وجّه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، رسائل سياسية قوية للسلطة الحاكمة في البلاد، بعد أن استطاع أن يمرّر مشروعه القاضي بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة، التي عرضها عليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن طريق الوزير الأول عبد الملك سلال، بالاضافة الى التيار الداخلي الذي يقوده أبو جرة سلطاني الراغب بشدّة في السير على أمواج السلطة والمشاركة في الحكومة المقبلة.
وخلال الكلمة التي ألقاها مقري صبيحة أمس على خلفية قرار حركة مجتمع السلم، أكّد أنّ السبب الرئيسي الذي دفع بالحركة إلى عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، هو التزوير الذي شاب الانتخابات الماضية وعدم تقديم رؤية مستقبلية واضحة من طرف السلطة، خاصة أن الجزائر تعيش ظروف جد صعبة قائلا ” أبدينا استعدادنا للمشاركة في الحكومة قبل انطلاق العملية الانتخابية، ولكن الظروف التي سارت عليها هذه العملية من تزوير وغش وعدم شفافية، أجبرنا على اتخاذ هذا الموقف وهو عدم المشاركة في الحكومة المقبلة”.
وأضاف مقري أن الجزائر تعيش فترة عصيبة والارتماء في أحضان السلطة بالمشاركة في الحكومة أمر فيها مخاطرة كبيرة، لذلك فان حركته طالبت منذ البداية المشاركة في رسم طريق التغيير من خلال مراجعة البرنامج الذي يتم الاشتغال عليه حاليا، قائلا “من غير المعقول أن نشارك في حكومة دون المشاركة في وضع برنامجها المستقبلي، فهذه مخاطرة لابد من تجنبها ومن غير المعقول تحمل تبعات سلبية لبرنامج نحن لم نشارك في صياغته، بل لنا برنامج اقتصادي أشرف عليه أكثر من 130 خبيرا ولمدة ثلاث سنوات”.
والى جانب ذلك، رفض مقري أم يكون حزبه جهازا تابعا يتم تسييره بالهاتف، مضيفا بأن الأحزاب التي يُتحكّم فيها من بعيد آيلة إلى الزوال، والأمر كذلك بالنسبة للأحزاب التي تتحكم فيها قياداتها ولا تعرف للديمقراطية أو الشورى معنى، قائلا “نحن لسنا حزبا يتم تسييره بالهاتف، بل نحن حزب مؤسسات ومجلس الشورى عندنا هو السيد في اتخاذ القرارات، ولسنا مثل تلك الأحزاب التي يتم التحكم فيها بالهاتف وأحيانا خلال الندوات الصحفية، أو كتلك التي يكون فيها رئيس الحزب هو السيد ولا كلمة تعلو على كلمته”.
وفي ردّه على سؤال حول مصير الحركة في المستقبل والرد العنيف الذي قد تتعرض له من طرف السلطة، صرّح مقري ان حزبه قوي بنضاله السياسي الطويل ولا يخشى أي أحد، كما ان لا احد يستطيع ان يزايد على حركته التي تربت قي أحضان مجاهدي الثورة التحريرية، قائلا بهذا الخصوص “نحن لا نخشى أحدا لأن طريقنا واضح المعالم وأيادينا بيضاء ونظيفة من أي سرقة أو فساد، كما أن حركتنا تربت في أحضان مجاهدي الثورة التحريرية، واكثر من قدّم ضحايا خلال العشرية السوداء”.
من جهة أخرى، أكد مقري أن موقع حزبه في البرلمان سيكون معارضا بامتياز، وسيدفع بكل قوته من اجل تحقيق طموحاته ورآه السياسية، قائلا ” نحن أول من كشف الجوانب السلبية لقانون المالية التكميلي 2016-2017 ونوابنا لهم صولات وجولات في البرلمان الماضي وعلى هذا النحو سنسير في المستقبل، حيث سنعمل وبكل جهدنا من أجل بلوغ رؤيتنا المستقبلية، ونحن نثمن المجهود الكبير الذي قدّمه أبناء الحركة حيث زادت مقاعدنا البرلمانية بـ 14 مقعدا مقارنة بالعهدة الماضية”.
ع.فداد
الرئيسية / الوطني / نحن حزب مؤسسات لسنا طماعين ولا نُساق بالهاتف:
مقري : سير الانتخابات وغياب الرؤية وراء عدم مشاركة حمس في الحكومة
مقري : سير الانتخابات وغياب الرؤية وراء عدم مشاركة حمس في الحكومة