تحتضن الجزائر ابتداء من اليوم وإلى غاية 30 يناير, بقصر المعارض الصنوبر البحري-الجزائر العاصمة- الصالون الدولي للوقاية والسلامة المرورية والذي يتميز بمشاركة “نوعية ” لفاعلين وطنيين وأجانب ناشطين في هذا المجال وفي مجال التكنولوجيات الحديثة, حسب ما أكده أمس, مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق, أحمد نايت الحسين .
وأوضح نايت الحسين في ندوة صحفية بيومية المجاهد عشية انطلاق الصالون أن “هذا الصالون الدولي سيشهد مشاركة أزيد من 40 مشاركا منهم مؤسسات وطنية ومن دول أجنبية, على غرار فرنسا والسويد ,تعنى بالسلامة المرورية” مشيرا إلى ان المتعاملين الاجانب سيقومون خلال هذه الطبعة بإبراز وتبسيط الاجراءات المتخذة في بلدانهم لمحاربة عدم الأمن عبر الطرقات.
كما سيشهد الصالون يضيف نايت الحسين مشاركة الجامعة من خلال المدرسة العليا للإعلام الالي التي كلفت بإعداد بعض التطبيقات حول السلامة المرورية الى جانب فاعلين اخرين من المجتمع المدني على غرار جمعية الدراجين نظرا لتزايد تورط الدراجين في حوادث المرور سنويا.
وحسب نايت الحسين عرفت حصيلة ضحايا حوادث المرور في الجزائر انخفاضا مضطردا منذ سنة 2015, وهذا بفضل معايير السلامة المرورية المتبعة والإجراءات القانونية الصارمة التي جاء بها التشريع الجديد, وكذا الحملات التوعوية والتحسيسية التي أدت إلى انخفاض متواصل لمؤشرات اللامن المروري.
كما اكد مدير المركز ان سنة 2018 سجلت “تراجعا” في حوادث المرور في عدد الضحايا مقارنة بسنة 2017 , مشيرا إلى أن في السنة الماضية نجى 1300 شخص من الموت في الطرقات.
واستطرد قائلا أن خلال السنة الماضية لقي 3310 شخص حتفهم في حوادث المرور على المستوى الوطني, و جرح 32.570 أخرين في 22991 حادث مرور.
وأبرز انه تم تسجيل انخفاض في عدد القتلى ب 9,04 بالمائة وفي عدد الجرحى ب 10,24 بالمائة وكذا في عدد الحوادث بنسبة 8,04 بالمائة.
للإشارة, فإن حصيلة المركز لحوادث المرور المسجلة سنة 2017 تشير إلى وفاة 3639 شخص وإصابة 36287 آخرين بجروح متفاوتة في 25038 حادث مرور.
ووصف نايت الحسين هذه الأرقام ب”المشجعة” و “غير المرضية” في نفس الوقت لكون الحصيلة لا تزال “ثقيلة “وأزيد من 3300 شخص يلقون حتفهم في الطرقات لأسباب متعددة اهمها الافراط في السرعة.
وذكر أن الإفراط في السرعة يبقى “العامل الرئيسي بنسبة 30 بالمائة في حوادث المرور التي بينت الأرقام أن أغلبها تقع بين الساعة السادسة مساء ومنتصف الليل”.
وشدد مدير المركز على ضرورة “الاستثمار في اتجاه تغيير تصرفات السائقين عبر التوعية لوضع حد لمآسي الطرقات التي تحزن عائلات بأكملها”.
وبعد أن ذكر بمختلف الحملات التحسيسية التي يشرف عليها المركز سيما خلال الدخول المدرسي والعطل السنوية من أجل التقليص من كوارث الطرقات, أشار نايت الحسين الى أنه يتم حاليا تنظيم قوافل توعوية بولايات الجنوب لنفس الغرض, بالشراكة مع مجمع سوناطراك.
كما دعا الى ضرورة بذل مزيد من المجهودات لتقليص فاتورة حوادث المرور, مشيرا إلى أن القانون الجديد للسلامة المرورية 17-05 أوصى بإنشاء مجلس تشاوري على مستوى الوزارة الاولى , ويعنى بالتوجهات الاستراتيجية للسلامة المرورية .
كما يدعو هذا القانون الى تأسيس مندوبية وطنية للسلامة المرورية ,و مهمتها تنفيذ من الجانب العملياتي لكل التوجهات الاستراتيجية للحكومة في هذا المجال, مشيرا الى ان هذه المندوبية سترى النور مع اصدار النصوص التطبيقية للقانون المذكور أعلاه.
ومن بين الإجراءات المدرجة في هذا القانون رخصة السياقة بالنقاط والتي يجري تعميمها عبر مراحل وفق برنامج مسطر من طرف وزارة الداخلية و الجماعات المحلية حيث كانت البداية–يضيف نفس المسؤول– على مستوى ولاية الجزائر و ذلك عبر كل بلدياتها , و كذا بالنسبة للمتحصلين على رخصة السياقة الجديدة ثم انتقل تعميمها الى ولاية الاغواط مؤكدا ان خلال هذه السنة سيتم تعميمه عبر كامل ولايات الوطن.