تتكرر ظاهرة التبذير خلال كل رمضان من كل سنة، ورغم الظروف الحالية التي تعيشها البلاد كسائر دول العالم بسبب تفشي فيروس “كورونا” وإجراءات الحجر الصحي، والتي تسببت في تراجع مداخيل العديد من العائلات، لم يتخلص الفرد الجزائري من هذا السلوك الذي أصبح مصاحبا لشهر العبادة، فمظاهر التبذير لازالت موجودة رغم التراجع “الطفيف” المسجل لهذه السنة.
لا يختلف اثنان على أن الإسراف في شهر رمضان الفضيل من العادات المذمومة التي أصبحت مصاحبة ولصيقة به، ورغم أن الكثيرين يحاولون التخلص منها، لكنهم يبدو أن أنفسهم لا تطاوعهم ولا يستطيعون مقاومة كل ما تقع عليه أعينهم من مأكولات أو حاجيات، في حين أن آخرين أجبروا على تركها في ظل تراجع إمكانياتهم المادية إضافة إلى الغلاء المعتبر الذي تشهده معظم المواد الاستهلاكية.
ورغم أن الملاحظ أنه تم خلال هذا رمضان تراجع التبذير مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن الإسراف يبقى موجودا، سواء الاسراف في اقتناء مادة الخبز التي أصبحت القمامات مصيرها، أو باقي المأكولات الأخرى خاصة منها الحلويات، فلهفة الصائمين تدفعهم لشراء أضعاف حاجتهم اليومية.
ويرجع التبذير إلى عدم التحكم في ميزانية البيت وافتقار المواطن للثقافة الاستهلاكية، حسب رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، الذي أكد في تصريح لـ”الجزائر” أن الفدرالية “شددت في كل مرة على ضرورة تحلي المواطن بالثقافة الاستهلاكية وضرورة أن يقتني المواطن حسب حاجاته من جهة وحسب قدراته المالية”، وقال المتحدث ذاته، “للأسف هناك العديد من العائلات تضع كل مدخراتها في الأكل والإسراف في اقتناء حاجيات غير ضرورية”، وأضاف أنه “لابد على كل فرد أن يدخر الفائض”.
ويرى رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين إننا “لازلنا نستهلك بطريقة عشوائية، ولم نصل بعد إلى تحديد قائمة المشتريات في البيت قبل الذهاب إلى السوق، وهذا ما يجعل رب الأسرة يقتني عند ذهابه للسوق كل ما تقع عليه عينه”، وقال حريز إن “هناك فئة من الناس تكثر في الإسراف واقتناء أشياء ليست بحاجة إليها كلما زاد دخلها الشهري، وهذا خطا كبير، إذ على كل عائلة تحديد الأولويات وادخار ما تبقى”، وأشار حريز إلى فئة أخرى من الناس وهي التي تتبع الموجة وتريد أن تكون مثل غيرها من الفئات المقتدرة، وهذا أيضا خطأ كبير، فوجب على الفرد أن يستهلك وفق إمكاناته.
واعتبر حريز أنه “آن الأوان للفرد الجزائري أن يفكر جيدا، وأن يعمل على ادخار ما يزيد عن حاجته، لأن الوضع الاقتصادي للبلاد “حرج” وقد نشهد وضعا صعبا والدولة قد تصبح عاجزة حتى عن دفع قيمة الدعم الموجه للمواد الغذائية”.
من جانبه، أكد الإمام جلول حجيمي في تصريح لـ”الجزائر” على ضرورة أن “يتجنب المؤمن التبذير والإسراف في كل الأمور بما فيها الأكل”، مشددا على أن نصوص القرآن الكريم في هذا الشأن واضحة، وأن المسرفين هم “إخوان الشياطين”، وتابع حديثه، أنه “من الواجب على الفرد وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها أن يحسن التصرف في أمواله، وأن لا يجعل من الإسراف والتبذير عادة”.
ودعا من تزيد عنه حاجته عدم رميها، و إنما التصدق بها للأهل أو الجيران من ذوي الحاجة وأن تكون بأسلوب كريم يليق بالمؤمن.
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / فدرالية المستهلكين تدعو المواطنين إلى الإدخار :
مظاهر التبذير باقية رغم الظرف الاقتصادي الصعب!
مظاهر التبذير باقية رغم الظرف الاقتصادي الصعب!
فدرالية المستهلكين تدعو المواطنين إلى الإدخار :
الوسومmain_post