تنطلق اليوم أشغال الدورة 31 لرؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الموريتانية نواقشط، و يشارك فيها الوزير الأول احمد اويحى ممثلا لرئيس الجمهورية، رفقة حوالي 40 رئيس دولة أفريقية إضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، و ينتظر ان يتطرق المشاركون خلال فيها إلى عدة قضايا أهمها مسالة مكافحة الفساد، و الهجرة غير الشرعية و قضية الصحراء الغربية، في الوقت الذي تطرح العديد التساؤلات حول إمكانية البلد المضيف استضافة حدث بهذا الحجم خاصة من الناحية الأمنية، وان كانت القضايا التي سوف تطرح سوف تجد” توافقا” في الآراء حولها خصوصا في ظل الأوضاع الحالية و الضغوطات التي تتعرض لها دول الاتحاد من داخله وخارجه.
حل أمس الوزير الأول، احمد اويحي، بالعاصمة الموريتانيا نواقشط، للمشاركة في أشغال القمة ال31 لرؤساء الدول و الحكومات للاتحاد الإفريقي التي ستنعقد اليوم وغدا، ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ويرافقه في هذا الاجتماع، وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، وقد سبقت أشغال هذه الدورة، انعقاد الدورة ال 33 للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي، الخميس الماضي وكان في جدول أعماله مناقشة مشروع ميزانية الاتحاد ووضع تصور لتنفيذ شعار قمة نواكشوط “كسب المعركة ضد الفساد: مسار مستدام لتحويل إفريقيا”، و هو الشعار الذي حمله الاجتماع السابق، غير أن الدورة الحالية ستتميز بطرح مسائل قديمة جديدة، أي مسائل قد تكون قد طرحت في الدورات السابقة إلا أنها اليوم سيعاد طرحها بصفة أعمق و بالنظر لتغيير الظروف و الضغوط التي تمارس على الدول الإفريقية سواء من نظيراتها من داخل القارة آو من قبل الغرب، كقضية الهجرة غير الشرعية التي تفرض نفسها بقوة و التي أخلطت أوراق الغرب و إفريقيا على حد سواء، بعد أن أصبح تدفق المهاجرين من القارة السمراء نحو الضفة الأخرى اكبر هاجس لأوروبا ومهدد لوحدتها، وهو الدافع وراء رغبة الرئيس الفرنسي امنويل ماكرون حضور القمة الإفريقية-وهي تحدث لأول مرة- كونه يسعى، مع مسؤولين أوروبيين آخرين، إلى إقناع بعض الدول الأفريقية بقبول فكرة فتح مراكز لإيواء وفرز المهاجرين الذين يعبرون منطقة الصحراء، على أراضيها، كما ان هذه القمة ستكون فرصة أمام كل من الجزائر و المغرب و ليبيا و تونس، باعتبارها البلدان التي يقصدها عشرات الآلاف من المهاجرين، الذين يعبرون الصحراء الكبرى أملا في الوصول إلى أوروبا، لمطالبة الدول الإفريقية الجارة بذل المزيد من الجهد لضبط حدودها ومنع عشرات المهاجرين من التدفق إليها.
قضية الصحراء الغربية تفرض نفسها كبند منفصل عن باقي المسائل في القمة
كما ستناقش القمة، قضية الصحراء الغربية التي سوف ستسجل لأول مرة كبند قائم بحد ذاته ومنفصل عن المسائل الأخرى في جدول أعمال القمة، وقد اعتبر وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك أن “هذه القمة منعطف هام بالنسبة للقضية الصحراوية فهي المرة الأولى التي تسجل فيها في جدول أعمال القمة كبند قائم بحد ذاته ومنفصل عن المسائل الأخرى”، و أنها”لن تعالج في الإطار العام والشامل للنزاعات ، وانه سيتم مناقشتها على مستوى رؤساء الدول والحكومات الذي يحصلون لأول مرة على تقرير حصري ومنفصل حول هذه المسألة”، غير أن هناك تخوفات من الضغط الذي يمارسه المغرب على بعض دول الاتحاد في هذه المسالة، ما قد يعرقل عمل القمة في هذه النقطة ويعزز الخلافات القائمة بينه وبين بعض الدول التي تساند الصحراء الغربية.
و يرى الكثير من المتتبعين، انه و رغم أن موريتانيا تسعى إلى بذل قصارى جهودها لإنجاح القمة من كل النواحي الأمنية و التنظيمية من حيث المسائل التي تطرح و الخروج بحلول توافقية، إلا أن الوضع الراهن والتحديات التي تواجهها القارة السمراء قد يجعل ذلك صعبا، خصوصا بالنظر إلى التغيير الذي حدث في قيادات العديد من دول الاتحاد، حيث تولى الرئاسة في بعضها شباب لهم نظرتهم المختلفة عما كان عليها سلفهم سيما من الناحية الاقتصادية، فغالبتهم لهم توجه اقتصادي.
ملك المغرب يغيب عن القمة ويخلفه وزير خارجيته
من جانب آخر، نقلت أمس مصادر مغربية رسمية في العاصمة الموريتانية نواقشوط، أكدت أن الوفد المغربي الذي سيشارك في القمة ، من المرتقب أن يرأسه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بخلاف التوقعات التي كانت تشير إلى تمثيلية مرتفعة وتتوقع حضور الملك محمد السادس.
رزيقة.خ