الكاتب العربي الفلسطيني غسان كنفاني من مواليد عكا سنة 1936 أحد أبرز كتاب فلسطين المحتلة، كتب القصة القصيرة والرواية وكذلك المسرحية أحد الأسماء التي كانت مزعجة للكيان الصهيوني بكتابتها الأدبية وأحد الساسة الذين كانوا شوكة في حلقوم الدولة الصهيونية كتاباته السياسية كذلك كانت نار حارقة تحرق وجوها الساسة في الكيان الصهيوني، حيث لم تكن مرتاحة له ولمجموعة من المناضلين بالكلمة والقلم مثله، فخططت لاغتيالهم أينما كانوا.
غسان كنفاني لم يكن يولي ما يخطط له الكيان الصهيوني لاغتياله أية اهمية لأنه مدرك أن نضاله حق وأن الموت حق كذلك وأن الشهادة من أجل بلده فلسطين ومن اجل ابناء بلده لا تعدلها اية شهادة كان في بيروت يعمل في الاعلام الفلسطيني مجلة الحرية، وكان ذلك يوم الثامن جويلية واذكر اننا يومها كنا في مهرجان الشباب العربي في الجزائر العاصمة، فقد استضافت الجزائر سنتها هذا المهرجان الذي كان متنقلا بين الدول العربية علي غرار مهرجان الشباب الدولي، كنا مجموعة كبيرة من الشباب المبدع الذي يعمل علي شق طريقه في الكتابة الأدبية التقينا ممدوح عدوان من سوريا، خالد ابو خالد وراسم المدهون من فلسطين والطيب الرياحي من تونس واحمد حمدي والعبد الضعيف علاوة وهبي من الجزائر وغيرنا كثير من دول عربية أخرى، انما اذكر هنا الذين كان لنا لقاء يومي منذ أن تعارفنا، بتنا ليلة الثامن في سهرة بالحي الجامعي ببن عكنون سهرة كان فيها الحديث عن الادب شعرا وقصة وكانت القراءات والحديث عن النضال والالتزام، حيث كانت تلك السنوات هي سنوات المد الثوري التحرري العربي والإفريقي، سنوات اندحار الاستعمار من القارة السمراء ومن اغلب دول الوطن العربي وسنوات المد الاشتراكي، والنضال، كذلك صبيحة الثامن جويلية اصبحنا علي ابشع خبر وأكثرها مأساوية، خبر اغتيال الكاتب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني علي يد الموساد الصهيوني الذي فجر سيارته خبر نزل علينا كالصاعقة وجعلنا نقضي بقية اليوم في حزن لا حديث لنا سوى بشاعة هذه الجريمة وخسارة الادب العربي لأحد الاسماء المستنيرة والمناضلة الشرسة ضد الكيان الصهيوني الغاصب.
ثمانية وأربعون سنة اذن مرت الان علي اغتيال هذا المناضل الكاتب الذي أوقف جل أعماله لقضية وطنه وأبناء وطنه، يمكن الاشارة إلى عمل من أعماله الروائية الجميلة والتي حولت الي فيلم سينمائي انتجته مؤسسة السينما في سوريا ولعب شخصياته ممثلون سوريون وأخرجه المخرج المصري الراحل توفيق صالح وهي رواية “رجال في الشمس” ليكون عنوان الفيلم المأخوذ عنها المخدوعون، ويعد من اجمل الأفلام في تلك الحقبة وقد أحرز جائزة مهرجان قرطاج السينمائي بتونس، ان ذكري لهذه الرواية لا يعني ان بقية اعمال كنفاني اقل منها اهمية بل العكس وما ذكرى لها إلا لأنها حولت إلى فيلم… رحمك الله يا غسان وأسكنك الجنة مع الشهداء والصدقين، والنص لفلسطين.
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة “كراك”المسرحية بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان “الضوء” الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. و له عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، و مجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “ألف مرحي” لمحمد ديب، و “استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي