تشهد الطبعة الأولى لصالون التعبئة، التغليف والتوضيب المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، والذي تمتد فعالياته إلى غاية يوم غد، مشاركة نحو 50 شركة ناشطة في هذا المجال، وهي شركات ترفع التحدي لتغطية الطلب الوطني من مختلف مواد التغليف، وتعمل على تقديم ابتكارات في المجال، لتطوير الشعبة والمساهمة برفع جودة المنتوج الوطني من خلال جودة التغليف.
وفي جولة استطلاعية قامت بها “الجزائر” داخل أجنحة المعرض، تحدثت مع عدد من الشركات العمومية والخاصة، النشطة في مجال التغليف والتعبئة والتوضيب، حيث أكد مسؤولو هذه المؤسسات ومنها مؤسسات فتية لم يمض على تأسسيها ودخولها النشاط سوى بضعة أشهر، أكدوا رغبتهم القوية على تطوير مشاريعهم والدفع بها نحو الاستمرارية وتقديم أجود المنتجات التي يمكنها حتى منافسة المنتجات المستوردة في هذا المجال، إضافة إلى هدف آخر ويتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من الاستيراد في هذا المجال، لاسيما وأن هناك إمكانية كبيرة لبلوغ هذا الهدف.
ويعكس المعرض كذلك القدرات الكبيرة التي تتميز بها الشركات العارضة، إذ يتأكد للزائر وجود عدد كبير من الابتكارات، وبشكل خاص الابتكارات في مجال الاستدامة والحفاظ على الموارد، كاستخدام مواد جديدة أو مواد خام مستدامة أو زيادة كمية المواد المعاد تدويرها المستخدمة في التعبئة والتغليف.
منتجات شركة المنسوجات المتنوعة الجزائرية في مجال التغليف تلبي 80 بالمئة من احتياجات السوق الوطنية
أكد الرئيس المدير العام لشركة المنسوجات المتنوعة الجزائرية، التابعة لمجمع “جيتاكس” أوهيب عثمان، أن مشاركة المؤسسة في الصالون جاءت لتأكيد دورها في مجال التغليف، فهي شركة تنتج كل ما هو نسيج، من أفرشة وأغطية وغيرها، لكنها أيضا متخصصة أيضا في التغليف، حيث تقوم بصناعة أكياس التغليف البلاستيكية المصنوعة من البولي بروبلين، وكذا أكياس الخيش.
وأضاف أوهيب في حديثه مع “الجزائر” أن “الشركة توزع منتجاتها الخاصة بالتغليف المتمثلة في أكياس البلاستيك والخيش لمختلف الشركات التي تنشط في تعبئة مختلف المواد سواء كانت غذائية كالسميد والفرينة، حيث أشار إلى أن المطاحن والدواوين ومجمع الصناعات الغذائية “اقروديف”، تعتمد على نوعية الأكياس التي تنتجها شركة لتعبئة منتجاتها، وأكد أن الشركة تغطي أغلب الاحتياجات الوطنية في هذا المجال-80 بالمائة- كما أكد أن زبائن الشركة لا يقتصرون فقط على المؤسسات العمومية إنما أيضا على شركات خاصة.
وعن تموين الشركة بالمواد الأولية وإن كانت تشكلا عائقا أمام تطوير نشاط الشركة، قال الرئيس المدير العام، إن المادة الأولية التي تعتمد عليها الشركة في صناعة التغليف الخاصة بالأكياس البلاستيكية، هي البولي بروبيلين، والذي يتم استيرادها من عدة دول في شكل حبيبات، حيث أكد أن الشركة تسعى إلى تدارك هذا، خاصة وأن الجزائر بلد نفطي وهناك مشاريع لإنتاج هذه المادة للتخلص من الاستيراد، لاسيما وأن الشركة تحتاج فقط لهذه المادة الأولية، أما باقي عمليات التحويل إلى أكياس بلاستيكية، فتقوم بها بنفسها بوسائلها وإمكانياتها وبتكنولوجيات عالية تمتلكها.
أما كيس الخيش، فالمادة الأولية في صناعته يتم استيرادها هي الأخرى من بنغلاديش حسب شروحات أوهيب، الذي أضاف أنه بعد استيرادها كخيوط يتم تحويلها إلى أكياس تستعمل في تعبئة مختلف المواد ويتم تموين السوق بهذا النوع من الأكياس لمختلف الزبائن سواء الناشطين في المجال الفلاحي أو التغذية أو غيرها.
وأكد أوهيب أن منتجات الشركة مطلوبة بكثرة لدى زبائن بالوطن وبالخارج، عن طريق تصدير مختلف المنتجات الموضبة بأكياس الشركة، ذلك بالنظر لجودتها العالية والتي تحفظ المنتوج بشكل جيد وتضمن وصوله للمستخدم على حالته الجيدة.
شركات فتية ترفع التحدي لإيجاد مكانة في السوق الوطنية
من جانبه، قال إسماعيل محمد الصغير مدير التسويق بشركة “ارفالون للتغليف”، وهي مؤسسة فتية بدأت نشاطها في سبتمبر 2022، متخصصة في التغليف بالورق المموج، أن الهدف من المشاركة في الصالون هو للتعريف بمنتجات المؤسسة لزبائنها ولزبائن جدد محتملين، وتبحث عن إيجاد مكانة لها بين منافسيها الذين ينشطون في مجال التغليف بالورق المموج.
وحول إشكالية ارتفاع أسعار الورق في السوق العالمية وكيف لشركة فتية أن تتجاوز هذا الوضع، قال محمد الصغير “صحيح إن أسعار الورق شهدت ارتفاعا كبيرا خاصة خلال فترة كوفيد-19، حيث لم يقتصر الإشكال في الأسعار بل أيضا في نقص المادة في السوق العالمية، لكنه حاليا بدأت الأسعار تتراجع ومؤخرا شهدت تراجعا ملحوظا”، كما أشار إلى أنه شهريا تكون هناك انخفاض في ثمن المادة الأولية هذه في السوق العالمية، وهو ما يشجع الناشطين في هذا المجال على المواصلة والاستثمار أكثر.
وعن مصدر المادة الأولية -الورق- الذي تستعين به الشركة في نشاطها إضافة إلى باقي المواد الذي تدخل في صناعة الكرتون الذي يوجه للتغليف، قال مدير التسويق بشركة “ارفالون للتغليف، إنه بخصوص مادة الورق فهناك الكثير من الممونين من عدد من الدول كألمانيا، بلجيكا، إسبانيا وكندا وحتى مصر وتونس، أما باقي المواد الأخرى كالغراء، والحبر والأميدور فهي محلية.
وعن وجهة منتجات الشركة، فأكد المتحدث ذاته أن كل القطاعات تحتاج إلى منتجات التغليف، سواء لتغليف المواد الغذائية، أو السيراميك، أو الصناعات الالكترونية والكهرومزلية، ومختلف الصناعات الأخرى، حيث قال إن التغليف يعبر عن المنتج، وأكد أنه ورغم أن الشركة فتية ولم يمض عام على بداية نشاطها إلا أن أمورها تسير بشكل جيد، ولديها زبائن كثر، وهناك سعي لتحقيق تطور كبير في فترة قصيرة، لاسيما وأن العديد من العوامل التي تساعد شركات التغليف على التطور متوفرة.
تثمين النفايات الورقية والرسكلة.. طريق نحو خلق قيمة مضافة
أما أكسوس وليد إطار بشركة “المدار للورق” المتخصصة في رسكلة وتثمين النفايات الورقية والكرتون، فتحدث عن شركته التي تعمل على تثمين النفايات الورقية ورسلكتها في مرحلة أولى، حيث قال إن “الشركة حاليا متواجدة بولايتي الجزائر العاصمة ووهران، وتعمل على تغطية كافة أقطار الوطن، حيث تعمل بالتنسيق مع شركاء في الولايات لجمع الورق و الكرتون المستخدم”.
وعن عملية الرسكلة التي تقوم بها الشركة وإن كانت تقتصر فقط على نوع أو نوعين فقط من الورق، قال أكسوس إن “الرسكلة تكون في عدة أنواع من النفايات الورقية، سواء الأوراق العادية، أو الأوراق المكتوبة بالحبر أو بغيره، الكرتون، رسكلة أكياس الورق المخصصة للمواد الغذائية”.
وأوضح أن “الشركة تقوم بعملية الفرز الانتقائي للنفايات الورقية تم معالجته ليصبح مادة أولية خام توجه للمصانع الأخرى لتقوم بالمراحل المتبقية في عملية الرسلكة لإنتاج الورق”.
وفي رده على سؤال عن مدى مساهمة المواطن في عملية فرز النفايات، من خلال سلوكه -رمي النفايات حسب الصنف ضمن الحاويات المخصصة لها- قال المتحدث ذاته إن شركة “المدار” بدأت عملها في سنة 2006، وقد لاحظنا أنه مع مرور الوقت تطور وعي المواطن، وأصبح هناك تجاوب أكبر من قبل المواطنين في عملية فرز النفايات والتزامهم برمي النفايات ضمن الأماكن المخصصة لكل نوع منها وهذا يساعد على ربح وقت وجهد في عملية الفرز وبالتالي تسريع عملية الجمع والرسكلة.
رزيقة. خ