الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة علاوة وهبي: وداعا أبا كرمل

مساهمة علاوة وهبي: وداعا أبا كرمل

صديقي الرائع الشاعر الفلسطيني الكبير عز الدين المناصرة يترجل عن فرسه ويرحل عنا، عز الدين الذي عاش بيننا في الجزائر ودرس بجامعة قسنطينة قبل أن تسلط عليه يد محمد الغزالي وتتسبب في رحيله عن قسنطينة نحو تلمسان.
عز تلدين الشاعر الكبير الذي شاركنا الحياة الثقافية في الجزائر وشارك معنا في المهرجانات والملتقيات شاعرا وناقدا.. هو الموسوعة في الأدب المقارن، والذي نشر الكثير من دراساته في الصحف الجزائرية ومنها جريدة النصر التي فتحنا له صفحاتها، نعم الصديق ونعم المثقف الملتزم الواعي. ابو كرمل الابن الاول له والذي كان طفلا يوم كان ابوه معنا.
عز الدين الشاعر الذي هام حبا وعشقا للجزائر وكتب فيها أروع القصائد ومن تراثها استلهم اجمل القصائد وخاصة قصيدته حيزية التي تعد واحدة من ملاحمه الشعرية وقصيدته عن حرافيش الثقافة في مدينة قسنطينة، الحرافيش الذين كانت له معهم جلسات وأحاديث عرفهم وعرفوه وأكلوا معه الملح في بيته بحي لألوم أين كان يسكن يوم كان أستاذا بجامعة قسنطينة، رحل الشاعر الكبير، عن قسنطينة وعاد إليها مدعوا وضيف أين جال فيها.


من جديد وكانت لنا جلسات اخري في مديرة الثقافة بالمدينة يوم كان بوديبة مديرا لها وفيها اجريت معه حديثا طويلا عن الشعر والثقافة وهموم أخرى ونشرته في جريدة “النصر” وعاد الصديق إلى الأردن التي اختارها إقامة نهائية له مع عائلته ويكون أستاذا في جامعة فيلاديلفيا الأردنية إلى أن تقاعد منها.
ويوم زرت الاردن رفقة وفد من اتحاد الكتاب الجزائريين مشاركا في اجتماع الامانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، أسرع في المجيء إلى الفندق الذي كنت اقيم فيه ما ان عرف بوجودي جاء الي حاملا اعماله الشعرية الكاملة في مجلدين وكتب اخري عنه وعن حياته ومساره الادبي ولم يتركني بل رافق نية في أزقة العاصمة الأردنية عمان وكان دليلي فيها ليلا ونهارا، وكم استعاد أيامها ذكرياته عن الجزائر ومثقفيها ممن عرف وكم سألني عنهم واحدا واحدا وتحدث بحسرة عن مغادرته الجزائر والمؤامرة التي تعرض لها علي يد الداعية محمد الغزالي الذي كان استاذا في الجامعة الاسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة، ويذكر الذين هبوا للدفاع عنه وعن المواقف التي اتخذها البعض منه.
صديقي الشاعر الكبير عز الدين المناصرة، كم كان فخورا بولده كرمل وهو يحدثني عنه ونحن في بهو الفندق بالأردن وعن تخصصه في الاعلام الالي بعد ان سألته عنه، حدثني عن مشاريعه وعن ما ينوي عمله، وعن مسرحية محمد ديب التي أخذها مني بعد ان ترجمتها وعمل علي ان تنشر في الأردن عن دار المجدلاوي.
وداعا ايها الشاعر الصديق عز الدين المناصرة، عشت للشعر والأدب بعيدا عن وطنك فلسطين ومدينتك الناصرة ومت علي بعد خطوات منها في الوطن الذي اخترت الاستقرار فيه
وداعا انت شاعر كبير وسيبقي اسمك كبيرا في دنيا الشعر والنقد. حزين انا لرحيلك صديقي وكان لي امل في أن نلتقي مرة اخرية في مدينة ما، ولكن هو الموت لا يمهل لك الرحمة والمغفرة ومسكن الجنة.

لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة ״كراك״ المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان ״الضوء״ الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. وله عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية ״لمحمد ديب״، و״استراحة المهرجين״ لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.

علاوة وهبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super