تقع مدينة قسنطينة (سيرتا القديمة) على صخرة عالية على ضفاف نهر الرمال وهو موقع يوفر لها دفاعًا طبيعيًا، عمرها الإنسان منذ ألاف سنين إلى وقتنا الحالي.
بدأ البحث الأثري الأول في أرجاء المدينة بعد وقت قصير من وصول الفرنسيين، حيث تم العثور على حوالي 100 لوحة (نقيشة) بموقع الحفرة عام 1830 على بعد كيلومتر واحد شرق سيرتا.
ويعود تاريخ أول اكتشاف كبير في منطقة الحفرة إلى عام 1875 أثناء حفر أحد سكان مدينة سيرتا والمدعو روسيلو في حديقته حيث اكتشف بقايا جدران وحوض صغير رباعي الزوايا و بقايا جدران و زخارف جصية أيضًا وعدد من العناصر المعمارية وعظام الحيوانات مختلطة بالرماد وبعد سنوات قليلة وأثناء الحفر لزراعة الكروم في الأرض عند سفح تل الحفرة تم الكشف عن نقائش أخرى.
على إثرها قرر الإيطالي لازار كوسطا Lazare Costa والذي سيلعب دورا كبيرا في إثراء متحف المدينة بمواصلة البحث حيث تم الكشف على ما يقرب من 130-140 نصب stèles تم دفنها على عمق 30-40 سم وترتيبها في صف واحد، على مسافة كبيرة من بعضها البعض.
ولعب لازار كوستا، وهو تاجر تحف (المولود في سانتا مارغريتا ليغوريا بإيطاليا في عام 1814 على الأرجح) دورًا أساسيًا، ليس فقط في اكتشاف أحد أشهر المعابد البونية في بلاد المغرب القديم ولكن أيضًا في تكوين ما سيكون النواة الأولى في إثراء متحف سيرتا الحالي والمجموعة الهامة المحفوظة في متحف اللوفر في باريس، حيث لا يزال يشار إليها باسم مجموعة لازار كوسطا ذاك الشخص القصير القامة الضعيف البنية و لكنه في المقابل هو شخص شديد الحماس و النشاط إذ يقوم و منذ الساعات الأولى من الصباح بتفقد أرجاء قسنطينة للبحث على كل ما هو جديد، شغفه بالآثار أنساه برد الشتاء و حر الصيف لا يمل و لا يتكاسل.
نشاطه المتواصل، سمح باكتشاف واستعادة العديد من الهياكل والقطع الأثرية القديمة لمدينة سيرتا مما أكسبه ترحيبًا في الجمعية الأثرية بقسنطينة، حيث ظهر أسمه كعضو فخري في عام 1868 م.
تم وصف نشاط لازار كوسطا Lazare Costa على النحو التالي:
“في عام 1875، زرع روسيلو كرومًا حيث وجد العمال الإيطالين المسؤولين عن العمل أحجارًا طويلة و مدببة مزينة بأشكال غريبة، أظهروها لمواطنهم لازار كوستا. هذا .. الصغير … النحيف.. و الهزيل.. ولكنه مليء بالحماسة على الرغم من عمره، يزور عند الفجر جميع الأماكن في المدينة والمنطقة المحيطة بها حيثما ضرب الفأس.
يــــتبع