جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
شهدت مختلف الأحياء بالعديد من بلديات العاصمة خلال الفترة الأخيرة خاصة مع الحجر الصحي الناتج عن تفشي فيروس كورونا، نشوب حرب عصابات أو ما يسمى بـ “حرب الشوارع”، تخللتها إشتبكات عنيفة بثت الرعب والهلع وسط المواطنين، مع تحطيم الممتلكات، ولولا تدخل المصالح الأمنية لسقط قتلى، ما يطرح التساؤل حول تزايدها مع الوضع الصعب الذي تمر به البلاد.
وأصدرت مختلف الأسلاك الأمنية بيانات حول تدخلاتها لوقف الإشتباكات التي عرفتها مختلف الأحياء على غرار حي 2100 مسكن بمنطقة عبزيو، بلدية الدويرة بالجزائر العاصمة، أين تم توقيف 22 شخصا تورطوا بإشتبكات عنيفة، مع حجز كمية معتبرة من الاسلحة البيضاء، منها سيوف، خناجر، وقارورات مولوتوف.
كما أوقف عناصر الدرك الوطني، عصابتين إجراميتين خطيرتين بثّتا الرعب والهلع في وسط سكان حي بن مراد بالدار البيضاء الجزائر، المتكونة من 14 شخصا، يشكّلون أفراد عصابتين إثنتين من المنحرفين وذوي السوابق العدلية، كانوا مدجّجين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء، فيما وضعت حدّاً لعصابة إجرامية خطيرة بثّت الرعب والهلع في وسط سكان حي المالحة ببئر مراد رايس، أين تم توقيف 9 أشخاص، كانوا مدجّـجـين بمختلف الأسلحة البيضاء، متمثلة في سيف تقليدي الصنع، ساطور، سكـاكين كبيرة الحجم وعصي خشبية مدبَّبة بمسامير.
وكان قد كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء، آكلي عمرون، خلال ندوة صحفية اليوم ، عن تفاصيل القضايا الثلاثة التي تم تسجيلها بحي “قايدي” ببرج الكيفان، في إطار مكافحة المشاجرات والعنف بين عصابات الأحياء التي تستعمل الكلاب المدربة والأسلحة البيضاء، والتي تم فيها توقيف 20 شخصا وحجز كمية كبيرة من الأسلحة البيضاء.
القضية الأولى التي تمت معالجتها يوم 7 أفريل، إثر مكالمة هاتفية لدرك بني مراد، تورط فيها 25 شخصا أثاروا الرعب في أوساط الساكنة، حيث تم تشكيل دورية وعثر على المتورطين بذات المكان، وتم تفتيش مساكنهم وتوقيف 19 شخصا معظمهم له سوابق.
القضية الثانية التي عولجت في نفس اليوم، من قبل درك الدار البيضاء، يتورط فيها عدة أشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء وينشرون الرعب بأحد أحياء برج الكيفان، وتم اقتيادهم لمقر فرقة الدرك ووضعهم رهن الحبس تحت النظر.
أما القضية الثالثة، التي نفذت إثر مكالمة من أحد المواطنين إثر شجار بحي “موحوس” ببرج الكيفان، وتدخلت مصالح الشرطة القضائية، التي أوقفت 5 أشخاص لهم سوابق، يستعملون الكلاب المدربة لزرع الرعب، وتم وضعهم تحت النظر وتوبعوا بجناية تشكيل جماعة أشرار وجنحة اعتداء على مصالح الأمن ومخالفة الحجر الصحي واستعمال وحيازة غير شرعية لأسلحة.
وفي هذا السياق أوضح المختص في علم النفس البرفسيور احمد قوراية في تصريح سابق ل “الجزائر”، بأن الحجر الصحي أثر على البعض من أصحاب السوابق، والمجرمين، في ظل فراغ الشوارع من الناس، خصوصا وأنهم تعودوا على التجبر باعتداءاتهم ضد الناس والحاق الضرر بهم و الاعتداء عليهم لأن انفسهم مريضة بالعدوانية ويجدون في هذا الظرف بذات من حالة الحجر الصحي فرصة في افراغ شحناتهم المرضية في حرب الشوارع لانهم يعتقدون بأن من يكبح نزوتهم في شوارع لا يخرجون من ديارهم بسبب الحجر فيجدون بيئة صالحة لهم في ممارسة العنف وعدوان على الاخرون و يجسدون في ذلك بعض الصور لنماذج كانت قد شاهدوها من افلام الامريكية العنيفة ويتلذذون في ممارسة ذلك و يشعرون بسعادة لا مثيل لها واكثرهم هم من خريجي السجون حديثا كانتقام نفسي مرضي ضد ابناء مجتمعهم.
وشدد قوارية على ضرورة مجابهة هؤلاء المرضى بالعدوانية النفسية بعملية الردع من طرف رجال الأمن وإن لم يكن ذلك فهولاء يتلذذون أكثر في ارتكاب الاعتداءات و الطغيان النفسي المرضي و قد يصلون إلى سفك الدم و اقتراف جرائم لان مرض العدوانية النفسية لا يتراجع بل يزداد اكثر فاكثر فالعقاب الجامد هو الدواء المباشر لهؤلاء.
وأوضح البروفيسور، بأن الحجر لم يؤثر على المنحرفين أو المجرمين فقط، مشيرا إلى أن المواطن على العموم تلقى صدمة بدخوله في الحجر الصحي مما أثار مباشرة على نفسيته، وأثناء هذه المرحلة، يكون الشخص غير قادر على إدراك هذا الحدث الحجر الذي سبب له الأزمة وغير قادر على إنكاره أيضًا، فبينما يصاب بعض الناس ببعض التغيرات النفسية المفاجئة من القلق و الخوف و الضغط كصدمة نفسية عادية و كردة فعل، يتصرف الآخرون بطريقة للامبالاة.
ف. س