اسمه ولقبه هو احمد رضا حوحو ولد بسيدي عقبة، التابعة لولاية بسكرة حاليا في شهر ديسمبر من سنة 1910 وبها حفظ القران في الكتاب ثم دخل إلى المدرسة الابتدائية ليرسله الأب بعد نجاحه لمتابعة التعليم بمدينة سكيكدة، إلا انه لم يتمكن من مواصلة تعليمه نظرا للسياسة الاستعمارية، ولنشاطه السياسي فعاد إلى مسقط رأسه سيدي عقبة ليعمل في مصلحة التلغراف بالبريد، وفي هذه الفترة المبكرة من مسيرته بدا نشاطه المسرحي مع رفاق له ويذكر المناضل الشباح المكي في مذكراته، أن رضا حوحو كان ضمن مجموعة الفريق المسرحي في سيدي عقبة، ما يعني إن حوحو يعتبر من أوائل المشتغلين بالمسرح في هذه الجهة وأنه من الرواد الأوائل إلى جانب الشباح المكي الذي كان المناضل الشيوعي الذي يعمل علي توظيف المسرح في خدمة القضية الوطنية، وقد آمن حوحو بفكرة النضال ضد الاحتلال بالفكر ووجد في المسرح خير وسيلة لذلك فاهتم به ولأنه كان يتقن اللغة الفرنسية راح يعزز معرفته بالفن الرابع إلا أن سلطات الاحتلال كانت تقف لهم بالمرصاد من خلال عيون المتعاملين معها من القياد وأتباعهم وخاصة بن قانة كما يذكر الأشباح المكي واضطر احمد رضا حوحو إلى الهجرة فكانت وجهته الحجاز .وما إن وصلها مع عائلته حتى انتمي إلى كلية الشريعة التي تخرج منها ليعين أستاذا بها، بعدها انتقل إلى مكة، وعمل بمصلحة البرق والبريد وبدا بنشر بعض كتاباته الأدبية ومقالاته السياسية الساخرة.وقصص قصيرة وبعض الترجمات من الأدب الفرنسي.
وفي سنة 1946عاد إلى وطنه الجزائر واستقر في مدينة قسنطينة منضما لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم عين مديرا لمدرسة التربية والتعليم فمدرسة التهذيب بشلغوم العيد (شاطودان) وبعد فترة يعود إلى قسنطينة من جديد ويعين كاتبا بمعهد عبد الحميد بن باديس، وعضوا منتخبا في المجلس الإداري لنفس الجمعية، وأنشأ جريدة الشعلة التي اصدر منها حوالي الخمسين عدد.
أحمد رضا حوحو يقوم في سنة 1949 بتكوين جمعية المزهر القسنطيني إلى جانب الدكتور بن دالي وفنانين آخرين من موسيقيين ورجال مسرح.
وكان لهذه الجمعية أن أنتجت ومثلت أعمال الكاتب رضا حوحو الذي راح يكيف بعض الأعمال المسرحية من الأدب الفرنسي مع الوضع الجزائري مختارا منها ما يخدم اتجاهه النضالي ضد الاحتلال، فرقة المزهر القسنطيني قدمت من أعماله العديد من نصوصه، مما لفت أنظار الاحتلال الفرنسي إليه والي نشاطه فسلطت عيونه عليه كما راح في هذه الفترة ينشر أعمال القصصية، مثل نماذج بشرية وصاحبة الوحي ومع حمار الحكيم وغادة أم القري وغيرها، أما في مجال المسرح فنذكر من أعماله: “ملكة غرناطة”، “بائعة الورد”، “البخيل”، “عنبسة” و “النائب المحترم”…
وكما نلاحظ من عناوين هذه الأعمال فهو كلها مأخوذة من أعمال الأدب الفرنسي فالبخيل هي لموليير وعنبسة مأخوذة عن روى بلاس لفكتور هوغو، والنائب المحترم وعن توباز لمارسال بانيول، إلا أن ما يجب قول إن رضا حوحو لم يكن يأخذ من أعمال الأدب الفرنسي أي عمل بل كان يختار منها ما يخدم نضاله وما يستنهد به روح الوطنية عند أفراد الشعب كما في مسرحية “عنبسة” التي وان كانت إحداثها في الأندلس إلا أنها تنطوي علي روح التمسك بالإسلام والدفاع عن الشرف والوطن الأمر الذي يجعل ما فيها من دلالات يمكن تأوليه واعتباره دعوة إلى كل جزائري للدفاع عن شرفه ووطنه، كما في النائب المحترم والتي تتحدث عن قضية فساد، فيمكن أن نقرا فيه دعوة إلى الثورة على الفساد الذي يعمل الاحتلال علي نشره وان الاحتلال هو الفساد عينه.
الكاتب أحمد رضا حوحو الذي اختطفته قوات الاحتلال بعد اغتيال محافظ الشرطة الفرنسي بحي رحبة الصوف الشعبي بمدينة قسنطينة، واعتقلته بسجن الكدية الشهير، لتقوم بعدها باغتياله والتستر علي مكان دفنه الذي يبقي مجهولا، يعد رضا من الرواد الأوائل في تأسيس الحركة المسرحية في الجزائر ومن الذين وظفوا المسرح لخدمة القضية الوطنية، واحد المناضلين المثقفين الذين اقلقوا الاحتلال ولم يسالموه ولا استسلموا لسياسته ولا اغتروا بوعوده المغرضة فخطط الاحتلال للتخلص منهم، واغتيالهم بكل جبن… رحم الله الشهيد رضا حوحو وكل الشهداء.
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة “كراك” المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان “الضوء” الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. و له عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “ألف مرحي” لمحمد ديب، و “استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي