دق أطباء وأخصائيون في مجال الصحة والإستهلاك ناقوس الخطر بشأن خطر التسممات الغذائية التي أصبحت تهدد الصحة العمومية، خاصة مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدين أن الأجواء الحارة تعتبر البيئة المثالية لتكاثر الجراثيم وتزايد حالات التسمم.
وفي هذا السياق، أكد المختص في الصحة العمومية، الدكتور أمحمد كواش أن “التسممات الغذائية حالة مرضية لابد أن لا يستهان بها، فمن الممكن أن تكون خطيرة، قد تصل إلى الوفاة أو الإصابة بأمراض معدية”، مشيرا إلى أن “التسمّمات تنتشر بشكل أشد أكثر في فصل الصيف، وهذا من حيث ارتباطها بعدد المصابين الذين يرتفع بشكل ملفت في هذا الفصل”، موضحا أن “المرض يكون في البداية عن طريق آلام في المعدة والغثيان الذي يحتاج أحيانا إلى علاج استشفائي”.
وأوضح الطبيب كواش في اتصال مع “الجزائر” أنّ “أغلب المواطنين يلجئون إلى الأكل السريع في فصل الصيف وتناول الوجبات في الأعراس والمناسبات مما يساهم في ارتفاع نسبة التسمّمات لديهم”.
وأرجع أمحمد كواش سبب التسمّمات الغذائية إلى عوامل كثيرة، على رأسها: الحرارة الشديدة وتأثيرها على صلاحية الأغذية ومختلف المواد الاستهلاكية، بالإضافة إلى كونها السبب المباشر في تلف المواد الغذائية، خاصة التي لا تخضع لشروط الحفظ والتخزين.
وأوضح كواش أن هناك رؤية جديدة للتسمّمات الغدائية وهي مقاربة جماعية فردية مؤسساتية تبدأ في المرحلة الأولى من المنتج الذي يجب أن يراعي جوانب الصحية للمواد المستعملة من حيت قواعد الحفظ والتخزين والسقي، ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة تسويق المنتوج ثم نقلها بطريقة سليمة وصحية لتعود المهمة إلى البائع الذي يجب أن يعرض المنتوج بطريقة صحية يراعي فيها جميع شروط النظافة، أما المرحلة الثالثة تخص المستهلك الذي يجب أن يحسن اختيار المنتوج المناسب كون الثقافة الاستهلاكية تلعب دورا في حالات الإصابة لتفادي الخطر.
ودعا كواش على ضرورة تغيير النمط الاستهلاكي من أجل الحفاظ على الصحة العمومية، والتي تستوجب التحلي بالوعي واليقظة لمحاربة مختلف الأمراض التي تنتج عن غياب النظافة.
من جانبه، أكد رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، زكي حريز، في تصريح لـ”الجزائر” أن “المستهلك يجب أن يكون ذكيا في اختيار المنتوج الذي يستهلكه”، مشيرا إلى أن حالات الإصابة بالتسممات الغذائية ترتفع بسبب تناول بعض الأطعمة التي تحضر بالاعتماد على بعض المواد الحساسة سريعة التلف التي لم تراع شروط حفظها أو تخزينها، خاصة منها اللحوم والبيض والأجبان وغيرها.
وقد دق رئيس الفدرالية الوطنية للمستهلكين ناقوس الخطر، داعيا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للحد منها سواء في البيوت والأعراس والمناسبات أو في المتاجر، مشددا على الحد من التجارة الفوضوية في الطريق العمومي.
وفي هذا الشأن، أكد زكي حريز أنه “سيتم إطلاق حملة وطنية للتحسيس والوقاية من التسممات الغذائية بداية من 15 جوان، وتهدف الحملة إلى حث المستهلكين على التحلي بثقافة الأكل الصحي وتجنب كافة المطاعم ومحلات الأكل السريع التي لا تلتزم بالمعاير والقواعد الصحية التي من شأنها تعريضهم للخطر”.
فلة سلطاني
الرئيسية / الوطني / أكدوا أن الوقاية منها ضروري للحفاظ على الصحة العمومية:
مع ارتفاع درجات الحرارة.. أطباء يحذرون من التسممات الغذائية
مع ارتفاع درجات الحرارة.. أطباء يحذرون من التسممات الغذائية