استمر مضيفو الطيران أمس، لليوم الثاني على التوالي في شن إضرابهم، حيث عرف مطار الجزائر الدولي حالة من الفوضى بسبب تأخر الرحلات، في حين قضت محكمة الدار البيضاء، بعدم شرعية هذا الإضراب وضرورة توقيفه.
وعرف مطار الجزائر الدولي أمس، تأخرا في عدد من الرحلات الداخلية والخارجية على غرار ما حدث أول أمس، حيث عجت قاعات الانتظار بالمسافرين، ويشن مضيفو الطيران منذ أول أمس، إضرابا مفاجئا عن العمل وجاء في بيان لهم عدد من المطالب التي دفعتهم إلى ذلك أهمها “عدم تطبيق الإتفاقيات الموقعة والمسجلة” إلى جانب ظروف العمل المؤسفة، عدم احترام ظروف العمل، البرمجة العشوائية للمضيفين، والإدارة السيئة.
إلغاء 40 % من الرحلات المبرمجة
وأكد الناطق الرسمي باسم شركة الخطوط الجوية الجزائرية أمين أندلسي، أن الإضراب الذي شرع فيه مستخدمو الملاحة التجارية دون إشعار مسبق انجر عنه إلغاء 40% من الرحلات المبرمجة، وأضاف ذات المسؤول أن نفس النسبة سجلت أول أمس الإثنين، حيث ألغيت 13 رحلة مبرمجة منها 10 دولية و3 رحلات داخلية، وحسب أندلسي فقد “نصبت الخطوط الجوية الجزائرية خلية أزمة منتصف نهار أول أمس الاثنين، مهمتها متابعة الإضراب ومحاولة تسيير الرحلات من خلال تعويض الرحلات الملغاة برحلات تستخدم فيها طائرات ذات سعة أكبر لاستيعاب أكبر عدد من المسافرين”.
توقيف 62 مضيفا
وأكد أندلسي لوكالة الأنباء الجزائرية أن المستخدمين الذين دخلوا في حركة احتجاجية وعددهم 62 قد تم توقيفهم بصفة تحفظية، وأضاف ذات المسؤول أن المحضر القضائي “أثبت حالة شغور 62 منصب عمل نتيجة الإضراب، مؤكدا أن الإجراءات القانونية اللازمة ستتخذ ضد المضربين.
وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد اعتبرت في بيانها أول أمس أن إضراب مستخدمي الملاحة التجارية “غير شرعي”.
وجاء في البيان “أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية تواجه أول أمس إضرابا غير شرعي لمستخدمي الملاحة التجارية” و”أنها لن تتسامح مع من توقف عن العمل و الاكتفاء بالإشعار عن طريق رسالة نصية قصيرة دون احترام الإجراءات التنظيمية السارية المفعول الخاصة بالحق في الإضراب “، وذكرت الشركة في ذات البيان إنها تؤدي خدمة عمومية وأنها تشبه هذه الطريقة بـ”احتجاز للزبائن”.
الجوية الجزائرية تؤجر طائرتين لشركة طاسيلي
ولجأت الجوية الجزائرية لكراء طائرتين تابعتين لطيران “الطاسيلي” لمواجهة إضراب المضيفين المستمر ، حيث ستؤمن الطائرتين 4 رحلات دولية نحو فرنسا خصوصا.
وأفاد محمد شارف مستشار الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية في تصريح للصحافة” أن الشركة تعتبر إضراب مستخدمي الملاحة التجارية (المضيفين) غير شرعي تماما ولم يستوف الشروط القانونية للإضراب على غرار الإشعار المسبق (8 أيام).
وأوضح محمد شارف أن عددا من المضيفين المضربين حاول منع زملائه الرافضين للحركة الاحتجاجية من اللحاق بمناصب عملهم في منطقة التوزيع والاستغلال.
وكشف المتحدث عن تأجير الشرطة لطائرتين تابعيتين لطيران الطاسيلي فرع سوناطراك، حيث ستؤمن الطائرتان 4 رحلات دولية وستكون الوجهة على الأرجح فرنسا (التي تعرف الطلب الأكبر).
نقابة ملاحي الطيران تعتذر للمسافرين وتؤكد استمرار الإضراب
اعتذرت النقابة الوطنية لملاحي الطيران التجاري الجزائري على ما عبّرت عنه بانزعاج المسافرين وزبائن شركة الخطوط الجوية الجزائرية، على خلفية الحركة الاحتجاجية التي شنها ملاحو الطيران التجاري.
وكشفت النقابة في بيان لها، أن الإضراب الذي أقدم على تنظيمه موظفو الشركة، “يأتي عقب عدم استجابة الإدارة إلى المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة إليها، فضلا عن عدم الالتزام الاتفاقيات المتفق عليها في السابق”، موجهة رسالتها إلى الرأي العام الوطني، التي أشار البيان إلى ضرورة أن يعلم حقيقة الأمر وخلفيات الحركة الاحتجاجية.
وأوضحت النقابة في البيان ذاته بأنّ الحركة الاحتجاجية التي كان من المقرر أن تدوم لمدة 3 ساعات فقط لإسماع صوتهم لدى المسؤولين، اتخذت مسارا آخر، بررته النقابة بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة وتعاملها مع الوضع، من خلال توقيف حوالي 40 موظف عن العمل بما فيهم أعضاء في النقابة، وهو ما عبّرت عنه النقابة بـ”الحقرة” أدت إلى توقيف العمل تضامنا مع العمال المعاقبين بالوقف.
وحذّرت النقابة في سياق متصل من استعمال الإدارة الموظفين الجدد لضمان تواصل الرحلات الجوية للشركة، وهو ما أشارت إلى أنّه يعتبر خطر على سلامة الرحلات، من منطلق أن هؤلاء الموظفين لا يتمتعون بالخبرة الضرورية، بينما أضافت بأنه إلى غاية الآن لم تستمع الجهات المسؤولة لانشغال هذه الفئة ولم تلجأ إلى فتح باب للحوار.
العدالة تقضي بعدم شرعية الإضراب
في المقابل، قضت محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، بعدم شرعية الإضراب الذي شنه مضيفو الجوية الجزائرية، وأمرت بتوقيفه وعدم إعاقة نشاط الشركة.
وأوردت الصفحة الرسمية للشركة على “فيسبوك”: “بموجب أمر صدر في 18 فيفري 2020، أمرت المحكمة بإنهاء الإضراب الذي أطلقه مضيفي الطيران بالخطوط الجوية الجزائرية، والمبلغ بعدم إعاقة نشاط الشركة”.
فلة-س