وكأنه ولد ليكون فنانا ليكون من اهل المسرح .كأن الامر .خطط له منذ زعومة اظافره عبد الحليم رايس واسمه الحقيقي بوعلام رايس، اختلف كل من تحدث عنه وحتى الذين عملوا معه عن مكان ولادته، قال بعضهم انه ولد في مدينة وهران بالغرب الجزائري وأكد البعض بأنه ولد بحي القصبة الشعبي بالجزائر العاصمة، لكن لما لم يختلفوا عليه هو انه من مواليد الرابع جانفي سنة 1924. إذن هل يهم المكان الذي ولد فيه اليس هذا المكان في الجزائر التي احبها وناضل من اجل استقلالها بفنه منذ شبابه.
عبد الحليم رايس الاسم الذي اشتهر به في الوسط المسرحي، بوعلام كما في سجل المواليد وكما في بطاقةالتعريف الخاصة به، بدأ بوعلام فن التمثيل في فرقة الاذاعة وقدم معها عبر امواج الاثير مجموعة من المسرحيات، وكانت اذن الاذاعة هي المدرسة الاولي التي بدا يتعلم فيها ابجدية المسرح، لكن عبد الحليم صاحب الصوت القوي والذي اكد به مكانته في المسرح الاذاعي كان في حاجة الي تأكيد مكانته فوق الركح .فترك فرقة الاذاعة والتحق بفرقة التمثيل العربي ومعها وقف على الركح في مسرحية صلاح الدين الايوبي مؤديا دور شيخ كبير واثبت قدرته وأكد موهبته.كما فعل في فرقة الاذاعة سنة 1951 يوقع عقدا مع محي الدين باشطرزي مدير الاوبيرا للعمل معه لمدة ما يقرب من الثماني سنوات وفي نفس الوقت تابع نشاطه مع فرقة المسرك البلدي الي جانب الراحل مصطفي كاتب وكذا حبيب رضا وعلال المحب وطه العامري سنة 1956 يهاجر بوعلام الي فرنسا وتوجه الي عاصمتها باريس وهناك شارك مع المناضل كيرمان وأخيه في تكوين خلية نضالية تابعة لفدرالية الثورة، وفي فرنسا وسنة 1958 يأبى نداء الثورة ويلتحق بتونس منضما لفرقة جبهة التحرير الوطني الفنية بقيادة مصطفي كاتب.
كتب بوعلام رايس اوعبد الحليم كما يعرف العديد من المسرحيات التي نالت اعجاب الجمهور عند عرضها وعلي الركح لكن وأهمها علي الاطلاق ما يمكن القول انها ثلاثيته المسرحية، وهي:
1..ابناء القصبة 1954.
2.. الخالدون 1955.
3 دم الاحرار 1961.
وتتحدث المسرحية الاولي عن الثورة داخل المدن وخاصة في الاحياء الشعبية متخذا من القصبة نموذجا ولهذا النضال.
وتتحدث المسرحية الثانية عن الثورة بشكل عام في المدن، بينما تتحدث المسرحية الثالثة عن الثورة في الجبال، وتعد هذه الثلاثية من اقوي وانضج ما كتبه بوعلام رايس للمسرح ومتخذا من لغة التخاطب اليومي لغة لها.
بعد استقلال الجزائر عين رايس مديرا للفنون وذلك.
وفي سنة 1968 عين رئيسا لمصلحة الانتاج بالإذاعة والتلفزيون وترك فرقة المسرح الوطني متفرغا لمسؤوليته الجديدة بالإذاعة والتلفزيون .وفي هذه المرحلة كتب اليتيم كما كتب القناع الحديدي مكيف عن نص للكاتب الفرنسي الاسكندر دوما وكذلك الرجل الذي يضحك عن نص للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو عبد الحليم او بوعلام رايس برز في ادوار.عديدة وبشكل خاص في مسرحية افريقيا قبل واحد و 132 سنة لولد عبد الرحمن كاكي. ويذك له العديد من الأدوار في افلام سينمائية وبشكل خاص دور وفي الافيون والعصا المأخوذ عن رواية مولود معمري بنفس العنوان وإخراج احمد راشدي وفيلم سنعود من اخراج محمد سليم رياض وفيلم الشبكة لغوتي بن ددوش والمفيد لعمار العسكري وهذا الفيلم هو اخر فيلم شارك فيه رايس قبل وفاته بسكتة قلبية وهو يصور مع فريق مسلسل السيلان من اخراج احمد راشدي وكان ذلك سنة 1979.
عبد الحليم رايس او بوعلام رايس كاتب مسرح ملتزم ومناضل في صفوف الثورة التي التزم بالكتابة عنها فمنحها ثلاثية خلدته وخلدت الثورة وصاحب تجربة متميزة في المسرح من الاذاعة إلى الركح الي النضال والكتابة فالسينما والتلفزة، هو اسم من الاسماء الكبيرة حقا في تاريخ الحركة المسرحية الجزائرية.
علاوة وهبي