عرض كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والاحصائيات بشير مصيطفى الخميس الماضي بتونس لتجنب عجز التبادل التجاري العربي مستقبلا، مقاربة مبنية على إعادة النظر في نظام الأفضليات التجارية المطبق في المنطقة العربية للتجارة الحرة منذ العام 2005 وذلك بإطلاق صندوق تعويض الدول العربية المتضررة من تحرير التجارة مع إنشاء وحدة لليقظة الاستراتيجية ضمن هياكل جامعة الدول العربية قصد تتبع إشارات الأسواق الاقيمية والدولية أفاق الفترة 2030 – 2050 . وتوقع كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والاحصائيات بشير مصيطفى الخميس الماضي بتونس تفاقم عجز التبادل التجاري البيني العربي خلال الـ 15 سنة القادمة، بسبب تراجع أسعار النفط والمواد الأولية مع زيادة أسعار الواردات الغذائية في أغلب الدول العربية. وأضاف مصيطفى في عرضه أمام المشاركين في مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي الذي احتضنته تونس نهاية الأسبوع الماضي والمنظم بالشراكة بين جامعة الدول العربية ومعهد التخطيط العربي بأن حجم التجارة البينية العربية لا يزيد عن 146.6 مليار دولار مقارنة باجمالي التجارة الخارجية العربية التي تقاس بـ 2118 مليار دولار ما يعني مؤشرا ضعيفا عند عتبة 6.9 بالمائة وهو الأضعف عالميا ضمن المناطق الاقتصادية. ولتجنب هذا المشهد المتشائم، عرض كاتب الدولة الأسبق مقاربة مبنية على إعادة النظر في نظام الأفضليات التجارية المطبق في المنطقة العربية للتجارة الحرة منذ العام 2005 وذلك بإطلاق صندوق تعويض الدول العربية المتضررة من تحرير التجارة مع إنشاء وحدة لليقظة الاستراتيجية ضمن هياكل جامعة الدول العربية قصد تتبع إشارات الأسواق الاقيمية والدولية أفاق الفترة 2030 – 2050 . أما المقاربة الثانية فتعتمد على الشراكة الاستراتيجية بين الحكومات العربية والقطاع الخاص في مجال تمويل المشروعات ذات العائد التجاري المرتفع والأثر على مؤشري النمو والجباية حيث بات من الضروري العمل المشترك على مسارات رأس المال الوطني بشقيه العام والخاص وفق رؤية جديدة هي رؤية التكامل . وفي هذا الاتجاه عدد مصيطفى أمام المشاركين أهم المشروعات ذات القيمة الرأسمالية المهمة في عدد من الدول ومنها الجزائر والتي يمكن تمويلها بواسطة الصناديق المخصصة للتنمية بالشراكة مع القطاع الخاص بشرط فتح الصفقات العمومية وصفقات البنية التحتية أمام جميع المستثمرين بغض النظر على طبيعة رأس المال وفق ميثاق سياسي وأخلاقي سماه مصيطفى بميثاق الشراكة الاستراتيجية . كما أوصى مصيطفى من تونس بإطلاق فريق عربي للتفكير الاستراتيجي يتبناه المعهد العربي للتخطيط بالكويت وتموله جامعة الدول العربية أو صناديق التنمية المشتركة.
نسرين محفوف