مرت منذ أيام، ذكرى ميلاد الكاتب الكبير الروائي والشاعر والمسرحي محمد ديب، مسرحي لأنه كتب نصين مسرحيين، ولأنه كذلك كان كاتب نقد مسرحي في جريدة الجزائر الجمهورية هذا الجانب ربما يجهله الكثير ممن قرؤوا محمد ديب، لأن صفة الروائي غلبت علي شهرته ولأن الكثير من الذين قرؤوه قرأوه روائيا ولم يبحثوا عن الكتابات الأخرى في حياته، وعمله كناقد مسرح كشفه الصديق الأدرع الشريف رفقة الباحث المسرحي الدكتور مخلوف بوكروح وقد ترجما ماكان يكتبه ديب من متابعات للعروض المسرحية ونشراه في كتاب صدر عن منشورات دار ماقامات، .شخصيا تعود علاقتي بأدب محمد ديب إلى منتصف ستينات القرن الماضي حين قرأت بالصدفة إحدى قصائده في مجلة باللغة الفرنسية وربما هي محلة نوفمبر التي كان يصدرها ويشرف عليها الكاتب محمد بودية والقصيدة هي الظل الحارس، قرأتها مرتين وفي المرة الثالثة، قررت ترجمتها وقد تم ذلك في سنة 1967 ونشرتها في أسبوعية المجاهد وكانت حسب علمي الترجمة الاولي لمحمد ديب إلى اللغة العربية في الجزائر، بعدها رحت أبحث عن كتبه وقرأت ثلاثيته “الدار الكبيرة” و”النول” و”الحريق” ثم صيف افريقي وهكذا، ثم اكتشفت أنه كتب للمسرح من خلال قراءتي لمسرحيته الف مرحي لمتسولة وهي الأخرى قررت ترجمتها وقد تم ذلك ونشرتها أول مرة في يومية “صوت الأحرار” على حلقات، ثم صدرت في كتاب عن منشورات دار المجدلاوي بالاردن، لأواصل ملاحقة اعمال محمد ديب واكتشف أن له نص مسرحي آخر جميل جدا، وكذا قيام بترحمه ديوانه “الطفل الجاز” كاملا وقد نشر في عدة جرائد جزائرية منها “النصر” و”صوت الأحرار” و”الأحداث” وغيرهم، والديوان كاملا أخذ مني ترجمته الاديب جمال فوغالي يوم كان مديرا للثقافة في قسنطينة بهدف إيصاله إلى وزارة الثقافة للنشر بدعم من صندوق دعم الكتاب وكان ذلك في سنة 2009 ولكنني من يومها لا أعلم ما مصير المخطوط وهل وصل إلى وزارة الثقافة، وهل تم طبعه، الأمر بالنسبة لي مازال يلفه الغموض، تاك علاقتي بالكاتب الكبير محمد ديب الذي نحتفل اليوم بمئوية ميلاده.
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة “كراك”المسرحية بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان “الضوء” الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. و له عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، و مجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “ألف مرحي” لمحمد ديب، و “استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي