يسير على خطى الاكتشاف، جعله شغفه بالتحف شجاعًا تحت قبعته المسطحة ، سواء في برد الشتاء أو في حرارة الصيف لم يتكاسل في الذهاب مرتين يوميًا إلى الموقع الذي تم فيه تخزين هذه الأحجار الفريدة والتي كانت في الواقع لوحات قرطاجية أصلية. كان له أن يتم إحضار اكتشافات اليوم في المساء، ليطلع زملاءه المهتمين بما جمعة في ذلك اليوم حيث كان يسعدهم ذلك…”.
خصص المجلس البلدي يوم 28 نوفمبر 1855 و بإقتراح من رئيس البلدية مبلغ 10 ألاف فرنك لشراء المجموعة الكبيرة التي يمتلكها لازار كوسطا و بفضل هذا الكنز الأثري تم إفتتاح أول نواة لمتحف سيرتا وهكذا أثري المتحف بخمسمائة قطعة ترجع للفترة الرومانية و حوالي ألف قطعة برونزية و ألف و ثلاثمائة قطعة أثرية مختلفة من الزجاج و الحجر و الطين المشوي و الفسيفساء و أكثر من مائة قطعة عليها كتابات بونية وبونية جديدة و مصابيح و جرار و منحوتات …الخ .
و يجب الإشارة أن لازار كوسطا قد نقل هذه القطع بعناية كبيرة و بإحكام دقيق.
بعد الإسهام الكبير الذي منحه لمتحف سيرتا قسنطينة بتسليمه عدد كبير من التحف للمجلس البلدي للمدينة تم إنشاء اللبنة الأولى للمتحف.
سنة 1860 نقلت هذه المجموعة إلى مقر بلدية قسنطينة بنهج سوزاي Sauzay آنذاك، أما النقيشات و التماثيل الحجرية الكبيرة فنقلت هي الأخرى سنة 1869م إلى الحديقة العامة لابريش La brèche، ثم مرة أخرى نقلت المكتشفات الأثرية من مقر البلدية إلى قاعة الحفلات سنة 1904م حيث وضعت في أماكن خاصة بها ثم كانت وجهتها الأخيرة إلى بناية المتحف الأثري بكدية عاتي.
حرم علم الآثار في الجزائر بوفاة لازار كوسطا في شهر أفريل 1877م من خبير كبير لمدينة قسنطينة و ضواحيها من باحث لا يكل و لا يمل مقتنع بأن التحف القديمة التي تم إستخراجها من إفريقيا لابد وأن تبقى في موطنها الأصلي
الصورة هي لوحة للفنان نفارو NAGARO 1866 المتواجدة و هي ضمن مجموعات المتحف العمومي الوطني “سيرتا”.
…
المراجع المعتمدة:
Recueil des notices et mémoires de la société Archéologiques de la province de Constantine 1876/1877.
نعيمة عبد الوهاب ،انتونيلا ميزولاني :لازار كوسطا ومتحف سيرتا بقسنطينة، معرض دولي ” الفينقيون في الجزائر طرق التجارة بين البحر الابيض المتوسط و إفريقيا السوداء ” فيفري 2011 ص ص145/148 .
André Berthier -A.R Charlier le sanctuaire punique d’ el hofra a Constantine
صورة: عبد المجيد بن زراري
عبد الحق شعيبي (محافظ تراث ثقافي بمتحف “سيرتا” بقسنطينة)