أطل عبد الرزاق مقري رئيس حركة حمس المحسوبة على التيار الإسلامي بالجزائر من نافذة صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أول أمس ليصنف الطبقة السياسية والمجتمع إلى صنفين في منظوره الخاص.
ووصفهما مقري في بيانه أنهما يشكلان جمهورين متوازيين لا يلتقيان، أولهما جمهوره الفاضل الذي يشكله خيرة أبناء الوطن والمحب للسلام والمترفع عن الرذيلة والأطماع وإغواءات السلطة، بينما يشكل الجمهور الثاني فئة من أراذل القوم ممن يشجعون على الفساد في السلطة ويتمسكون بسوء الأخلاق.
وخاطب المتحدث في بيانه من هم ليسوا من جمهوره ممن وجه لهم الانتقادات والتهم، ولم يسمهم بالاسم، لكنه أشار إليهم في مواقعهم السياسية وانتماءاتهم الاجتماعية والأخلاقية وهم دون شك أطراف من الطبقة السياسية تارة وأطراف عرقية تارة أخرى وأحزاب ووجوه محسوبة على السلطة والمعارضة وفي مقدمتها الآفلان والارندي ومن في فلكهم والذين يدينون بدين مستعمر الأمس وحتى فئات واسعة من المجتمع .
ويصنف هؤلاء في منظور المتحدث أنهم انتهازيون وطلاب مصالح شخصية وأصحاب لغة الخشب، وأنهم عاهة الوطن وشكل من الخلق يعرفون بعضهم بعضا في إشارة واضحة إلى من هم في السلطة أو في فلكها وأضاف مقري أن من شيمهم التكبر على من دونهم وأنهم يعبدون من فوقهم وأنه كلما لاحت تطورات جديدة سألوا عن شخصهم في إشارة عن كل التعديلات الوزارية التي تحدث بين الفينة والأخرى ويستفيد منها أطراف على حساب أخرى.
وأحصى مقري في بيانه حتى العامة من الناس، ممن انتقد أخلاقهم وسوء نواياهم، إضافة إلى العملاء الذين يخدمون مصالح مستعمر الأمس. وتحدث مقري عن قطيعة بينه وبين هذا الجمهور “حتى يتغيروا ” في معنى واضح بأن التواصل مع هؤلاء لن يكون حتى يتحولوا إلى جمهوره لذي يتصوره وبصفاته النبيلة.
لكن مقري بدا من جهة أخرى غير متناغم مع نفسه لأنه لم يبرر كيف سمح لنفسه في عديد المرات بلقاء أطراف من أحزاب ووجوه سياسية محسوبة على غير جمهوره الذي يسمح لنفسه بأن يختلط به ، كلقائه بمحسن بلعباس من حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية “الارسيدي ” وحزب التجمع الوطني الديمقراطي “الارندي” وحزب جبهة التحرير الوطني “الآفلان ” ووجوه كجيلالي سفيان وعمار غول… وجاءت أطروحة مقري في سياق السباق نحو الرئاسيات حيث يثار جدل واسع في الأوساط السياسية عن تأجيل الانتخابات وإمكانية تمديد العهدة وأخرى تنادي بالتوافق الوطني إضافة إلى توقع الكثير من المتغيرات في هذه الفترة التي لم يتبين فيها الخيط الأبيض من الأوسط.
وفتحت هذه الأفكار الكثير من التخمينات في تعامل مقري مع غيره في المحيط السياسي الذي يعيش فيه، وكيف سيتمكن من نشر فكرة التوافق الوطني التي دعا إليها وهو يمنع نفسه وجمهوره من التعامل مع جمهور آخر يصنفه أنه في الضفة الأخرى.
وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها رئيس حركة مجتمع السلم تصريحات مثيرة للجدل، اضطر في كثير من المرات أن يعيد النظر فيها ويكذب الإعلام .
رفيقة معريش