الخميس , سبتمبر 19 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / سفير القاهرة تولى لوحده الرد على التقارير :
مصر تنفي خلافاتها مع الجزائر بشأن الأزمة الليبية

سفير القاهرة تولى لوحده الرد على التقارير :
مصر تنفي خلافاتها مع الجزائر بشأن الأزمة الليبية

أحدثت الخرجة الإعلامية المتكررة للسفير المصري في الجزائر عمر أبو عيش بعض من الأسئلة حول حقيقة الدور المتضارب بين الجزائر ومصر في ليبيا، رغم نفي سفير القاهرة وجود خلاف مع الجزائر في ليبيا إلا أن الكثير من التقارير الإعلامية لا تزال تشير إلى وجود خلافات دبلوماسية غير معلنة بين الطرفين.
ولكن هناك بعض القراءات في الجزائر، لا تزال تعتقد أن هناك حقيقة عدم توافق جزائري مصري في ليبيا، وأن القاهرة لديها أجندتها الخاصة في هذا البلد، على عكس الجزائر التي تعمل على إيجاد حل سياسي توافقي بوقوفها على تماس واحد مع جميع الأطراف المتحاربة في الجارة الشرقية.
يرى الدكتور عبد الرحمن بن شريط الأستاذ الجامعي المختص في العلاقات الدولية أن تصريحات السفير المصري بالجزائر ” لا تعكس الواقع ولا تنفي حقيقة وجود عدم تطابق للمواقف بين الجزائر ومصر بخصوص حلحلة الأزمة في ليبيا “، واعتبر الأستاذ بن شريط في اتصال معه أن موقف الجزائر ” ثابت ومتميز ومبني على الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا ورفضه للتدخلات الخارجية خاصة ذات الطابع العسكري “، في الوقت ذاته يوضح المتحدث على أن القاهرة تعتمد على طرف على حساب أطراف أخرى وفق أجندة إقليمية وهذا ما تقوم به مصر من خلال دعمها السياسي والعسكري للمشير الليبي خليفة حفتر الذي وصفه بالرجل الذي ” لا يحترم الشرعية في ليبيا ويسعى للسيطرة على الحكم بأي طريقة “.
وفي صورة معاكسة لهذا الموقف سبق أن أفاد المحلل السياسي المصري محمد حامد في تصريح سابق لـ ” الجزائر ” أنه ” لا يرى خلافا جذريا بين مصر والجزائر، فالرئيس السيسي قام بأول زيارة خارجية له كانت للجزائر. إذن ليس خلافا بل يمكن القول إنه تباين في الآراء في الملف الليبي ولكن هناك إجماع واتفاق على ضرورة عودة الاستقرار إلي ليبيا واستعاده الدولة الليبية من براثن الفوضى “.
وكان السفير المصري عمر أبو عيش في الجزائر قد كذب مجمل التقارير والتحليلات التي لطالما أكدت وجود خلافات بين الجزائر ومصر، معتبرا أن العلاقات الثنائية ” تسير في منحى جدي ومتميز “. وقال السفير في تصريحات صحفية إنه ” يكفي للدلالة على قوة العلاقات، أن الجزائر كانت أول دولة زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما تولى المسؤولية، وإذا ما اتخذنا من المسألة الليبية مثالا، نجد أنها عامل مشترك يفرض على البلدين تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى بينهما، فمن مصلحة البلدين أن تظل ليبيا دولة، وأن تكون هنالك حكومة شرعية ومؤسسات قوية “.
وذهب مسؤول الدبلوماسية المصرية للقول أن ” فكرة التدخل العسكري أمر مرفوض من كلا البلدين، وما تردده بعض المصادر الإعلامية عن وجود خلافات أو اختلافات هي مسائل غير حقيقية، تتناقض مع لقاءات مسؤولي البلدين حيث يطرح كل طرف رؤيته، وتتم مناقشة كافة التفاصيل وسبل تحرك كل طرف وكيفية التوصل لحلول بشأنها “.
وبشأن الضربات الجوية المصرية في ليبيا، رفض السفير المصري ” وصفها بالتدخل العسكري “، قائلا ” يجب أن نضع الأشياء في سياقها السليم، الضربات التي وجهتها القوات الجوية لم تكن على الليبيين أو ضد مؤسسات ليبية، بل كانت بتنسيق كامل مع مؤسسة الجيش الليبي الوطني وليس مع المليشيات، وقد استهدفت هذه الضربات معاقل إرهابية ” . كما أشار الدبلوماسي المصري إلى ” اعتراف مصر بحكومة فائز السراج، ودعمها لحكومة الوفاق الوطني،إلى جانب دعمها للجيش الوطني الليبي ليس لشخص بعينه، وإنما باعتبار الجيش مؤسسة وطنية “.
ولطالما تحدثت تقارير إعلامية دولية عن خلافات بين الجزائر والقاهرة بخصوص حل الأزمة الليبية، ومستقبل الحكم فيها، معتمدة على الدعم المصري الكبير واللامحدود لجنرال الجيش الليبي خليفة حفتر في الشرق في وقت أن الجزائر تتعامل معه بصورة محدودة وتكثر بالمقابل من تفاعلها الدبلوماسي مع الحكومة المعترف بها دوليا، من خلال استقبالها المتكرر لفايز السراج رئيس الحكومة والتعاطي مع وزراءه في اللقاءات الدولية، كما يجب التذكير أنه في آخر لقاء لوزراء خارجية دول جوار ليبيا بالجزائر، كان هناك تسريب لخلاف ظهر بين الجزائر ومصر، هذه الأخيرة التي عبرت عن رفضها لتواجد الإسلاميين في مستقبل الحكم في ليبيا وعلى رأسهم الإخوان المسلمون، الذين تضعهم الحكومة المصرية على لائحة التنظيمات الإرهابية التي من ” الحرام ” التعامل معها أو الإعتراف بها. وهنا تكمن نقطة الخلاف بين الطرفين الجزائري والمصري الذين تربطهما ما عدا المشكلة الليبية، تفاهمات وتطابق وجهات النظر منذ سنوات في عديد القضايا المطروحة على النقاش في الساحة العربية، هذه النقاط هي التي اتكأ عليها سفير جمهورية مصر العربية للتأكيد على متانة العلاقات الجزائرية والمصرية، محاولا إبعاد نقاط الظل منها خاصة في الأزمة الليبية التي طال أمدها، ولم تفلح كل المحاولات الإقليمية والدولية في إيجاد مخرج لها.
إسلام.ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super