جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
05 جانفي 2020… سبع سنوات مرت، لم تقف فيها في بهو المسرح ولا شاهدك الأصدقاء في مكتبك، ولا سمع حضور مهرجان المسرح المحترف صوتك تلقي التحية وترحب بالمشاركين كنت عراب المهرجان فأنت مؤسسه وأنت محافظة.
قبلها كنت الكاتب المسرحي وكنت المخرج وكنت الممثل الذي تلقي عشاق الفن الرابع صوته عبر الأثير يوم كنت تمثل في فرقة الإذاعة التي طورت فيها أدواتك في الأداء وفي الكتابة من خلال إعادتك لكتابة الكثير من النصوص المسرحية وتكييفها وإعدادها للإذاعة، ومن الإذاعة اكتسبت قوة الصوت وعرفت أن للصوت سحره فوق الركح مثله مثل الجسد تماما، ومن الإذاعة إلى فرقة المسرح الوطني ممثلا وكاتبا ومخرجا كذلك ثم إلى المغامرة مع أصدقاء لك بتكوين أول ثاني تعاونية مسرحية خارج قطاع الدولة أقول ثاني تعاونية لان عبد القادر.
علولة كان سباقا قبلكم بسنوات بتكوين تعاونيته المسرحية، تجربة القلعة كانت متميزة في مسارك المسرحي ومسار رفاقك مجوبي، صونيا، اقومي… إلخ و”العيطة”، عيطة رجل المسرح الذي يريد التغيير نحو الأفضل ولكن المشاكل والعراقيل وبعض التوافه تحول دون استمرار القلعة، وتهدمت أسوار القلعة وهاجرت إلى فرنسا أيام الخوف والرعب والدم أيام كان الإرهاب يحصد في رؤوس المثقفين والمتنورين، قررت الهجرة مثل آخرين وكانت تجربة أخرى خضت فيها الكتابة باللغة الفرنسية، تجربة أعطت ثمارا مغايرة لتلك التي أعطتها أشجار بستانك من قبل في الجزائر بلغة الشعب العامية، لغتك في شعبيتها شاعرية مشبعة بالأمثال والحكم وكأنك حفظت كل ارث الأسلاف في هذا المجال، لغة اعرف أن الأكثرية كانت تحسدك عليها وبما امتلكت هذه اللغة من طفولتك ونشأتك في حي شعب.
وعدت بعد الهجرة إلى بلدك، وقضيت بعض السنوات في قسوة الحياة علي الهامش ولكن لم تكن وحدك وفي ذلك الهامش فقد شركك فيه آخرين ووجدت إن مجوبي قد رحل عنا وعلولة كذلك اختطفهما رصاص الإرهاب الأعمى واقومي مهاجر وفي فرنسا وزياني قد عاد الهجرة وكان قد سبقك في العودة إلى ارض الوطن وتولي إدارة المسرح الوطني لكنه عاد إلى الهجرة بعد أن نحي من إدارة المسرح والإحساس بالمضايقة، وتأتي أنت لتتولي إدارة المسرح الوطني وتبدأ في تحقيق أحلامك فتح أبواب المسرح أمام الشباب وأمام التجارب الشابة وتأسيس مهرجان المسرح المحترف الذي جعلت منه سوقا فنيا وملتقي فني مسرحي بما كان يقدم من عروض تنافسية وعروض مستضافة وما يعقد علي هامشه من لقاءات وملتقي علمي تدرس فيه قضايا مختلفة تهم المسرح والمسرحيين تاريخا وتطبيقا وتكوينا
وكنت المصباح الذي شمل بضوئه كل فضاء المسرح الوطني ومن فيه ومن جاءوه ضيوفا.
هكذا عرفتك امحمد بن قطاف ومن قبل أن تتولى الإدارة، هكذا عرفتك من يوم أن كنت ممثلا ومعدا ومخرجا وكانت لنا صداقة أعتز بها، واذكرها وأذكرك
هي سبع إذن صديقي تمر، سبع لم نلتقي ولم نتناول الشاي والقهوة ولا تحدثنا في المسرح وهمومه، هموم المسرح التي كانت تسكنك وتؤرقك فلا تعرف الحديث إلا فيها… لك الرحمة، صديقي امحمد بن قطاف.. بعد سبع من غيابك، لك الرحمة.
علاوة وهبي