جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أعلن مفتشو التربية الوطنية بالثانويات تجميد كل امتحانات الترسيم في القطاع و ذلك بداية من الفصل الثاني من السنة الدراسية الحالية احتجاجا على تقزيم وتحييد المفتش عن دوره الأساسي المتعلق بالتكوين والرقابة وتحويله الى وسيلة إدارية لمديريات التربية.
ويأتي قرار المفتشين في الوقت الذي تسعى فيه وزارة التربية الوطنية الى تفادي أي اضطراب خلال هذه السنة الدراسية والذي من شأنه أن يؤثر على السير الحسن للدروس وتلقين كامل البرنامج الدراسي و كذا استدراك التأخر المسجل في بعض المؤسسات التربوية خلال الفصل الأول و الناجم عن تأخر عدد من الأستاذة الجدد عن الالتحاق بأقسام التدريس خلال بداية الموسم والذي يستمر بالبعض الآخر الى الحين، إضافة الى السعي لتدارك التأخر الناتج أيضا عن الاضطرابات الجوية في بعض مناطق الوطن و التي تسببت في تأجيل امتحانات الفصل الأول، حيث قرر المفتشون مقاطعة كافة امتحانات الترسيم الخاصة بالأساتذة الجدد بالإضافة الى مقاطعة هيئات التفتيش المتمثلة في لجنة التفتيش التي تم تنصيبها من مفتش تربية وطنية للمواد بالطور الثانوي مع مفتشين اثنين من المتوسط مع آخرين من الابتدائي يشرف عليهم مدير التربية ورؤساء المصالح لدراسة أوضاع المؤسسات التربوية وقطع كافة وسائل الاتصال غير الرسمية من هاتف شخصي وبريد الكتروني مع الإدارة المركزية والمحلية، حيث أشار السكرتير العام بنقابة مفتشي التربية الوطنية ربيع شلبي الى أن تنديدهم ومقاطعتهم لتكوين هذه الخلية جاء من منطلق أن هذه الأخيرة تلعب دورا فعالا من أجل إخراج المفتش عن دوره الحقيقي .
وأكد شلبي أن إجراءات مقاطعة ترسيم المفتشين تنطلق بداية من انتهاء عطلة الشتاء مطالبين بتنظيم لقاءات مع وزيرة التربية لدراسة جملة مطالبهم الاجتماعية و المهنية والتربوية وخاصة المتعلقة بترقية عمل المفتش في قطاع التربية ، معيبا على الوصاية تهميش فئة المفتشين ورفض اللقاء معهم على الرغم من شرعية مطالبهم التي تسعى من خلالها الى السير الحسن في المؤسسات والتي تتعلق بالتكوين والتوظيف ووضع المفتش الذي يتمحور حول متابعة الأساتذة وتوجيههم وتكوينهم
واستنكر المتحدث تحييد المفتش عن دوره الأساسي المتعلق بالتكوين والرقابة وتحويله الى وسيلة وعون إداري لمديريات التربية وتقزيم دوره من خلال المساس بمهامه المنوطة به في الوقت الذي يمثل الركيزة الأساسية في القطاع، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على مردوده داخل المؤسسات التعليمية بسبب عدم تقديمه التكوين الكافي والمحترف للأساتذة، و اعتبر شلبي أن الأمور محبكة لتدمير المدرسة الجزائرية داعيا بن غبريط للتريث في اتخاذ إجراءات على خلفية تقارير مغلوطة، مطالبا اياها باعادة النظر في وضعية المفتش و استرجاع مهامه المخولة له قانونيا والمتعلقة بالتكوين مع توفير الجو الملائم والإمكانيات اللازمة والعناصر التي تتوفر فيهم شروط التكوين.
كما أثار المتحدث قضية التعويضات المتعلقة بالعمل الفردي عن طريق الوسائل الخاصة، معيبا على الوصاية عدم منحهم هذه التعويضات منذ 2015 الى حد الساعة بحجة التقشف والاستمرار في العمل بنفس الأسعار المقررة منذ اكثر من 40 سنة
هذا واستغرب شلبي تصريحات وزيرة التربية نورية بن غبريط الإعلامية التي أكدت خلالها في الكثير من المرات عن إطلاق مخطط وطني للتكوين لجميع الفئات العمالية بالمؤسسات التربوية، مؤكدا ان التكوين بالنسبة للمفتشين موقف منذ 2015، الأمر الذي حال دون قيام المفتش بتنظيم اجتماعات مع الأساتذة المتربصين للقيام بمنحهم توجيهات عن كيفية العمل وتقديم الدروس، بحجة عدم وجود الأموال لذلك، مشيرا إلى أن كل تقاريرهم تنص على ضرورة التكوين، غير أن رد الجهات الوصية يتمحور دائما حول أن القرار سياسي أكدته تعليمة وزارة المالية التي مفادها وقف التكوين، مؤكدا أن انعكاسات غياب التكوين على المدرسة الجزائرية ستكون خطيرة.
وفاء مرشدي