رسام ونحات استطاع عبر مسيرته الإبداعية المتواصلة ان يبدع عالما روحيا موازيا للعالم الذي يعيش فيه ..بغض النظر عن سوريته يعتبر مروان من الفنانين الألمان الطليعيين..سنة 2005 كرمه الرئيس الألماني هيلموت كوهل مانحا إياه وسام الإستحقاق من الفئة الأولى واصفا مروان أنه روح ألمانيا وأحد أبرز الفنانين التشكيليين في العصر الحديث، ومن بين الفنانين الأكثر حضورًا في المعارض الدولية. تميزت رسوماته بحصرها صورة «الوجه الإنساني» المعذب للتعبير عن الحالات الوجودية العميقة التي تعكس رؤيته الحسية للعالم، وهو ما اتخذه طابعا أساسيا لسائر أعماله.. وجوه قلقة سابحة في تيهها وكوابيسها وحطام أحلامها، وجوه في لوحات كل واحدة منها أيقونة للمصائر القاسية لإنسان العصر الحديث….
يتحدث نقاد الفن الذين رافقوا تجربة مروان قصاب باشي عن الوجوه والدمى في أعماله، والواقع أنّ كلاّ من الدمى والوجوه هي كيانات تشترك لدى هذا الفنان في ما يستنطقها به، وما يجمع بينها، عبر حدسه التراجيدي، من مصائر صاعقة في عالم لم يكفّ مروان قصاب باشي عن استقباله، من جهة الألم أولاً، حتى لكأنّ أعماله التي تقدم أشخاصا يدافعون عن وجودهم بالهروب إلى كياناتهم العزلاء، هم أشخاص مهزومون في عالم عدواني بامتياز. امتدت رحلته مع الإبداع التشكيلي عقودا من الزمن، وتوجت باعتراف عالمي واسع، واقتنيت أعماله من قبل أهم المتاحف في العالم. كان عضواً في المجمع الفني البرليني الألماني، وهو أستاذ دائم ومتفرغ للرسم في المعهد العالي للفنون الجميلة في العاصمة الألمانية منذ عام 77م وحتى وفاته.. بقي مروان وهذا اسمه الفني المختصر، يرسم حتى آخر أيام حياته، وودع الحياة بعيداً عن دمشق التي كان قد غادرها قبل ستة عقود من رحيله.
هاجر مبكرا إلى أوروبا ودرس الفن التشكيلي في معقل التعبيرية الألمانية (برلين) التي أقام بها طوال حياته، وكان قد أمضى فيها ما يقارب الخمسين عاماً قبل أن يعود إلى بلده سورية العام 2005 ليشارك حينها بتظاهرة فنية كبيرة أقامتها المفوضية الأوروبية برعاية من وزارة الثقافة السورية. وضع الأديب السعودي الراحل عبد الرحمن المنيف كتاباً ضخماً حول تجربته، ونشر لأول مرة عام 1996 بعنوان «مروان قصاب باشي، رحلة الفن والحياة» وعمل معه في عدة مشاريع كان أبرزها كتاب «أدب الصداقة» 2012 وضم ثلاثين رسالة متبادلة بين الصديقين «فنان تشكيلي يبحث عن طرق تعبير بالكلمات،» و «أديب مهووس بالفن يجرب في طاقة الكلمات على تعبير عن الخط واللون» كما وصفهما الدكتور فواز الطرابلسي مؤلف مقدمة الكتاب. كان التشكيلي الراحل من الفنانين القلائل الذين انتسبوا فكرياً وعاطفياً إلى عالم الشعراء والأدباء، ولعلّ كتابات هؤلاء هي التي أعطت نفساً جديداً وروحاً نابضة ورؤى متنوعة لوجوه مروان التعبة. ينتمي مروان لنوع نادر من الفنانين الذين يؤمنون بأن الفن ليس مجرد جمال سابح في الفراغ، بل هو فعل أخلاقي يربط المتعة والفرح بالحقيقة، بحسب تعبير عبد الرحمان منيف.
أقام الفنان قصاب باشي عدد كبير من المعارض خلال مسيرته الفنية، ومنها عام 1969 في صالة آمون الخاصة في برلين، وصالة Medici في ميونخ عام 1971، وصالة Dr. Kauten الخاصة هانوفر في عام 1974، وفي صالة Kunstforum روتفايل في عام 1977، وفي عام 1980 في بينالي البندقية، وفي صالة Springer في برلين في عام 1987، وفي المكتبة الوطنية في باريس في عام 1993، وفي عام 1994 في صالة أتاسي في دمشق.
إضافة لاقتناء أهم المتاحف والمعارض في العالم لأعماله ومنها، المتحف الوطني في دمشق ومتحف دمّر، والمتحف الوطني في برلين، وقاعة المعارض بريمن، ومتحف هانوفر، ومتحف مدينة فرلفسبرغ، والمكتبة الوطنية في باريس، وفي المجموعة الفنية لجمهورية ألمانيا، ومتحف معهد العالم العربي، ومتحف تاريخ الفن والثقافة في منطقة الهانزا في لوبيك.
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام ونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس مارتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر أعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة