أجمع مفتشو وأساتذة قطاع التربية الوطنية على أنه على الرغم من ايجابية الإجراءات والآليات المتخذة من قبل الوصاية لإنجاح الامتحانات الرسمية والمحافظة على مصداقيتها غير أن الأمر يظل غير كاف دون السعي لجعل عدم الغش ثقافة يكتسبها التلاميذ منذ السنوات الأولى من الدراسة و كذا التوعية و التحسيس طيلة العام الدراسي.
عيسات سليم: الابتعاد على الغش ثقافة تكتسب خلال السنوات التعليمية الأولى
أكد مفتش مادة الفرنسية بالطور الثانوي بولاية بجاية عيسات سليم أن الابتعاد على الغش هو ثقافة يجب أن تكتسب من خلال إنشاء التلميذ عليها منذ السنوات الأولى من الدراسة خاصة بالطور الابتدائي من خلال تنشئة التلميذ على ضرورة الاعتماد على الذات والقدرات الخاصة والثقة فيها، داعيا أساتذة هذا الطور إلى بذل اكبر جهد في تعويد الطفل على الاتكال على النفس، وكذا تعويده على تحمل مسؤولية أخطائه من خلال معاقبته على ذلك منذ الصغر لتفادي الوقوع في مشاكل تطبيقها عليه خلال الأطوار التعليمية الأخرى.
وأكد عيسات انه على الرغم من الايجابية الملموسة من خلال التدابير الجديدة المتخذة لضمان السيرورة الحسنة للامتحانات الرسمية باعتباره أحد المصممين للمواضيع، غير انه يبقى على الوزارة اتخاذ نفس الإجراءات التنظيمية المعتمدة خلال الاختبارات الفصلية للقضاء على الخوف الذي يشهده التلاميذ في فترة الامتحانات الرسمية والتي يكون السبب في الكثير من حالات الغش المسجلة، هذا ولم يُحمل عيسات مسؤولية الغش للتلاميذ فقط بل دعا الأساتذة للتحلي بروح المسؤولية والنزاهة واحترام المهنة سيما ماتعلق بفترة إعداد وصياغة أسئلة ومواضيع الامتحانات سواء الرسمية أو الفصلية خاصة التي تكون موحدة بعدم تسريب محتوى المواضيع باعتبارهم القدوة التي تُبنى من خلالهم مبادئ التلاميذ طيلة مسيرتهم الدراسية.
ايديرعاشور: نقضي على الغش بتغيير نمط التنقيط المعتمد خلال الامتحانات الرسمية
من جهته أيضا أكد أستاذ مادة المحاسبة ايدير عاشور ببجاية أن محاربة الغش لن يتم إلا إذا تم التركيز على ذلك منذ السنوات الأولى من نشأة التلميذ ،مبرزا أنه ينبغي على وزارة التربية إعادة النظر في طريقة التقييم بطريقة إجمالية بالانتقال من نمط التنقيط إلى نمط التقييم المستمر، باعتبار أن الخوف من عملية التنقيط هو المتسبب الأول والأخير في معظم حالات الغش، سيما و أن الطريقة المعتمدة في الامتحانات الرسمية حاليا مبني على محتوى الورقة خلال فترة الامتحان غير آخذة بعين الاعتبار عامل الخوف في ذلك والمتسبب في ضياع النجاح للكثير من التلاميذ، و خلص ايدير عاشور إلى أن الغش بصفة عامة لن يتم القضاء عليه مالم يتم القضاء و محاربة الرشوة والمحسوبية التي يشهدها القطاع و كافة الطبقة السياسية والتي تكرّست في أذهان معظم التلاميذ المضبوطين في حالات الغش،أو الأخذ بعين الاعتبار الطرح المنادي بتغيير نمط التنقيط المعتمد حاليا خلال الاختبارات بنمط التقييم المستمر لمنح التلاميذ حقوقهم كاملة في النجاح.
نبيل فرقنيس: على الأولياء توعية أبنائهم بخطورة الغش
هذا واعتبر أستاذ مادة الفرنسية بمؤسسة الإخوة جودان بسيد احمد ببجاية نبيل فرقنيس، أن اتخاذ آليات وميكانيزمات القضاء على الغش لن تكون مجدية إذا لم يسبقها إخضاع التلاميذ لحضور حصص للتوعية و التحسيس من قبل خبراء و الأساتذة والأولياء، هؤلاء الأخيرين الذين تقع على عاتقهم كامل المسؤولية في إقناع أبنائهم بالاعتماد على مكتسباتهم المعرفية و الثقة فيها و الابتعاد على الغش للتمكن من تقييم مستواهم الحقيقي، مشددا عليهم ضرورة منعهم من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي واصطحاب هواتفهم النقالة إلى مراكز الإجراء طيلة أيام الامتحان، مرجعا الأمر في آخر المطاف إلى ثقافة المجتمع عامة والفرد خاصة.
وفاء مرشدي
الرئيسية / الوطني / اقروا بايجابية إجراءات والآليات المتخذة للقضاء عليه :
مفتشو وأساتذة القطاع: الابتعاد عن الغش ثقافة تكتسب في الابتدائي
مفتشو وأساتذة القطاع: الابتعاد عن الغش ثقافة تكتسب في الابتدائي