جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أحدث حزب “طلائع الحريات” المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، وهذا بعدم قدرته على تسجيل حضوره في أكبر عدد من الولايات والبلديات بمناسبة المحليات المقبلة، حتى تحول ” طلائع الحريات ” بحجمه إلى مستوى الأحزاب المجهرية المتكاثرة في الساحة السياسية.
لم يستطع حزب المترشح الرئاسي السابق علي بن فليس من التسجيل إلا في 40 بلدية و14 مجلس ولائي وتعتبر هذه الأرقام قليلة بالنسبة لحزب مثل ” طلائع الحريات ” الذي يعتبر من الأحزاب السياسية الأكثر تنظيما وتنسيقا بالرغم من صغر عمره السياسي بما أنه تحصل على الاعتماد في 2015 فقط، وكذلك رغم قرار قيادة الحزب فتح الباب على مصراعيه أمام جميع الفئات الراغبة في الترشح من دون التقيد بمعايير المستوى التعليمي، وحتى أولئك المستلين أو الأحرار تم السماح لهم بالترشح.
وحسب مصادر من داخل الحزب فإن تشكيلة ” طلائع الحريات ” ” وجدت صعوبة كبيرة في ضبط القوائم الانتخابية بسبب صعوبة جمع التوقيعات، وفشل في اختراق نحو 90 في المائة من المجالس الشعبية البلدية والولائية، وهو الأمر الذي سينعكس على التشكيلة السياسية سلبا “، وقررت قيادة الحزب بسبب ضيق الوقت فتح الباب أمام جميع الفئات الراغبة في الترشح من دون التقيد بمعايير المستوى التعليمي وحتى أولئك الذين لا ينتمون إلى الحزب فقد سمح لهم بالترشح ضمن قوائم ” طلائع الحريات “.
وأرجع المصدر ذاته حسب تقارير إعلامية أسباب هذه الصعوبات إلى ” التأخر في هيكلة الحزب على مستوى المحافظات وأيضا الانقسام القائم على المستوى المحلي بين كوادر ومناضلي الحزب الذين ضغطوا بقوة للتمسك بخيار المقاطعة وعدم المشاركة في الاستحقاقات المقبلة بخاصة بعد رئيس الديوان الرئاسي أحمد أويحيي على رأس الحكومة الجزائرية وهو الأمر الذي عارضه بقوة العديد من المنسقين على مستوى المحافظات رفضوا تفويت فرصة المشاركة في الانتخابات البلدية، بخاصة وأن الكثير منهم لديهم طموحات في الوصول إلى مجلس الأمة “، وهدد بعضهم بالترشح في أحزاب أخرى في حالة ما إذا قرر الحزب المقاطعة.
ويشير الوضع الذي يتواجد عليه ” طلائع الحريات ” قبل أسابيع من مباشرة المنافسة في الإنتخابات المحلية، إلى إمكانية عدم دخول الحزب مغامرة الإنتخابات الرئاسية سنة 2019 بالنظر إلى دور المحليات كخزان انتخابي للحزب، خاصة أن علي بن فليس رئيس الحزب سبق له الدخول مرتين في الانتخابات الرئاسية ومنافسة الرئيس بوتفليقة، هذا سنة 2004 و2014 وربما يشكل له الاستحقاق الرئاسي هدف سياسي آخر.
إسلام كعبش