تشهد العديد من الولايات حركة دؤوبة في مجال التهيئة و التعمير الحضاري، لا سيما تلك المشاريع التي تخص أكبر القطاعات في الجزائر مثل قطاع الطرقات و قطاع الرياضة و التربية، و على غرار باقي ولايات الوطن فإن ولاية الجزائر تحوز على أغلفة مالية معتبرة من أجل استكمال أشغال المشاريع التي ستعزز أغلب القطاعات و التي من شانها إما تدفع عنها العجز في تقديم الخدمات أو تزيد من المردودية غير أن المشكل الذي يقابل أشغال التنمية هو التماطل التي تقدم عليه الكثير من الشركات الواقفة على كبرى المشاريع في العاصمة و التي من شأنها أن تستبعد تسليم المشاريع في الوقت المحدد.
التوسيعات الخاصة بميترو الجزائر.. حلم
من أهم مشاريع التي من المنتظر انجازه في غصون السنة المقبلة التوسعة الخاصة بميترو الجزائر، في خطي ساحة الشهداء، باب الوادي، و عين النعجة و براقي.
حيث كشف وزير النقل والأشغال العمومية في وقت سابق ، إنّه تم رفع التجميد على مشاريع التوسعة الخاصة بميترو الجزائر، في خطي ساحة الشهداء نحو باب الوادي، و خط عين النعجة نحو براقي مؤكدا أن هذه التوسعة التي ستمكن من رفع الضغط عن العاصمة خاصة الازدحام المروري الذي تعرفه وسط العاصمة.
من جهته كشف مصطفى المدير العام لمؤسسة مترو الجزائر في احد تصريحاته الإعلامية أن الأشغال جارية من اجل تسليم شطر من توسعة ومد خط ميترو العاصمة انطلاقا من محطة الحراش باتجاه مطار هواري بومدين ومن محطة عين النعجة باتجاه براقي مع بداية السنة المقبلة 2019، مؤكدا إن الخط الرابط بين عين النعجة وبراقي سيمتد على 6 كلم وسيكون عبر 6 محطات فيما يبلغ طول تمديد خط المترو من الحراش إلى مطار هواري بومدين عبر 9.5 كلم ويضم 9 محطات.
40 مشروعا لفك الاختناق المروري
من جهة أخرى كشف والي العاصمة عبد القادر زوخ عن وجود 40 مشروعا، وهي المشاريع التي ستسمح بفك الضغط المسجل بعديد المحاور بالعاصمة على غرار ازدواجية الطريق المحاذي للمجلس الدستوري أو الطريق الرابط بين بن عكنون وعين الله، مضيفا أنه في حالة استحالة برمجة مشاريع ازدواجية للطرق يتم توسعتها بالضرورة.
استلام القطب الجامعي بسيدي عبد الله.. قريبا
من بين المشاريع التي تنتظر التسليم على مستوى العاصمة، تلك المتعلقة بتسليم القطب الجامعي بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، و في خرجة ميدانية قادت والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ مرفوقا بمنتخبين عن المجلس الشعبي الولائي، إلى مكان المشروع، وقف هؤلاء على وتيرة العمل الذي يريد المسؤولون على الولاية بالتعجيل في الانتهاء منه قبل حلول سنة 2019 و تدارك التأخيرات المسجلة في السنتين السابقتين أين شاب التعطيل في مشاكل تقنية بحتة، و يذكر أن مشروع القطب الجامعي و الذي ستتعزز به الولاية سيوفر حسب المسؤولين القائمين على قطاع التعليم العالي حوالي 20 ألف مقعد بيداغوجي و 11 ألف سرير ستعزز بها الإقامة الجامعية و هو من بين المشاريع الضخمة التي ستوفر العناء على الطلاب، كما سيتوفر المشروع على مكتبة مركزية و رئاسة جامعة و مطعم مركزي، وقد بلغت حسب مدير التجهيزات العمومية، 65 بالمائة فيما يخص الهندسة المدنية و 35 بالمائة فقط على مستوى الإقامة الجامعية، ناهيك عن تسجيل تأخر كبير في انجاز المكتبة المركزية و رئاسة الجامعة و المدرج.
و أرجع المدير أسباب التأخير إلى حيثيات تقنية تتعلق بمحطة ضخ المياه التي تطلبت أشغال إضافية ناهيك عن نقص التمويل خلال فترة 2015-2016 و إلى ضخامة المشروع، وعن آجال تسليم هذا المشروع، ربطها المسؤولون بمدى توفر الأموال، بينما أكد السيد بشير محلي رئيس مكتب الدراسات “سوب كوت أفريك” المسؤول عن المشروع، أنه لن يتم تسليم المشروع إلا بعد فيفري 2020، و شدد في سياق ذاته، على ضرورة التفكير من الآن في مسألة تأثيث هذا القطب حتى لا يكلف مزيدا من الوقت.
وللعلم فقد كلف مشروع انجاز القطب الجامعي 22 مليار دج ، انطلقت عملية انجازه في نوفمبر 2014 لتتم في ظرف 36 شهر لكنه استفاد من تمديدات في آجال تسليمه في 2015 ثم في 2018 و يتوقع المسؤولون استلامه في فيفري 2020.
