السبت , سبتمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / فيما يعرف التسوق عبر الانترنت انتعاشا:
مصاعب التبضع في زمن “كورونا” تتزايد !

فيما يعرف التسوق عبر الانترنت انتعاشا:
مصاعب التبضع في زمن “كورونا” تتزايد !

إذا كان التبضع قبل ظهور وباء “كورونا” في العالم، بمثابة متعة لدى البعض، وتسلية وترفيه لدى البعض الآخر، فقد تحول اليوم بعد تفشي الفيروس، إلى كابوس ورحلة كلها مخاطر وخوف، كما أصبح مهمة جد صعبة ومتعبة حتى بعد العودة إلى المنزل، لأن الخطر يبقى قائما حتى بعد دخوله، بسبب تلك المشتريات والتي تتطلب لإزالة الخطر مهمة لا تقل صعوبة عن سابقتها، وهي”التعقيم”، والتي تحتاج إلى تعلم كيفية القيام به، فكل منتج وله طريقته الخاصة في التعقيم حتى لا يتعرض للتلف أو يتحول بعد استخدامه أو تناوله إلى منتج سام قد يعرض صحة صاحبه إلى خطر.
من منا لا يحب التبضع والذهاب إلى اقتناء المشتريات، فإذا كان قلة قليلة من البشر لا يحبذون النزول إلى الأسواق والمراكز التجارية، فإن الغالبية العظمى مهووسة بذلك، ولا يقتصر الأمر فقط على جنس دون آخر، فالرجال كما النساء يرغبون دائما في التبضع، فالكثير من الناس يعتبرون التسوق أو التجول في المراكز التجارية سواء لاقتناء أشياء أو حتى من دون اقتناء ولا سلعة متعة كبيرة، والبعض الآخر يراها كرحلة للتسلية والترفيه قليلا عن النفس، خصوصا العائلات، فهي كثيرا ما تصطحب أبنائها عند التوجه للأسواق أو المراكز التجارية كنوع من الترفيه عن الأبناء و تغيير جو المنزل وإتاحة فرصة لهم للعب.
كما أن التسوق قد يعد أيضا علاجا للاكتئاب أو التوتر، حتى أن بعض المختصين في علم النفس ينصحون المرضى بالتوجه للمراكز التجارية واقتناء الملابس أو أشياء يحبونها لتحسين مزاجهم، وهذا ما نجد أغلب النساء يقمن به، فهن يتعبرن أن الذهاب للتبضع، ومهما كانت طبيعة المنتج الذي يقتنينه سواء ذو قيمة أو لا فهو يحسن من مزاجهن.
غير أن التبضع في زمن “كورونا” اختلف كثيرا قبل ظهور هذا الوباء الذي خلق رعبا عالميا بسبب خطورته وسرعته انتشاره وحصده لمئات الآلاف من الأرواح عبر العالم، وفي الجزائر تسبب بوفاة إلى حد كتابة هذه الأسطر 415 شخصا، وتسجيل ما يزيد عن 3127 إصابة مؤكدة، حيث تحولت مهمة التبضع اليوم إلى كابوس مرعب، ورحلة محفوفة بالمخاطر، فمن يقوم اليوم بالذهاب لاقتناء المشتريات كمن هو ذاهب إلى ساحة معركة، إذ يتوجب عليه التسلح وأخذ كل المعدات، قبل أن يخطو خطوة خارج البيت، من لبس للكمامات والقفازات، ووضع معقمات بالجيب، كما أنه يتوجب أن يكون حذرا للغاية في التعامل في السوق مع الباعة أو المتبضعين الآخرين، كترك مسافة كافية بينه وبينهم، والابتعاد عن الأماكن التي تشهد اكتظاظا، ما يجعل من هذه المهمة مرهقة للغاية جسديا وعصبيا.
و قد لا تنتهي هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر بمجرد دخول الشخص الذي قصد السوق للتبضع إلى منزله، حيث أن الخطورة تبقى موجودة إذا ما لم يتم التعامل بحذر مع تلك المشتريات، ووجب تعقيمها بالطريقة الصحيحة وبالمواد المخصصة لذلك وبعناية فائقة، وهي أيضا ليست بالمهمة السهلة، إذ وجب أن يكون صاحب المهمة على دراية بالآثار التي قد تسببها مواد التعقيم على مختلف المنتجات خصوصا على الخضروات والفواكه والتي وجب التعامل بها أثناء تعقميها بحذر حتى لا تتعرض للتلف أو أن تتحول إلى منتجات سامة قد تهدد صحة من يستهلكها، والأمر نفسه بالنسبة لباقي المواد الاستهلاكية الأخرى.

