الشريف الجيلالي أو سي الشريف كما كان وما زال يناديه معارفه من الذين عملوا معه او احتكوا به في حياتهم .اشتهر بهذه التسمية سي الشريف.
رجل مسرح من مواليد 1932 بقسنطينة، زاول تعليمه في مدرسة التربية والتعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأثناء تعليمه تعرف علي الشريف شعيب، أحد رجالات المسرح كذلك .والظاهر انهما عشقا المسرح وهما في اقسام الدراسة .وكان الشهيد رضا حوحو الذي كان امينا عاما او كاتب عام جمعية العلماء من الذين سعوا الي دفع التلاميذ نحو المسرح لانه كان يدعو ادخال المسرح الي المدرسة وتشجيع التلاميذ علي ممارسته وقد نجح في جعل الجمعية تسمح بذلك في المدارس التابعة لها رغم التوجه الديني للجمعية لان حوحو وقبل ان يستقر به المقام كاتبا لجمعية العلماء كان ممن مارسوا المسرح في مسقط رأسه بولاية بسكرة ثم قرأه في الادب الفرنسي الذي كان يترجم منه وكتب المسرحية كذلك .فلا عجب ان يكون الداعي الي ممارسته في المدارس هو الذي عرفه وعرف ما مدي التأثير الذي يخلفه العرض المسرحي في المتفرج ومدي قوة النضال بالكلمة وخاصة اذا كانت مشخصة علي الركح.
بدأ السي الشريف الجيلالي اذن حياته الفنية وهو تلميذ الي جانب الشريف شعيب . وبعد تركه المدرسة يحصل علي منصب عمل في المسرح البلدي ايام الاحتلال ليعمل (machiniste ) واستمر في عمله هذا الي غاية الاستقلال لينضم الي فرقة الراحل عمر بن مالك ولكن دون ترك عمله الاصلي في المسرح .انضم الي فريق بن مالك عمر التي كانت تتمرن علي مسرحية (نجمة الصباح)وهي المسرحية التي لم تعرض إلا مرة واحدة وخارج مدينة قسنطينة اذ قدمت في مدينة خنشلة لمرة واحدة فقط ويبدو ان سبب توقفها خلافات بين افراد الفرقة ويذكر ان السي الشريف كان قد مارس المسرح كذلك مع فرقة تلف ليلة وليلة منذ الاربعينات من القرن الماضي.
سنة 1963 والاستقلال يبدأ العمل مرة اخري مع عمر بن مالك الذي عينته البلدية مسيرا لمسرح قسنطينة لان المسرح كان تابعا لها قبل التأميم، وكان بن مالك يحضر لعمل بعنوان الابطال وجاء تاميم المسارح ويشب خلاف بين بن مالك وإدارة المسرح الوطني .وادي ذلك الي استقالة بن مالك من مسرح قسنطينة. وبعد لقاء بين محمد بوديا والسي الشريف الجيلالي اقترح محمد بوديا علي الشريف تولي تسيير ادارة مسرح قسنطينة وهو الامر الذي تم ومكث الجيلال في ادارة مسرح قسنطينة الي غاية 1971 ومع بداية تطبيق اللامركزية في المسرح وقبل ذلك اي في سنة 1965 يلتقي مع مجموعة مصغرة في المسرح منهم عبد القادر ملول وسليم مرابيا وجروة علاوة وعبد الحميد حباطي ويتم بعدها تأسيس المركز الجهوي للتنشيط الثقافي(كراك)، وقد كيف اليسي الجلالي النص الصيني شرارة في القصب الذي اخرجه عبد احميد حباطي وشاركت به الفرقة 1968 في مهرجان مستغانم لمسرح الهواة حاصدة الجائزة الاولي كما سبق لها ان حصدت الجائزة الاولي في مهرجان عيد الاستقلال والشباب بمسرحة(الحياة والشباب)نص علاوة وهبي وإخراج حباطي.
سنة 1971 عين الشريف شعيب مسيرا اداريا( administrateur) بجريدة النصر التي كانت قد بدأت عملية تعريبها .
كان الشريف الجيلالي مسيرا لينا يتعامل مع الجميع بأخوية، ولا فضل لأحد عنده إلا فضل العمل، وكان وهو المسير للمسرح التابع اداريا ايامها للإدارة العامة بالعاصمة لا يتردد في تقديم كل التسهيلات لفرقة كراك الذي هو احد المؤسسين لها وعضو فيها ولا يتردد في كلب الاعانة من ادارة المسرح الوطني لها حبه للمسرح كبير وتفانيه في خدمة المسرح فاقت ربما تفانيه في خدمة عائلته لأنه كان يؤمن بان المسرح جزء من عائلته والذي يحتاج الي اهتمامه.
السي الشريف الجيلالي يشهد له كل الذين عملوا معه سواء في مسرح قسنطينة او في فرقة المركز الجهوي للتنشيط الثقافي بقسنطينة يشهد له الجميع بروح الابوة التي كان يعمل بها الجميع… السي الشريف الجيلالي متعك الله بالصحة.
علاوة وهبي