مشروع “لابريز دو” ببوروبة … متوقع انتهاؤه في 2019
وأكد مدير الموارد المائية لولاية الجزائر، لدى وقوفه على فضاء الترفيه المطل على جزء من وادي الحراش المعروف بـ “لابريز دو” ببلدية بوروبة، أن مشروع عملية تهيئة واد الحراش و التي انطلقت في وسط المدينة خلال فصل الصيف الماضي سيتم استكمالا لما تبقى من الأشغال (و هي أشغال على طول 1 كلم) و المتوقع انتهاؤها في 2019.
وقد تم قبل ذلك، استلام 4 أجزاء من منتزه وادي الحراش هي بن طلحة وبوروبة و الصابلات و حي صونيباك، وقد تم تشييد بموجب تلك الأشغال 18 جسرا وممرا ممتدا على 18 كلم خاص بولاية الجزائر، و يذكر أن عملية تطهير وادي الحراش أفضت إلى إعادة إسكان أزيد من 6000 عائلة من الأحياء القصديرية القائمة على ضفتي وادي الحراش على غرار الرملي المعروف بكونه أكبر حي قصديري يشوه وجه العاصمة، و استرجعت إثر ذلك أوعية تم تحويلها لفضاءات بيئية، و هذا ما يضفي عمل مصالح الولاية في مجال التهيئة البيئية.
محطة تصفية المياه .. مشروع منتظر
على غرار المشاريع المذكورة آنفا، يعد مشروع التطهير الذي تكفلت به شركة “كوسيدار” لبناء نفق لصرف المياه من أحد المشاريع الذي سيعزز مضخات الصرف الصحي و الذي سيبلغ طوله قطره 2 متر، إضافة إلى انجاز محطة لإزالة الرمال تقع بين واد عبكي و رومانة و كذا تأمين ضد فياضات حسين داي و باش جراح ناهيك عن جامع للمياه بقدرة تفوق التسعين متر مكعب في الثانية.
ملعب براقي .. تأخر التسليم
عرف مشروع إنجاز ملعب براقي تأخرا فاضحا في سير الأشغال، و التي تشرف عليه الشركة الصينية “سي آرسي أوجي”، و كان قد انتقل والي ولاية الجزائر إلى مكان الأشغال في شهر أكتوبر من العام الماضي و وجه انتقادات لعمال الشركة التي تدير المشروع، خاصة و أن هذا الأخير يشهد تأخرا كبيرا في سيرورته و الذي كان من المزمع تسليمه في أواخر هذه السنة و عرف عديد التوقفات لأسباب مالية و تقنية، غير أن الشركة الصينية أكدت أنه من الصعب أن يتم التسليم في هذه السنة و هو ما يجعل هذا المشروع يعرف تأخرا قد يصل إلى حدود السنة القادمة، و جاء تشييد هذا الصرح الرياضي في سنة 2009 تزامنا مع تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال جنوب إفريقيا غير أن أشغال الملعب لم تنطلق فعليا به إلى غاية سنة 2011، في حين و بعد الزيارة الأخيرة التي قادها والي العاصمة، عبد القادر زوخ و كان ضمن الوفد المنتخبين الجدد للمجلس الشعبي الولائي إلى ورشة ملعب براقي و الذي يحوز على 40 ألف مقعد، أكد رئيس المشروع، أن مرحلة وضع الأعمدة الحديدية و الدعامات لم يبق منها سوى 5 بالمائة بينما وصلت نسبة الأشغال على مستوى الهيكل المعدني الذي يغطي الملعب و كذا وضع المفاصل الزلزالية إلى 80 بالمائة، و تبقى أعمال البناء و التلبيس مستمرة.
توسيع طرق العاصمة بلغ 70 بالمائة
ستتدعم ولاية الجزائر في مجال الطرقات بطريق ولائي يربط جنوب غرب الولاية بالضبط منطقة “البليدة، بوفاريك، الكاليتوس و مفتاح بالمطار الدولي الجديد”حيث يقدر طول المسلك الرابط حوالي الــ 7 كيلومترات، و وصلت نسبة الانجاز إلى 70 بالمائة إضافة إلى أن الأشغال الفنية شهدت تقدما بنسبة 65 بالمائة، حسب مصادر إعلامية نقلتها عن مدير الأشغال العمومية بالعاصمة، وأوضح نفس المصدر أن من أهم العراقيل التي اعترضت المشروع هي الأراضي الفلاحية المحيطة بالمشروع، حيث استوجب على المديرية تعويض الفلاحين وخصصت لهم ميزانية قدرها 100 مليار سنتيم، فيما كلفت الكيلومترات السبعة ما قيمته 3 مليار دج.
كما يسجل إقليم الولاية توسعات عدة في الطرقات كتلك الرابطة بين حي شاطوناف وسط الأبيار و الشراقة، و سيدي فرج، توسعة الطريق الرابط بين المرادية و رياض الفتح و الطريق الرابط بين شارع طرابلس بحسين داي و الجامع الكبير بالمحمدية و الذي وصلت به الأشغال إلى الـ 50 بالمائة.
فلة سلطاني – ياسين.سوداني