استحضرت جمعية مشعل الشهيد أول أمس، روح الرئيس الراحل محمد بوضياف احتفاء بمئوية ميلاده، حيث استذكر الحاضرون مناقب الراحل، في وقفة عرفان وتكريم للرئيس الراحل احتضنها قصر الثقافة “مفدي زكرياء”، أبرز خلالها المشاركون خصال الفقيد ونضالاته إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال.
وقد أشاد ممثل المنظمة الوطنية للمجاهدين، اعمر الحافظي، بخصال الفقيد، مشيرا إلى أن محمد بوضياف شخصية وطنية بامتياز وكان في طليعة المناضلين الذين تحملوا مسؤولية تحرير الوطن من نير الاستعمار الفرنسي الغاشم وتقلد مسؤوليات في الدولة عن كل جدارة واستحقاق، مضيفا أنه كان حاضرا في مراحل النضال، وقدم حياته للوطن، واليوم لسنا أمام الاحتفاء بالذكرى المئوية لميلاده، وإنما هي فرصة للتحسر والبكاء على الفقيد الذي خسرته الجزائر والشعب الجزائري الأبي.
وبحضور أفراد من عائلة الراحل محمد بوضياف ورفقائه في الكفاح وبعض الشخصيات الوطنية، تم بث وثائقي موسوم “على آثار بوضياف” للمخرج عبد المجيد سلامنة والذي أبرز من خلاله شهادات مجاهدين وأفراد من عائلة الفقيد تاريخه الثوري وكفاحه ضد الفساد عقب توليه منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة سنة 1992، حيث تطرق العمل إلى معمل بوضياف للآجور بالمغرب، تفاعل في العمل الوثائقي العديد ممن عرفوا من الرئيس الراحل عن قرب على غرار عمال المصنع المغاربة الذين كانوا يعملون عنده، وشهادات حية للمجاهدين من بينهم المجاهد عبد الحميد زردوم، على زعموم… الخ.
وأبرز الوثائقي، الخرجات الجريئة للرئيس السابق للجزائر، ونيته الجدية للقضاء على الفساد، من خلال تصريحاته التي يؤكد فيها على خدمته المتفانية للشعب وإصراره على التغيير والقضاء على الفساد والمفسدين والمافيا، ونصرته للشعب الذي فقد الثقة في السلطة آنذاك، وهو الأمر الذي جعل فترته لم تدم إلا 6 أشهر، لكنها كانت حافلة بالمواقف والإنجازات، فقد أسس خطابا لمحاربة الفساد والتشدد، ووعد بإصلاحات سياسية عميقة تعزز دولة القانون، والحقوق الفردية والجماعية، وتمنح تكافؤ الفرص، وتحقّق العدالة الاجتماعية.