هذا الكاتب من المارتينيك مثل بوكمان وسيزار وفانون وكثيرون من كتاب هذا البلد الذي تحتله فرنسا ، اغلبهم يكتب عن هويته وعن وطنه وعن سكان هذا البلد الذين استعبدتهم فرنسا الاستعمارية، ويقاومون بالكتابة العبودية ويحاربون العنصرية ويفتخرون بزنجيتهم، التي لا يد لهم فيها فقد خلقهم الله هكذا وله في ذلك حكمته، نصوص اغلب هؤلاء نصوص نضال ونصوص ثورة وحرية.
أحد هؤلاء أوغيست مكوبا الاسم المستعار الذي كتب ونشر به اعماله واسمه الحقيقي هو اوغيست ارميت بوبيلي، اختار ان يكتب باسم مستعار حتى لا تتعرف عليه سلطات الاستعمار الفرنسي يوم كتب عن انتفاضة سكان فور دوفرانس تلك الانتفاضة الشعبية التي زعزعت السلطات الفرنسية، معلنة ان سكان المترتينيك ليسوا عبيدا وان البلد بلدهم وان لهم الحقوقي الحرية والعيش بسلام في وطنهم، أوغيست عندما أرسل مخطوط منشورات جان بيار اوسوالد اشترط نشر عمله باسم مستعار هو أوغيست ماكوبا وقد احترم الناشر مطلب الكاتب ونشرت المسرحية سنة 1968 في سلسلة المسرح الافريقي بعنوان (اييامان.ماي لا) انتفاضة فور دوفرانس التي كتب عنها أوغيست حدثت سنة 1959 وهي اثر حادث مرور ودامت الاحتجاجات ثلاثة أيام يقودها الشباب الذي كان يتحدى سلطات الاحتلال الفرنسي وبذلك يتحدى العنصرية والاضطهاد والقمع الاستعماري، ثلاثة ايام من الاحتجاجات لا يمكن ان تنسى بالنسبة لسكان وشباب المارتينيك هذه الاحتجاجات أسفرت عن استشهاد بعض الشباب وجرح. الكثير منه وتوقيف العديد منهم، ثلاثة ايام من المعارك في الشوارع كانت بداية انعطافة تاريخية في مسار ما يمكن تسميته شعب مزروع ومستعمر.
المسرحية تعد من المسرح التوثيقي او التسجيلي لأنها توثق لواقع عاشه أبناء المارتينيك دفاعا عن كرامتهم وحريتهم مسرحية توثيقية تسجيلية تراجيدية عن حالة خاصة لوضعية استعمارية تصر دوما علي استعباد اهل البلد رغم هبة العالم الثالث وثوراته من اجل سيادته، جاء نص ماكوبا التسجيلي او التوثيقي بأسلوب شعري جميل ومؤثرة وتلك عادة كتاب المارتينيك اذ اغلب النصوص التي قرأتها لكتاب من هذا البلد هي نصوص شعرية بدءا بأعمال الرائد سيزار وصولا الي ماكوبا وما بينهما من اسماء اخري والظاهر ان كتاب المارتينيك يلتزمون في هذا كون المسرح بدا شعريا ويجيز ان يبقي كذلك او ومرجعه إلى التقاليد الغنائية التي تعرف بها افريقيا وتعرف بها. الشعوب الزنجية عموما مثل المغني الشعبي والراوي أو الحكواتي، كما يسمي عند البعض والي التقاليد الشفوية بحيث يكون.الشعر بالنسبة للراوي، الحكواتي اسهل للحفظ وأكثر تأثير عند رواية القصص.
أوغيست ماكوبا كاتب مؤسس للحركة الكتاب المسرحية في المارتينيك يسير علي خطا ايمي سيزار ودانيال بوكمان وكتاب الزنوج في افريقيا، صدرت له اعمال اخري غير نصه هذا، الذي يعد الان من كلاسيكيات المسرح في العالم الزنجي.
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة “كراك”المسرحية بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان “الضوء” الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. و له عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، و مجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “ألف مرحي” لمحمد ديب، و “استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي