تعمل الجزائر على تسريع الانتقال الطاقوي بالإعتماد أكثر مستقبلا على الطاقات النظيفة والمتجددة، ويعتبر مشروع محطات الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميجاواط، الذي تم أمس، واختيار 77 عرضا تقنيا لإنجازه، مرحلة أولى لتجسيد البرنامج المسطر لتطوير الطاقات المتجددة في الجزائر، والذي يتمثل في إنجاز 15 جيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في آفاق 2035.
وضعت الجزائر ضمن خططها المتعلقة بتنويع مصادر الطاقة والتحول نحو الطاقات الجديدة والنظيفة، هدف الوصول إلى إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2035، وهناك مناقصات جارية لتركيب محطات طاقة شمسية في عدة مناطق بالبلاد، كما تم الشروع في اختيار عدد من العروض التقنية الخاصة بهذه المشاريع.
ويعد مشروع محطات الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميجاواط، الذي تم أمس، اختيار 77 عرضا تقنيا لانجازه، بعد أن قبلت اللجنة المكلفة بفتح أظرفة العروض المتعلقة بالمناقصة الوطنية والدولية التي أطلقها مجمع “سونلغاز” لإنجاز المشروع، هذه العروض التي قدمت من بين 90 تقدمت بها شركات جزائرية وأجنبية، كأول مرحلة لتجسيد البرنامج الطموح لتطوير الطاقات المتجددة في الجزائر، والذي يتمثل في إنجاز 15 جيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في آفاق 2035.
كما أن المشروع الذي أطلقه مجمع سونلغاز، يهدف إلى بإنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، تتراوح قدرتها من 80 إلى 220 ميغاواط، موزعة عبر 12 ولاية من الوطن، كما يعد فرصة للشركات الوطنية الخاصة والعمومية، لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال الطاقات المتجددة، سواء في مجال الإنجاز، مجال تصنيع المعدات أو في مجال الخدمات أو مختلف المجالات ذات الصلة.
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الطاقوي، أحمد طرطار، أن مشروع محطات الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميجاواط، “يكرس توجه الجزائر للسنوات القادمة والمتعلقة بعملية الانتقال الطاقوي، بالنظر للقدرة الطاقوية التي سوف ينتجها، ويقدم طاقة بديلة من شأنها أن تعوض الطاقات الأحفورية، ويمنح مكانة واعدة للجزائر من خلال هذه المشاريع”.
وأضاف طرطار في تصريح لـ”الجزائر” أن “المشروع اعد ومن شأنه أن يؤدي إلى تنويع مصادر الطاقة، ويعطي مكانة مرموقة لشركة سونلغاز بكونها الشركة التي تدير المشروع، من خلال إشرافها أو من خلال الشركات الفرعية التابعة لها المساهمة في المشروع”.
وأشار طرطار إلى أن هذا المشروع سينطلق بـ2000 ميغاواط، وسيواصل إلى أن يبلغ نهاية السنة الجارية إلى حدود 6 آلاف ميغاواط، وهو رقم حسب المتحدث ذاته معتبر ، وله أهمية كبيرة، باعتبار أنه لا يمكن الشروع مباشرة في تتويج هكذا مشاريع بهذا الحجم.
واعتبر الخبير الاقتصادي أن “التخطيط المحكم للسلطات المعنية لعملية الانتقال الطاقوي، والوصول إلى طاقة بديلة ستتكرس شيئا فشيئا من خلال هذا المشروع الذي كان في البداية في حدود 1000 ميغاواط، وتحول إلى 2000 ميغاواط و سيصل إلى 6 ألاف ميغاواط ليصل إلى 15 ألف ميغاواط في 2035.
من جانبه، اعتبر الخبير الطاقوي، محمد حميدوش، أن “تنويع مصادر الطاقة أصبح أكثر من ضرورة، والتوجه نحو الطاقات النظيفة الخيار الأفضل”، ويرى أن “تحقيق خطوات كبيرة في هذا المجال سيضمن التزود بالطاقات لسنوات طويلة”.
وأضاف حميدوش لـ”الجزائر” أن “نجاح المساعي في التحول الطاقوي يحتاج إلى وضع توجه استراتيجي دقيق”، كما اعتبر أن “إنتاج الطاقة مهم لكن الأهم منه يكمن في مدى مساهمة الشركات الوطنية -خاصة وعامة- وكذلك مراكز البحث العلمي في الجزائر في المشاريع الطاقوية”.
ويرى أن تحقيق هذه المشاريع يحتاج إلى شركات رائدة ومتخصصة في هذا المجال، ما يستدعي –حسبه- ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بتطوير البحث العلمي ووضع دراسات دقيقة عن كل مشروع.
للإشارة، فقد أشارت مناقصة المشروع، التي افتتحت الأظرفة الخاصة بها أول أمس، بإشراف من وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اهتمام 140 مترشحا -فرادى أو مجموعات- قاموا بسحب دفتر الشروط، من بينهم 34 مؤسسة جزائرية و106 مؤسسة أجنبية من 20 بلدا.
وسيتم في شهر سبتمبر المقبل، فتح أظرفة مشروع “سولار 1000” للشركة الجزائرية للطاقات المتجددة “شمس”، مع إطلاق مشروع 3000 ميغاواط ابتداء من شهر نوفمبر 2023.
رزيقة. خ
الرئيسية / الاقتصاد / في انتظار فتح مناقصات لمشاريع مماثلة في سبتمبر ونوفمبر القادمين:
مشروع محطات الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميغاواط.. بداية الإنتقال الطاقوي
مشروع محطات الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميغاواط.. بداية الإنتقال الطاقوي