للمرأة العربية صاحبة الجمال العربي المميز فصنعت لها التماثيل ورسمت لها لوحات و رويت عنها قصص وألفت فيها كتب من مشاهير عالميين ومنهم الرسام العالمي نصر الدين ديني.

تتميز المرأة النايلية كغيرها من النساء بلباسها وزيها الخاص بها، الذي أخذ اسمه من قبيلة أولاد نايل والتي حطت رحالها بكل من الجلفة، الأغواط، بسكرة وبوسعادة، حيث مازال اللباس النايلي برغم مرور الزمن فهو يحظى بمكانة هامة وسط النساء النايليات وهذا راجع إلى الأناقة التي يضفيها على المرأة، ما جعله مطلوبا على المستوى الوطني،وحتى الدولي إذ يعتبر من أهم القطع التي لا يمكن للعروس النايلية والبوسعادية بالأخص الاستغناء عنها.

كما لا يمكن الاستغناء عن الحلي ومنها «سخاب العنبر» المرافق الزي النايلي والذي يعتبر مكمّلا له.

يتكون اللباس النايلي الأصلي من عدة قطع وهي: الجُبة، الملحفة، الطاسة، الخمري، الزمالة، العبروق والبثرور، فباجتماعها مع الحلي وسخاب العنبر يكتمل الزيّ النايلي للمرأة في شكله الأصلي المتوارث.

الجُبة:وهي القطعة الأساسية في الزي النايلي، أين كانت النساء يخترن نوعية القماش بعناية ويتم تفصيل قماش الجُبة بشكلين يتم إضافة فيه ما يسمّى بـ «البرينس» : يدار من خلف الظهر إلى الجهة الأمامية للصدر، فيما يستغني النوع الثاني عن هذه التفاصيل. وفوق الجبة مباشرة يتم ارتداء..

                                                 …

 الملحفة: التي توضع على ظهر المرأة وتحكم في طرفي الكتفين من الأمام وتكون قصيرة مقارنة بطول الجُبة و عادة ما تكون الملحفة بيضاء دلالة على الصفاء و الطهارة للمرأة النايلية .

يأتي دور «الطاسة»: وهي عبارة عن قبعة توضع على الرأس تحاك من الصوف وتطرز بالخيط الذهبي.

الخمري: وهو قطعة قماش مربعة الشكل تنسج من خيوط الصوف الرقيقة سوداء اللون وتطرز في جوانبه الأربعة بألوان زاهية، ترتديه المرأة من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، فوق الخمري مباشرة يتم وضع الزمالة: وهي قطعة تشبه كثيرا الخمري، غير أن نوعية القماش تختلف، فغالبا تكون من «الدونتال» أو «الفولار»، يتم إحكام كل من الخمري والزمالة من أعلى الرأس وهذا بلفها بعصابة تدعى

 بـ «العبروق»: ويدعى كذلك ب “الحواط” وهو عبارة عن قطعة قماش طويلة تزيد عن المتر تكون في غالب الأحيان باللون الأبيض، وبعد أن تُلف المرأة العبروق يتم تزيينه بحلي «الناصية» أو «الجبين»: الفضية وهي على شكل عقد تلبسه المرأة على جبينها وتقوم بربطه من خلف حتى يتم إحكامه، فالحلي هو سيلة لإحكام الثوب وتثبيته، بالاضافة إلى التزيين، أين يتم الاستعانة أيضا

 بـ «المدور» الفضي: وهو عبارة عن «بروش» بشكل دائري تستعين به المرأة لإحكام الزمالة والخمري ليتوسط صدرها. يتم إضافة «البثرور» : وهو حزام يتوسط خصر المرأة مصنوع من خيوط الصوف ذات الألوان المختلفة ويتم من خلاله ضبط الشكل النهائي للباس.

كما لا تستغني المرأة النايلية على الخلخال وكذا أساور الفضة والخواتم وكذا الشنتوف والمحزمة والتي توضع أحيانا بدل «البثرور».

 بهذا وبعد جمع كل قطع الثوب ومزجه بالحلي، يظهر الشكل النهائي والأصلي له والذي كان يصنع تميّز المرأة النايلية.

في زمن مضى كانت توضع ريشة الطاووس أو ريش النعام فوق رأس المرأة النايلية منذ القدم  علامة على الرفعة والدرجة والمقام العالي فلهذا نستعمل جملة .. علاه أنـت فوق راسك ريشة ؟؟؟فهذا دلالة على الشموخ والفخر…وهذا مانراه في رسومات الفنان الحاج نصر الدين ديني حيث رسم النساء في بوسعادة بكل اصنافهم وأشكالهم وعلى رأسهم ” خضرة ” التي ألف عنها رواية..

 في الوقت الراهن، أدخل التطور روتوشات حديثة على الشكل الأصلي للباس النايلي وهذا للحفاظ على هذا الموروث المادي وسط الزخم الذي تعرفه الحياة المعاصرة، فالتغيرات جعلت من هذا اللباس يتمشى والحياة العصرية وجعل الفتاة النايلية والبوسعادية بالأخص تقبل عليه وترتديه في في إطار محافظتها على التراث وكذا مسايرتها لروح العصر، أين أضحى اللباس يحمل هذين الميزتين ويفرض وجوده إلا أنه قد أنقص منه الحلي بدرجة متفاوتة ،إلا أن الأمهات تحرصن على أن تكون هذه القطعة متواجدة في جهاز العروس وهذا للتميز الذي يصنعه هذا الثوب وما يحمله من موروث مادي.

اللباس النايلي… سخاب العنبر… الملحفة النايلي

دحية صلاح الدين مستشار ثقافي بمتحف (ناصر الدين دينيه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super