نشطت العدد السابع والثلاثين من منتدى المسرح الوطني الجزائري TNA Forum، الكاتبة وباحثة المسرح المصرية صفاء البيلي، والتي تمحورت مداخلتها حول موضوع “المونودراما.. إشكالية المصطلح و.سلطة المؤدي الواحد…”.
في مداخلة صفاء البيلي، قالت: قيل أن فن المونودراما هو فن البوح، وقيل إنه فن الملل والإملال، وقيل إنه فن الجنون وفن النخبة الكريهة واعتقد البعض أنه فن الممكن والرخيص والمتاح، وآخرون قالوا إنه فن نسائي اعتقادا أنه يعتمد فقط على الثرثرة والحكي والبوح! وبعيدا عن أية مسميات تظل المونودراما هى الفن الممتع والوحيد الذي يمنح مؤديه لذة التفرد على ساحة المسرح التي تشبه إلى حدٍ كبير ساحة حياته المليئة بالأسرار، كما يلتقي مع المتلقي/الجمهور في نقطة التقاء مشابهة، حيث يشعر أن هذا الكائن المشتعل أمامه على المسرح ليس إلا ارتدادا لما يعيشه هو من لحظات تحوّله وجنونه وعقله انطلاقه واكتئابه!… إنه الفن الذي يغوص فى أعماق النفس البشرية ويدخل فى مناقشات عقلية حول العديد من المشاكل التي يعيشها البطل/الجمهور.
وأضافت في معرض حديثها-، أما المصطلحات والتسميات العلمية التي تطلق على فن المونودراما فهى كثيرة بل أحيانا مباينة تبعا لاختلاف آراء متعاطيها كتابة تمثيلا واخراجا حيث لم يوجد من النقاد حتى الآن من وضع لها أسسا ومدارس أو قواعد محددة كما حدث مع فنون المسرح الأخرى. فأحيانا لا يفرِّق البعض بين المونولوج والمونودراما، ويطلقون على أي عمل “مونودراما” تسمية “مونولوج” لمجرد أن البطل يظل يحدث جمهوره ويشكو مشاعره ويدخله معه في هوة الحكي وتفاصيل روحه “ساردا” أحد المواقف التي مر بها أو أثرت فيه وتأثر بها… وقد يكون المونولوج “مغنى” تراجيديا أو كوميديا نلحظ وجوده بشكله الغنائي الدرامي الخالص في بدايات اختراعه، ثم تطور في مصر على يد ثريا حلمي وإسماعيل يس ومحمود شكوكو، بيد أن المونودراما كفن مكتمل تختلف اختلافا كبيرا عن المونولوج ولكن ما حدث هو شيوع اللفظ وانتقاله دلاليا من مفهومه إلى مفهوم آخر، وهو المونولوج الذي يعد جزء لا يتجزأ من تكوينات المونودراما
يذكر أن صفاء البيلي، شاعرة وكاتبة مسرحية وباحثة من دولة مصر. صدر لها العديد من الدواوين الشعرية والنصوص المسرحية عن الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية…
نالت العديد من الجوائز المحلية والعربية في مسرح الكبار ومسرح الطفل وعن الدراسات المسرحية، وقد أطلق عليها لقب “أميرة المسرح الشعري” حيث يعتمد مشروعها المسرحي على هذا النوع من الكتابة المسرحية وكذلك لقب “سيدة المونودراما”. كما قدمت العديد من الورش في الكتابة المسرحية، ولها مشاركات في لجان تحكيم لمهرجانات عربية، كما تم تكريمها في مصر والجزائر وسلطنة عمان والعراق وتونس نظرا لإسهاماتها المسرحية المتعددة سواء في الكتابة أو النقد، وقد قدمت نصوصها على مسارح مصر وعدة دول عربية…
وهي مؤسس ورئيس تحرير موقع المسرح نيوز المعني بنشر الثقافة المسرحية، وتشتغل حاليا على إنجاز رسالة الماجستير الخاصة بها في مجال المونودراما.
صبرينة ك