تجارب عائلات واحتياطاتها أثناء تبضعها وبعد عودتها للمنزل
“الجزائر” نقلت تفاصيل حياة بعض المواطنين من الجزائر العاصمة والبليدة أكثر ولايتين متضررتين من الوباء، والنصائح التي يتبعونها أثناء التبضع للحفاظ على صحتهم وصحة عائلاتهم، وكيف يتم التعامل مع المشتريات وتعقيمها.
“هناء” مواطنة تقطن بولاية البليدة، وباعتبار هذه الولاية أكثر المناطق المتضررة من فيروس “كوفيد 19” فإن معدل الخطر أثناء الخروج من المنزل، مرتفع مقارنة بباقي المناطق، وتخبرنا هناء تقول “وكما هو معلوم فولاية البليدة أكثر المناطق تضررا بوباء “كورونا”، وقد تم وضعها بالحجر الصحي الكلي ثم خففت السلطات الإجراء عنها قليلا بدخول شهر رمضان الفضيل، ورغم أن الحركة مقيدة نوعا ما إلا أن هذا لا يحد من خطورة تلقي العدوى”، وتضيف قائلة: “في العائلة الفرد الوحيد المسموح له بالتبضع هو أبي، ولكن رغم هذا فأحيانا يضطر أحد أخوتي للخروج من المنزل لاقتناء ما قد يلزمنا، وعند عودتهم إلى المنزل، أبدأ عملية التعقيم بعدما تقاسمت مع الوالدة أعباء المنزل، حيث تتكفل هي بالطبخ، أما أنا فمهمتي تعقيم المنزل وكل من يدخل إلى البيت من الخارج، سواء مشتريات أو أشخاص، حيث استلم المشتريات من الوالد أو الأخ وأسرع بوضعها في الشرفة التي خصصناها فقط لهذا الغرض، وبعدها أقوم بتعقيم يداي قبل أن أتوجه لمن يزال واقفا أمام الباب، حيث استلم منه معطفه وآخذه إلى المكان المخصص لتعقيمه، تم يتوجه المعني مباشرة إلى الحمام لأخذ حمام ساخن، بعدها أتوجه لتعقيم المشتريات التي كنت قد وضعتها في الشرفة، وبعد الانتهاء من ذلك أعاود تعقيم الأرضية”، وتقول هناء أن هذه العملية “قد أرهقتها كثيرا وجعلتها تعيش في شك دائما من إن كانت بالتعقيم جيدا أم لا”.
أما هاجر وهي تقطن بالعاصمة، فتقول أن يومياتها “لا تختلف كثيرا عن يوميات هناء إلا في اختلاف بسيط، فهي تفضل مرافقة زوجها أثناء التبضع، لأنها تحرص كثيرا على نوعية المنتجات التي تشتريها، وحتى تتأكد من التزام زوجها بتوجيهات الوقاية خصوصا وأنه يرفض وضع الكمامات، وتفضل هاجر لو أنه يتم تعميم التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الأنترنت حتى يقلل المواطنون الذهاب للأسواق وتقل بذلك خطورة انتقال عدوى الفيروس”.

التسوق عبر الشبكة العنكبوتية تنتعش
ورغم أن التسوق عبر الإنترنت، لا يعد منتشرا في الجزائر، حيث تعرف عددا قليلا من المواقع التي تتيح للزبائن التعرف على المشتريات واقتنائها عبر الإنترنت، كما أنه يوجد عدد قليل من “سوبرماركت” التي تقدم خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل بعد أن يتصل الزبون بها لتحديد قائمة المشتريات، إلا أن الملاحظ في الفترة الأخيرة ومنذ انتشار فيروس “كورونا” في الجزائر، قد ارتفع عدد هذه المواقع، كما ارتفع عدد المحلات التي تؤيد فكرة توصيل الطلبات للزبائن في منازلهم، بعد أن سلكت العديد من المؤسسات وحتى المحلات هذا الطريق، وخلقت منافسة فيما بينها حول تحسين هذه الخدمة، ولم يقتصر هذا الأمر على منتوج محدد بعينه كالمواد الغذائية أو الأجهزة الالكترومنزلية، فقد عمت على مختلف السلع والمنتجات، والمتصفح لهذه المواقع سيجد كل أنواع المنتجات أصبحت متاحة للمواطنين لاقتنائها عبر الانترنت أو الاتصال عبر الهاتف لتحديد المنتوج ليقوم بعدها صاحب المحل بتوصيله إلى المنزل.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super