انتقد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الأصوات التي تطالب المعارضة بالخروج من البرلمان بعد الأزمة التي يعيشها، وقال إن العيب لا يكمن في هذا الطلب أو في تنفيذه ، لكن العيب هو الدعوة إلى خطوة عبثية لا تحمل هدفا ولا تستجيب لرؤية ولا يتحقق منها أي مكسب، وقال إن” المعارضة ستواصل المقاومة ولها في كل مرحلة خطة محينة أو مغايرة تصلح بها، وتكسر المؤامرة”.
وأضاف مقري في منشور طويل على حسابه الرسمي على الفايس بوك، أمس، قائلا إنه كلما ظهرت تطورات تسيء لسمعة البرلمان وتزيد في تهاوي مصداقيته ترتفع بعض الأصوات تطالبنا بالخروج منه. ليس العيب في هذا المطلب أو في تنفيذه، فذاك سلوك سياسي لا يلام صاحبه، وموقف الحركة يمكن لأي حزب أن يتخذه، ولكن العيب هو في الدعوة إلى خطوة عبثية لا تحمل هدفا ولا تستجيب لرؤية ولا يتحقق منها أي مكسب ملموس لصالح الحق والعدالة والديمقراطية أو لصالح معيشة المواطن وإنهاء الظلم والفساد.
و اعتبر مقري انه لو كان الخروج من البرلمان يمثل لحظة فارقة يلتحم معها الشعب لفرض التغيير على النظام السياسي عن طريق الشارع بهبة جماهيرية سلمية حاسمة، لكانت الاستقالة الجماعية من الهيئة التشريعية واجبة لا تثير أي نقاش أو جدال، أما أن تخرج الأحزاب المقاومة من المجالس المنتخبة في هذه المرحلة التي لا يوجد فيها أحد من الأحزاب أو المنظمات أو حتى المواطنين مقتنع باستعمال الشارع للتغيير فلن يكون الخروج سوى تخل طوعي عن منابر مهمة لمواصلة التوعية والمقاومة السياسية وفضح الفساد والفشل، وذلك خصم مهم من سلة أدوات النضال السياسي القليلة التي لا تزال تملكها الأحزاب كالاجتماع في المقرات والقاعات وإصدار البيانات والحديث الإعلامي وفي أحسن الأحوال الاتصال المباشر بالمواطنين عبر حملات العمل الجواري.
و يرى مقري أن المعركة اليوم هي معركة ” الوعي السياسي” وليست معركة ” العنتريات العبثية”، و قال ليس فقدان مصداقية المجالس المنتخبة ولا حتى عدم شرعيتها هو وحده ما يجعل الأحزاب تتركها أو تقاطعها، إن الذي يجعل مغادرة البرلمان موقفا سياسيا سديدا هو وصول الوعي الجماهيري إلى الحد اللازم لتحمل أعباء التغيير وانتشار الروح النضالية لدى عدد كبير من المواطنين، غير انه يعتقد أن الوصول إلى هذا المستوى من الوعي لمسافة طويلة لا يصبر عليها كثير من الناس، إلا انه ممكن التحقق لو ثبت القادة السياسيون الوطنيون مهما كانت الضغوطات و المكائد .
و اعتبر مقري أن ” غضب كثير من المواطنين على الوضع السياسي المتعفن في البلاد و الذي يدفعهم إلى المطالبة بترك البرلمان، يمكن تفهمه، كما يمكن فهم أن يُستغل استبطاء عوام الناس الثمرة من قبل بعض المناوئين للأحزاب أو لقياداتها أو نوابها بحجة أن المعارضة لم تفعل شيئا.
وانتقد رئيس الحركة النظام السياسي ، و قال إنه يتحمل وحده مسؤولية تشويه العمل السياسي وتلطيخ صورة النائب والبرلمان ونشر السلبية والتشاؤم واليأس حتى يخلو له الجو فلا يتوجه الراغبون في التغيير إلى صناديق الاقتراع فيصل يوما ما إلى إنجاح واجهاته ” الحزبية” بلا حاجة للتزوير الانتخابي، و قال انه “لو لا صمود وثبات المقاومين السياسيين لحقق أهدافه قبل سنوات خلت”.
المشاركة في الانتخابات هدفها “المقاومة السياسية”
و برر رئيس الحركة الهدف من مشاركة حزبه في الانتخابات اليوم رغم ما يطالها من تزوير، والوجود في المجالس المنتخبة رغم الخدش الذي ينال مصداقيتها وشرعيتها، ليس هو التغيير، لان ذلك يوم سيأتي لا محال حسبه، ، و قال إن الهدف من هذا الفعل السياسي هو المقاومة السياسية من أجل الاستمرار في توعية النخب والجماهير حتى لا يتحول الشعب إلى قطيع يساق بالترهيب والتطميع و بالوهم والخداع كما يحدث في بعض البلاد العربية.
و أجاب مقري عن تساءل يطرحه الكثيرون حول ” ماذا فعلت المعارضة”، فقال ان “تلك هي طبيعة الإنسان الذي خُلق من عجل، وذلك هو السؤال الذي طُرح على الأنبياء رواد الإصلاح، قبل أن يتحقق لهم النصر بعد طول معاناة، مؤكدا أن المعارضة ستواصل المقاومة ولها في كل مرحلة خطة محينة أو مغايرة تصلح بها ما استطاعت، و تكسر بها المؤامرة.
رزيقة.خ