جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
وجه وزير الداخلية نور الدين بدوي تعليمات صارمة للولاة، وحذرهم من التقاعس عن أداء واجبهم بالشكل المطلوب، وطالبهم بضرورة خلق نشاطات اقتصادية للرفع من الميزانيات المحلية، والاستعداد المسبق لمواجهة المخاطر الطبيعية والأوبئة التي قال إنها بمثابة إنذار يتطلب عدم التهاون في الوقاية منه من المسؤولين المحليين، كما دعاهم إلى وقف التبذير.
وقال بدوي، لدى إشرافه على تنصيب ولاة الجمهورية الجدد، أول أمس، انه يتطلب على الولاة عدم التقاعس في تسيير الشأن العام المحلي، و أن عليهم التكفل الجدي بانشغالات المواطن، و أضاف قائلا”عليكم جميعًا أن تكونوا على أعلى درجة من الوعي بما ينتظركم في الميدان”، و أكد أن” عهد الاعتماد الكلي على مخصصات ميزانية الدولة قد ولى، إن ما ننتظره منكم هو المبادرة بخلق نشاطات اقتصادية فعلية تتناسب ومكنونات ولاياتكم وخصوصياتها”، ودعا إلى وقف التبذير وحصر نفقات التسيير من خلال تصويب الأولويات في الميزانيات المحلية فلا مجال للاستمرار، حسبه، في استثمارات لا طائل منها في المرافق الإدارية والتجهيزات المختلفة، مشددًا في السياق:” إن ما يُعقد من آمال مواطنينا هي مسؤوليات وأمانات معلقة على رقابكم جميعًا، فصونوا الأمانة و احفظوا الوديعة وانهضوا بولاياتكم نحو غد أفضل”.
“عودة الأوبئة إنذار لنا”
من جانب آخر، تطرق بدوي إلى ملف المخاطر الطبيعية و الأوبئة، و أمر الولاة بوضع الإستراتيجية الوطنية للوقاية ومواجهة مخلفات المخاطر الطبيعية والصناعية الكبرى ضمن أولويات نشاطاتكم لمواجهة التحولات المناخية كالفيضانات والزلازل وانزلاقات للتربة بالمناطق الجبلية، وشدد على انه”لا يمكن الاستمرار في التعامل مع الوضع بسلبية والتدخل بعد حدوث الكارثة، تسلحوا بالاستباقية في العمل وإنضاج أفكاركم ومشاريعكم التنموية”.
كما دعا بدوي الولاة والولاة المنتدبين الجدد، إلى ضرورة الحرص على النظافة العمومية وجاهزية الشبكات، “مصداقيتكم لا تبدأ بتشييد البنايات العالية والصروح الفخمة بل تبدأ من قدرتكم على تنظيف الإطار المعيشي للمواطن و تحسينه” و أضاف قائلا”فلولا بعض النقائص التي شاهدناها هنا وهناك في التكفل بنظافة مدننا وتطهير مختلف منشآت قطاع الري لما كان للفيضانات الأخيرة أثرها الذي كان”، و اعتبر أن “عودة بعض الأوبئة ولو بحجم محدود ومتحكم فيه إلا أنه بمثابة إنذار لكل منا بضرورة عدم التهاون في الوقاية من مسببات هاته الأوبئة”، مضيفا “فمن غير المعقول أن يتنقل منتخب أو مسؤول في ربوع مدينة أو ولاية تعتريها العديد من نقائص النظافة والصحة العمومية، دون أن يسترعي ذلك اهتمامه ودون أن يحرك فيه وازع الخدمة العمومية”.
في موضوع آخر، أكد وزير الداخلية على ضرورة حماية الأراضي الفلاحية والعمل على استغلالها وترقيتها، وتوجيه آليات التسيير للشأن العمراني وللمرافق القاعدية لمطابقتها مع توجهات هذا المخطط، وشدّد على أن الدولة عازمة على مواصلة الجهد ومواصلة التضامن مع المواطنين بالعمل على التحسين من إطارهم المعيشي بتقريب خدمات المرافق العمومية على اختلافها منهم، وتحسين مستوى معيشتهم بمواصلة الجهد في تحقيق مكاسب اجتماعية جديدة لمختلف شرائح المجتمع لاسيما المحرومة منها”.
“على الولاة التفطن لإفشال المؤامرات التي تحاك ضد البلاد“
و تطرق بدوي في كلمته إلى دور الولاة في حماية البلاد من المؤامرات إضافة إلى توعية المواطنين بذلك بالقول” ” ما يترصد بالبلاد من مخاطر على حدودها، وفي عمقها من طرف حفنة من المناورين والخونة ممن يستثمرون في معاناة بعض المواطنين، يقتضي منكم التفطن والحرص كل الحرص لتفويت الفرص على هؤلاء، وكونوا حصونا منيعة الأسوار في وجه المؤامرة والمغامرة”.
في حين تابع توصياته للولاة ” تواصلوا مع المواطن بكل السبل إعلاميًا ومن خلال لقاءاتكم المكثفة وتمثيليات المجتمع المدني لا تتركوا متسعا للمشككين، افتحوا للمواطن مكاتبكم وقلوبكم، قاسموه أفكاركم ومشاريعكم، واعرضوا عليه منهجيتكم، فهو من سيشد على أيديكم ويتفهمكم ويسندكم، أما الدوائر الضيقة المغلقة فلن ولم تكن يوما الحل”.
“الولاة مدعوون لإعادة الاعتبار كليا للمدرسة”
من جانب آخر شدد بدوي على ضرورة، إعادة الاعتبار للمدرسة كليا و تغيير حالها في وقت قياسي، و اعتبر أن هذا تحدي الجميع، ودعا الولاة إلى جعل هذا الملف في طليعة اهتماماتهم، وطالبهم بضرورة صيانة المدارس التي تعرف تدهورا في هياكلها و تجهيزاتها، وتحسين خدماتها من وجبات للتلاميذ و التدفئة.
رزيقة.خ