تتواصل سلسلة #جرائم_القتل الشنيعة والاعتداءات المرتكبة ضد جزائريين مقيمين في فرنسا، والمريب في الأمر أن هؤلاء الضحايا الذين سقطوا في ظرف شهرين ينحدرون من الولاية ذاتها وهي خنشلة ) بالشرق الجزائري(، ولم يجد المحققون الفرنسيون لحد الآن حلا لشيفرة هذه الجرائم الغامضة التي باتت تقض مضجع الجالية الجزائرية بفرنسا، كما السلطات الجزائرية التي استنفرت لكشف ملابسات هذه الجرائم. وآخر ضحايا هذا المسلسل المريب رعية جزائري من ولاية خنشلة أيضا، أصيب ليلة الأربعاء إلى الخميس، بجروح خطيرة، إثر تعرضه لإطلاق نار من طرف مجهولين في مرسيليا بفرنسا.
وأوردت الشروق الجزائرية أن الضحية يدعى علاوة بالعاج، يبلغ من العمر 49 سنة، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال ينحدر من منطقة متوسة بولاية خنشلة. وقالت المصادر إن الضحية أصيب بجروح خطيرة بعد تعرضه لطلقات نارية من طرف مجهولين بالمقاطعة 15 بمرسيليا أثناء عودته إلى منزله. وتعد هذه الجريمة التاسعة من نوعها التي تستهدف جزائريين بفرنسا ينحدرون من ولاية خنشلة بعد اغتيال 8 أشخاص في أقل من شهرين. وبدأ مسلسل القتل هذا منذ نهاية شهر ديسمبر الماضي، عندما قتل المغترب الجزائري نعيم فطيمي من خنشلة، بعد تعرضه لعملية إطلاق نار من طرف مجهولين حين كان رفقة أصدقائه بأحد مقاهي مدينة مرسيليا الفرنسية، تبعتها حادثة قتل أخرى استهدفت جزائريا آخر يدعى يزيد زرفة (26 سنة) ينحدر من ولاية خنشلة، مطلع شهر يناير الماضي، الذي توفي متأثرا بجراحه جراء إفراغ شخص مجهول لعدة طلقات في جسمه عندما كان في محل للحلاقة بالمنطقة الخامسة بمدينة مرسيليا.
قتل تسلسلي وتنكيل بالجثث
وفي 9 جانفي، اهتزت مدينة خنشلة على وقع خبر مقتل المغترب الجزائري قرفي ياسين البالغ من العمر 53 سنة بالعاصمة الفرنسية باريس، ذبحا من الوريد إلى الوريد، قبل تجريده من ملابسه بغرفة منزله، وبعدها بيوم عثر على مغترب آخر يدعى فريد المحمدي مشنوقا في قبو عمارة بمدينة ليون الفرنسية، وهو ينحدر من ولاية خنشلة أيضا. ويوم 19جانفي، عُثِر على جثة جزائري يدعى عماد حشايشي (26 سنة) الذي يتأصل كذلك من ولاية خنشلة، مقتولا في ظروف غامضة بمدينة بورج الفرنسية بعد 24 ساعة من اختفائه، بعد أن قام مجهولون بعدها بتصفية مهاجر جزائري يدعى منير عركوس (26 سنة) رميا بالرصاص في مدينة مرسيليا قبل إضرام النار في جسده، وهو من مدينة خنشلة، وتقيم عائلته في مدينة بجاية شرق الجزائر.
وراح الجزائري جمال لاغا من مدينة خنشلة، ضحية جريمة قتل شنعاء في السابع من شهر أفريل 2017، بعد أن تم رميه من الطابق الرابع عشر، وعلى جثته آثار طعنات بسلاح أبيض، في المقاطعة السابعة من مدينة مرسيليا. وفي 29 جانفي الماضي، شيعت جثمان المغترب الجزائري عبد القادر بن خيرة إلى مثواه الأخير، بعد أن لفظ أنفاسه الأخير في أحد مستشفيات مدينة مرسيليا جنوبي فرنسا متأثرا بجراحه بعد إطلاق النار عليه. وكان وزير العدل حافظ الأختام لوح، قد أعلن، مؤخرا، خلال جلسة مساءلة في البرلمان، عن “فتح النيابة في الجزائر تحقيقا في قضية اغتيال مواطنين جزائريين في ظروف غامضة بفرنسا الأسبوع الماضي“، دون أن يقدم تفاصيل أكثر.
ودفعت طريقة القتل التسلسلي والتي كان بعضها متبوعا بالتنكيل بالجثث، التي استهدفت جزائريين من مدينة خنشلة بين مدن باريس وليون ومرسيليا وتحمل طابع الجريمة، عشرات المهاجرين الجزائريين المقيمين في باريس إلى الخروج للشارع والاحتجاج قبل أيام، مطالبين القضاء الفرنسي بالتسريع في التحقيقات وكشف هوية الجناة، وداعين سلطات بلادهم إلى التدخل لوقف مسلسل الجرائم في حق رعاياهم، في وقت يخشى فيه الجزائريون تسجيل ضحايا آخرين.