جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
سليم لعباطشة: “البرلمان الأوروبي يريد استقدام عصابة أخرى“
تتوالى ردود الفعل من الجانب الرسمي والسياسي والشعبي ضد “اللائحة” التي أصدرها البرلمان الأوروبي، حول واقع الحريات وحقوق الإنسان في الجزائر، نظرا للحساسية الكبيرة التي تميز الجزائريين من الخارج، ولأنهم فهموا الدرس جيدا بعدما حدث ما حدث في محيطهم ودور الأيادي الدولية فيه، كما أنهم تيقنوا بأن هذه التدخلات تقيس الأمور بميزانين، حيث كان الأولى بها مراقبة ما يحدث فوق التراب الفرنسي من عنف ضد احتجاجات السترات الصفراء، وليس تقديم النصائح لشعب ظل يخرج في 40 مسيرة من دون سقوط قطرة دم واحدة.. هذا إن لم نقل بأنه لا يوجد عبر التاريخ مثال واحد عن ديمقراطية صنعتها برلمانات ودول وجيوش الغرب لبلدان جنوب المتوسط.
احتشد، أمس السبت، جزائريون في العاصمة، في مظاهرة “مؤيدة” لإجراء الانتخابات الرئاسية ورافضة للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد، بعد إصدار البرلمان الأوروبي لائحة حول واقع حقوق الإنسان في الجزائر وتوصيات طالبت الجزائريين باتباعها للخروج من الأزمة.
ونظم الاتحاد العام للعمال الجزائريين، صباح أمس، مسيرة سلمية بالعاصمة ندد خلالها المشاركون بتدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر وطالبوا بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لمواجهة كل المحاولات الرامية للمساس باستقرار البلاد، وانطلقت المسيرة، من مقر الاتحاد متوجهة إلى ساحة البريد المركزي، حيث عبر المتظاهرون خلال هذه الوقفة عن مساندتهم للجيش الوطني الشعبي، وتأييدهم للإنتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر الداخل.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات رافضة للتدخل الأجنبي في الجزائر، كما رفعت شعارات لدعم الانتخابات الرئاسية، ومن بين اللافتات المرفوعة في المظاهرات: “لا مكان للخونة في بلاد الشهداء”، “التدخل الأجنبي حطم الدول”، “12 ديسمبر موعد مع الجزائر”، “يا فرنسا أدي ولادك، الجزائر بلادنا ماشي بلادك” يا فرنسا خذي أبنائك، الجزائر بلدنا وليست جزء منك”، “الشعب الجزائري سيد القرار.. واش دخلكم فينا ما دخلكم فينا”.
وفي كلمته، قال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، لعباطشة سليم، أن المسيرات التي دعا إليها الاتحاد بمثابة “الرد على تدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر”، وخلال تواجده أمام مقر المركزية النقابية بأول ماي، قال إن العصابة ومنذ 20 سنة “تستغل الجزائر لخدمة مصالحها الشخصية وخدمة الأجانب وأعداء الوطن”.
كما ندد لعباطشة بالتدخل السافر للبرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر، كما أكد أنهم يريدون إدخال الجزائر في فوضى واستقدام “عصابة أخرى”.
وطالب باسترجاع الأموال التي أودعتها العصابة على حد تعبيره في البنوك الخارجية، مشيرا إلى أن أموال الجزائر تذهب سدى من خلال الشراكة مع أوروبا، ويرى سليم لباطشة أن الحل السياسي الأمثل للأزمة في الجزائر هو “الانتخابات الرئاسية، والمشاركة بقوة لاختيار رئيس الجزائر الجديدة”.
وخلال كلمة له أمام مقر المركزية النقابية بالعاصمة قال، إن المسيرات التي يقوم بها الاتحاد والمواطنين بالإضافة إلى نشطاء من المجتمع المدني هي “وفاء للشهداء الأبرار، إذ أنه لا يمكن تضييع تضحيات الشهداء”.
وأشار المتحدث ذاته أن سلمية المسيرات الشعبية الجزائرية منذ 22 فيفري، وحراكه الشعبي لم يرق للقوى الأجنبية وأن سلميته أخلطت أوراقهم.
إسلام. ك