اعتبر الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى بوزيد بومدين أن الحديث عن مفتي الجمهورية في السابق كان مجرد فكرة ولم تكن هناك نية لاستحداث هذا المنصب بالنظر لطبيعة الدولة الجزائرية المدنية .
وأوضح بومدين لدى نزوله أمس ضيفا على فوروم جريد “لو كوري” الناطقة بالفرنسية :” استحداث مفتى الجمهورية ليس بالأمر السهل سيما، في نظري، لطبيعة الدولة الجزائرية والتي لن تقبل بذلك سيما وأنه سيكون سلطة موازية للرئاسة كما أن الأمر ليس سهل التجسيد بالنظر للفوضى السائدة في هذا الميدان ليتم الاهتداء للمجالس العلمية على مستوى الولايات والتي أوكلت لها المهمة ذلك.
علماؤنا أكفاء ونحن ضد المشايخ بثوب سياسي
وعبر الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى عن امتعاضه من غزو بعض القنوات الخاصة الجزائرية الخاصة للمشايخ بثوب سياسي يأتون للجزائر لتقديم دروس في الوعظ والإرشاد في عز الشهر الفضيل في وقت أن الجزائر غنية بعلمائها ومشايخها مبرزا أن الأمر غير مقبول تماما وعلى وزارة الشؤون الدينية التدخل عن طريق سلطة الضبط السمعي- البصري وقال :”من غير المقبول أن يتم استقدام شيخ من الخارج وتوكل له مهمة وعظ وإرشاد الجزائريين وهو في بلده برتبة سياسي” في إشارة واضحة للشيخ التونسي مورو الذي يقدم برنامجا دينيا على إحدى القنوات الخاصة منذ ثلاث سنوات وهو في نفس الوقت قيادي في حزب النهضة التونسية وأضاف: “في بلاده يمارس السياسة ويأتي إلى الجزائر ليقدم المواعظ وأردف :”الأمر لا يتوقف فقط عند غزو المشايخ الأجانب فقط وإنما في ثقة الجزائريين في كل ما يأتي من الخارج وثقتهم في المشايخ الأجانب والاتصال للحصول على فتوى منهم” وأردف في السياق ذاته ” الملفت للانتباه أيضا هو زيارة المشايخ الأجانب للجزائر وهو أمر وراءه خلفية مادية وإيديولوجية فأنا لا أنتقد هؤلاء المشايخ إذا كانت زياراتهم متباعدة ولكن القادمين بصفة كثيرة فهناك مستفيدين من ذلك ومن وراءهم مستفيدون أيضا وأقر في الوقت نفسه بضعف علمائنا فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع نظرائهم في الدول الأخرى وهو ما رفع نسبة المشاهدة لهم بكثرة حضورهم .
نريد إماما ورجل دين شامل لا مختصا في الشريعة فقط
وشدد بومدين على ضرورة إعادة النظر في منظومة التكوين الديني في الجزائر والتي تخصص لها ميزانية ضعيفة وهو ما اعتبره بالخيار السياسي والذي لابد أن تراجع بصفة فورية لتواكب المستجدات الحاصلة على الساحة الدولية وذلك على مستوى الجامعات ومعاهد تكوين الأئمة سيما وأن هذه الأخيرة تسير بمنظومة تقليدية وقال :” منظومة التكوين الديني في الجزائر إلى جانب ضعفها فهي لا تزال تسير على النمط التقليدي في الوقت أن العالم عرف عديد التحولات فمن غير المعقول أن يتم تكوين إمام أو رجل دين متخصص في الشريعة فقط دون العلوم الأخرى والتي على هؤلاء أن يكونوا على دراية بها من علم الاجتماع وعلم النفس والاكتفاء بنفس الحلقة يدور عليها المكونين “وتابع :” حتى المذاهب الأخرى علينا الاستفادة منها حتى وإن كانت الجزائر تتبني المذهب المالكي غير أن هناك في المذاهب الأخرى ما يمكن أن يؤخذ منها “.
وعرج بومدين على قضية الآذان الفوضوي والذي لا يزال يفرض نفسه رغم ضبط وزارة الشؤون الدينية لذلك غير أن الأمر لا يزال قائما وقال :” لا بد من وضع حد لفوضى الآذان لا احترام للصوت ولا الوقت وعلى وزارة الشؤون الدينية التدخل لوضع حد لذلك ” طارحا في سياق منفصل قضية الكتب الدينية والتي أكد أن وزارة الشؤون الدينية لها رقابة على المستورد منها فقط دون ضبط السوق الداخلي الذي يعرف فوضى كبيرة وأكد أن الترخيص للطبع لا تمنحه وزارة الشؤون الدينية وإنما بالحصول على ترقيم من المكتبة الوطنية و رقم إيداع فقط ما فتح الباب على مصراعيه “للبزنسيين”.
وأشار بوزيد بومدين إلى أن الزاوية البلقايدية التي دشنها رئيس الجمهورية مؤخرا بتقصراين أثارت ضجة كبيرة وسط السلفيين الذين لم يتقبلوا الأمر سيما وأنهم التيار الغالب على مستوى العاصمة وشدد في السياق ذاته على ضرورة إبعاد الزوايا على النشاط السياسي.
زينب بن عزوز