جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
استنكر عبد الرزاق مقري التبريرات التي دافع بها أحمد أويحيى أمام البرلمان عن خياراته الاقتصادية واعتبرها مغالطات كبيرة في تحليل الواقع الحقيقي، وأن هذه السياسة المنتهجة ستجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
هاجم عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، الوزير الأول احمد أويحيى على صفحته أمس على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، في 14 فقرة متتالية انتقد من خلالها مشروع حكومته الذي اعتبره مغالطا للجزائريين في حقيقته.
وانتقد مقري الوزير الأول بشدة خاصة في قرار طباعة الأوراق المالية، قائلا أن أويحيى”يعتبر نفسه قد وجد الحل السحري المتعلق بلوحة طباعة الأوراق النقدية وأن المعارضة خاب ظنها لأن الدولة لم تفلس كما كانت تتوقع “.
وتساءل مقري “إذا كانت طباعة الأوراق بلا تغطية يحل مشاكل الدولة، لماذا نبحث عن البترول والذهب والمعادن تحت الأرض؟ لماذا نتعب انفسنا ونصنع ونفلح ونبيع خدماتنا لنحصل على الأوراق النقدية، من البداية نطبع الاوراق ونستريح …. والله العظيم إنه الضحك على الذقون، والهروب إلى الأمام”.
وخاطب المتحدث الجزائريين بأن تبرير اويحي لطباعة النقود بدون غطاء تبادل بضائع، يجعل النقود لا قيمة لها، واستنتج مقري أن أويحيى يضحك على الجزائريين وأنه يتحمل مسؤولية كبيرة هو ومن عينه بسبب ما سيحدث.
وأكد مقري أن أويحي يتعمد إنكار بداية انهيار الدينار لرفض مؤشرات الصرف بسوق “السكوار”، وتأكيده بأنه يعتمد المؤشرات الرسمية.
وأضاف أنه يعلم بأن التعاملات الحقيقية هي في “السكوار” وأخواتها من دوائر الصرف الموازي، التي تعد أماكن للصرف التي تلجأ إليها الشركات، والمؤسسات، والأفراد، بل الوزراء والحكام.
حديث اويحيى عن السكوار في مؤسسة سيادية وبقاء هذه المؤسسة الموازية تشتغل في وسط حي المؤسسات السيادية يدل على أنه معتمد، وأن الحالة الصحية للدينار هي بمؤشرات السكوار.
واستنكر مقري ما تحدث عنه أويحي في رده على نواب البرلمان، أن تكون المشكلة الحقيقية في المداخيل بالعملة الصعبة فقط، وأن اقتصادنا داخل البلد متنوع، وأننا لا نستطيع أن نصدر بسبب الجودة والتنافسية وقال مقري متسائلا لماذا كل هذا الخداع؟
وتساءل مقري اذا كان هذا صحيحا لماذا نستورد كل شيء؟ لماذا نستورد القمح والحليب والزيت بل نستورد 70 بالمائة من الحريريات التي نستهلكها، نستورد السيارات وكل مراكبنا، وأغلب الأدوات المنزلية، ونستورد قماشنا وكثيرا من ألبستنا.
واعتبر مقري تصريح أويحي الذي كشف أن ميزانية التسيير لن تزيد في قانون المالية المقبل وأنها ستبقى كما هي، أنه مغالطة أخرى تضاف إلى السابقات.
وعلق مقري قائلا ” يستطيع بهذا الكلام أن يتلاعب بالذين لا يفهمون شيئا في السياسة ولا في الاقتصاد”.
واعتبر مقري أنه في الوضع الذي نحن عليه كان المنتظر أن تنقص ميزانية التسيير لسد عجز الميزان التجاري ثم ميزان المدفوعات.
لذلك فتصريحه هذا يدل على فشل ذريع في تسيير البلد وفق قواعد علم الاقتصاد العادية، وهو تصريح يدل كذلك على سياسة الهروب إلى الأمام إلى غاية انتخابات 2019.
وواصل مقري انتقاداته مستغربا جهل الدولة لمبلغ الديون التي عليها من المقاولين والمؤسسات في البلد، مضيفا أنه الدليل على عدم الرشد في التسيير. وأن الحديث القديم المتجدد عن الحكامة ما هو إلا تخيلات، في الدولة ذات الحكامة، هذه المسألة هي قضية ضغط على زر في الكمبيوتر .
وختم مقري منشوره الذي نقله على 14 فقرة متقطعة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قائلا “أنه عندما يعلن اويحيى بصراحة ووضوح بأن استرجاع القروض الضائعة، واستيعاب أموال السوق الموازي وهم، والاعتماد على الجباية وهم، يكون قد قضى على علم الاقتصاد، ولم يصبح بالنسبة إليه من حل تمويلي إلا طبع النقود بلا تغطية يؤكد طبيعة السلطة الجزائرية، الحلول السهلة والسريعة وغير الأخلاقية التي ليس فيها إبداع ولا تتطلب جهدا ولا كفاءة … المهم البقاء في الحكم ولو حساب بلد بكامله.”
رفيقة معريش