دخل مسجد باريس الذي يسيره الجزائري دليل بوبكر، في أزمة مفتوحة مع الرئاسة الفرنسية ” قصر الإيليزيه “، بعدما تم إقصاءه من حفل مراسم تبادل التهاني السنوي الذي أقامه الرئيس ماكرون للجسم الديني المتواجد في فرنسا بالرغم من أن مسجد باريس يعتبر أحد أعمدة الإسلام في فرنسا.
رد المسجد الكبير في باريس بشدة على قرار ” تهميش ” عميده دليل بوبكر وعدم دعوته لحضور مراسم تبادل التهاني الذي نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإيليزيه، في باريس، الخميس الفارط، دليل بوبكر المعروف بأنه مقرب من الجزائر سبق له تسيير المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، لم يتقبل بوبكر تصرف الرئيس الفرنسي وأعلن عبر بيان رسمي باسم المسجد الأكبر في فرنسا ” انسحابه من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية “، وحسب معلومات فإنها المرة الأولى التي يغيب فيها دليل بوبكر عن هذه المراسم منذ 25 سنة، وهو المعين على رأس مسجد باريس لأول مرة في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.
وأعرب مسجد باريس في بيان له عن ” ذهوله من أن دليل بوبكر لم يدع إلى المراسم التقليدية لرئيس الجمهورية بمناسبة بداية العام الجديد “، وأضاف ” من الغريب أن المؤسسة الدينية الإسلامية الأكثر رمزية في فرنسا، وهي ثمرة قانون الدولة نتيجة تضحيات آلاف الجنود المسلمين الذين ماتوا من أجل فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى مهمشة ومنبوذة “، وأشار البيان إلى أن هذا الموقف جعل مسجد باريس الكبير ينسحب من جميع لجان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ولم يعد يشارك في أي مبادرة من الحكومة الفرنسية.
وفي المقابل، استدعى قصر الإيليزيه نيابة عن دليل بوبكر في المراسم شخصان ارتفعن أسهمهما مؤخرا، وهما بالنسبة للديانة الإسلامية كل من رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أحمد أوغراس، المعين في منصبه في جويلية الماضي، وهو من أصل تركي ومقرب من أنقرة، وأنور كبيبيش رئيس تجمع مسلمي فرنسا وهو من أصول مغربية، مما قرأه البعض في خانة تراجع دور مسجد باريس الكبير، المدعوم من الجزائر، والجزائريون يعتبرون أحد مؤسسيه في القرن الماضي. وكان أحمد أوغراس وصف في تغريدة له على ” التويتر ” انسحاب بوبكر ” محزن ” لكنه “يأمل في أن يتغلب العقل على العواطف “، مضيفا أن ” المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لا يهتم بالأمور البروتوكولية لقصر إيليزيه “، في إشارة إلى مسح المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يديه من مسجد باريس وعدم الوقوف إلى جانبه في هذه المواجهة المفتوحة مع الرئاسة الفرنسية.
وكان إتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الموالي لتيار الإخوان المسلمين ومسجد باريس المقرب من الجزائر، أعلنوا عن مقاطعتهم في عملية انتخابات تجديد المجلس الإسلامي للديانة الإسلامية شهر جوان الفارط، الأمر الذي يتم كل ثلاثة سنوات، في الوقت ذاته، أعلن تجمع مسلمي فرنسا المقرب من المغرب مشاركته في هذه الإنتخابات. ودخل آنذاك الجزائري دليل بوبكر عميد مسجد باريس في خلافات مع المغربي فؤاد العلوي رئيس إتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا حول مصداقية وتمثيلية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
إسلام كعبش
في إطار تنافس بين ممثلي مسلمي فرنسا:
الوسومmain_post