ِ
ركبنا السيارة السوداء والفخمة، علي فكرة أيام زمان في السبعينات والثمانينات كانت السيارات الرسمية في دول القطب الاشتراكي كلها سوداء. لا اذكر ماركة السيارة.. المهم ركبنا بعد أن انتهت المشكلة وانطلقت السيارة باتجاه مدينة نوفيصاد التي تبعد عن بيوغراد ب٨٠ كلم. الطريق معبد ولا توجد به حفر السائق يسير بسرعة معقولة. كان الوقت قد تأخر قال السائق سوف نصل متأخرين، بسبب تأخري وأنا قادم إليكم بسبب الزحام عند مدخل بيوغراد وكذلك بسبب الثلوج، بعدها زاد قليلا وفي السرعة ولكن بعد حوالي ربع ساعة إذ به يقلل السرعة ويتوقف علي جانب الطريق .سألته ما السبب في توقفه. قال لقد لقطتني كاميرا المراقبة، عندما رفعت السرعة.لكننا لم نري ولا شرطي في الطريق استغربنا الأمر لكن غرابتنا زالت عندما هل دركيان علي الدرجات.. عندما وصلا إلينا طلبا من السائق أوراق السيارة .أعطي الأوراق وحاول الاعتذار واخبرهما بأنه مرافق لنا ونحن وفد رسمي متوجهان إلى نوفيصاد وأننا تأخرنا وان وزير الثقافة ورئيس اتحاد كتاب يوغوسلافيا في انتظارنا.فرد عليه الدركي آنت تجاوزت السرعة المحددة وعليك دفع ثمن المخالفة الآن وإياك أن تعاود الأمر مرة أخرى وأعاد السائق محاولة الاعتذار بكوننا وفد رسمي لكن الدركي كان حاسما وهو يقول أنا لا يهمني الوفد رسمي أو غير رسمي.
ما يهمني هو ارتكابك مخالفة والقانون صريح . ادف وتابع طريقك. واضطر السائق إلي دفع ثمن المخالفة .ليواصل الزحف باتجاه نوفيصاد بسرعة اقل ووصلنا إلى نوفيصاد متأخرين ولكننا وجدنا الوزير وأعضاء الاتحاد في انتظارنا، واخبرهم السائق بما كان معه ذهابا وإيابا فإذا بالوزير يعتذر لنا عن تأخر السائق في الوصول في وقت وصول الطائرة وكذا عما حدث للسائق مع رجال الدرك.سلمت لنا مفاتيح الغرف في الفندق اعتقدوا أن اسمه كان العالم .وطلبوا منا الصعود لوضع حقائبنا ثم النزول للعشاء مع الوزير وأعضاء الاتحاد. فكان الذي طلبوا. عند نزولنا توجهنا إلى قاعة فخمة كانت خالية من الزبائن جلسنا للعشاء وكان لا بد من قول كلمات قبل وذلك فتحدث الوزير ثم رئيس اتحاد كتاب يوغوسلافيا .وعندها طلب مني البرناوي ان يتحدث هو باسم اتحاد كتاب الجزائر ممثلا لأمينه العام الدكتور العربي الزبير وكان له ذلك ولكنه طلب مني أن أترجم لهم كلامه. وهكذا تحولت إلى مترجم . أنا أترجم من العربية إلى الفرنسية وكاتب يوغوسلافي يترجم من الفرنسية إلى الصبر وكواتية .وانتهت الكلمات بالتصفيق، وبدأنا العشاء وقيل لنا أنهم اختاروا استضافتنا في قاعة المطعم الصيني .تناولنا العشاء وكل ما يتبعه.وبعد أن انتهينا سألني الذي يجلس بجانبي إن كان العشاء قد أعجبنا قد فقلت نعم والحق الحق انه كان لذيذ جدا.ولكن صاحبي أضاف بعد إن أجبته بان ما أكلناه طبخ من الثعابين وأفخاذ الضفادع وبعض الزواحف الأخرى . وما إن انهى كلامه حتى تصورت الثعابين والضفادع تزحف في بلعومي . وشعرت بحاجتي إلى التقى فسالت محدثي عن الحمام وقمت مسرعا وما إن أغلقت الباب حتى تقيات كل الذي أكلته وغسلت وجهي وعدت إلي القاعة. فارغ البطن وقبل أن نفترق لنلتقي في صباح الغد طلبت من صديقي الذي يتقن اللغة الفرنسية. والذي سيكون المرافق لنا فيما تبقي لنا من أيامه في نوفيصاد لأننا سنعود إلى بيوغراد طلبت منه أن يطلب لي من نادل المطعم بعض الخبز وقنينة مشروب غازي. أخذتهما معي ورحت أتعشي بهما في غرفتي، أما صديقي عمر برناوي فلم يتأثر بما أكل من ثعابين وأفخاذ ضفادع.